بانتظار حل عقدة الـ 50 ليرة.. موقع محلي يطلق حملة (خليني ادفع عنك)


بات واضحاً أن النظام ومؤسساته يحافظان على بقاء السوري تحت مقصلة المشاكل والملمات ولا يريدان أن يبادرا بأية حلول من شأنها أن ترفع المعاناة عنه حتى ولو كانت لأمر بسيط، ومن أجل هذا تطلق بين حين وآخر مبادرات وحملات لحلحلة هذه المعضلات، وأغلبها مدفوع من جهات أمنية لإثارة السخرية أو إمعاناً في إهانة المواطن.

ومنذ أيام قليلة أطلق موقع محلي (Damascus 2020) مبادرة تحت شعار (خليني ادفع عنك) وصفها بأنها تأتي من باب المبادرة كسيدة للحلول، وأما السبب وفق ما جاء في تفاصيل الحملة: "نطرح لكم مبادرة (خليني ادفع عنك) كحل مبدأي للمواطنين للتخفيف فقط من أزمة (الخمسين ليرة) وذلك بأن يدفع بعض المواطنين عن غيرهم أجرة ركوب الباص أو الميكرو.. في وقت نفاذ (الفراطة) لدى السائق".

ورأى مطلقو الحملة أنها تساهم في إيجاد حل جزئي وتحقق بعض الأهداف منها: "بدل المشاجرات والمشاحنات التي لا تنتهي.. وبدلاً من أن يُظلم الكثيرون في عودة حقوقهم المالية من السائق.. لمن يستطيع ويحب ويرغب بأن يدفع عن غيره من الركاب.. ليبادر في ذلك".

وأكد الموقع في نهاية بيان الحملة أنها مجرد محاولة وليست حلاً: "نعلم أن هذه المبادرة ليست حلاً ولكنها تضامن اجتماعي ومحاولة جزئية للتخفيف من المشكلة.. ريثما تطرح الحلول الجذرية وتنفك عقدة الخمسين ليرة".

عجز حكومي

الحملة لاقت سخرية مريرة من أغلب من تابعوها على صفحة الموقع، ومواقع أخرى تحمست لها، وتلمس بعضهم عمق الأزمة في أنها أبعد من (خمسين ليرة)، فهي تعكس عجز دولة النظام عن حل مشكلة تافهة كهذه، وأن هناك أزمات أعمق، فكيف ستتصرف حيالها؟!

علّق أحدهم على الحملة في أنها مشكلة البنك المركزي منذ سنوات، ولم يجد لها حلاً: "لا تعليق .... ملينا من الحكي عن موضوع الفراطة .. والبنك المركزي على وعود من 5 سنين. وخلبية"، ورد آخر: "خلي البنك لمركزي يلاقي حل و حاجة مسخرة كل شغلة صرنا نحنا بدنا نلاقيلا حل وهنن شو شغلتن؟؟؟؟؟ السرقة بس".

فكرة قديمة

رأى كثيرون أنهم يتبعون هذا الحل منذ زمن، لكي يتخلصوا من الذرائع التي يطلقها السائقون في عدم وجود (فراطة): "يطعمكن الحجة والناس راجعة عملناها وخلصت وصار بدنا حل تاني كلو عم يجي معو 100 وطالع". ورد عليه أحدهم ساخراً مجترحاً حلاً أهم من الحملة: "اعملوا الأجرة 100 ليرة بتحل المشكلة".

الأزمة هذه، تعكس أزمات أخرى مستفحلة هي من مسؤولية الحكومة وليس بيد المواطن الذي يبادر ويجتهد: "هي المشكلة من اختصاص الحكومة مو الشعب..يا عيب الشوم..لهون وصلنا...اما شو هالحلول. المنطقية..بعدين. العالم من زمان عم تعمل هيك مع بعض.. واحد بيدفع عن التاني".

حل كسيح

آخرون رأوا أنها حلول كسيحة لأن المواطن الذي يلهث خلف رغيف الخبز غير قادر على هكذا حلول تزيد من أعبائه: "يا رجل العالم ملاقية تاكل لحتا تدفع عن بعضها حسبي الله ونعم الوكيل احسن شي".

بينما رأى آخرون أن المشكلة الكبرى هي مشكلة المواصلات عامةً، والتي تشكل معاناة دائمة للمواطن في عدم توفرها: "حلولنا أزمة الباص والميكرو بالأول ووعد مني إني سامح بالخمسين".

بين خمسين ليرة مهترئة، ووعود بطباعة عملة معدنية جديدة، يتوه السوري في عالمه الذي يضيق عليه وسط أزمات كبيرة محدقة به من لقمة العيش وصولاً إلى عدم الأمان في بلد ترفع فيه السلطة شعارات الأمن والأمان كستار يحميها، لكنها تسحق المواطن فقراً وتجويعاً.

ترك تعليق

التعليق