تفاصيل.. كيف يسرق موظفو "الريجي" مزارعي التبع في طرطوس؟


تعود مسألة تسويق التبغ في طرطوس إلى الواجهة، ودولة الأسد تجبر المواطنين المنتجين على تسليم تبوغهم إلى المؤسسة العامة للتبغ "الريجي" مع فرض أسعار كيفية عليهم.

يحارب نظام الأسد سكان محافظة طرطوس في أرزاقهم من أجل دفعهم للالتحاق بقواته التي تقاتل معه لتثبيت حكمه.

ويستخدم نظام الأسد زراعة التبغ في حربه عليهم، ويحدد لهم المساحات المزروعة والكميات التي يتوجب عليهم إنتاجها في المساحة المحددة، ويجبرهم على تسليم إنتاجهم إلى المؤسسة العامة للتبغ، ويفرض عليهم الأسعار التي يحددها، ويمنع التجارة بالتبغ في الأسواق، ويحصر التعامل بالتبوغ بمؤسسته التي تدر أرباحاً هائلة تعود إلى الأسرة الحاكمة خارج ميزانية الدولة، مثل عائدات النفط ومكتب الحبوب.

في حديث خاص لموقع "اقتصاد" مع المهندس الزراعي "علي – ح"، وهو موظف في مديرية زراعة طرطوس، قال لنا: "حاولت وزارة الزراعة إلحاق المؤسسة العامة للتبغ بالوزارة قبل عدة سنوات، ولكن كان الرد قاسياً من القصر الجمهوري وطُلب منهم عدم التعرض للموضوع أبداً واعتبار الأمر خاصاً بالقصر الجمهوري، ولا يحق للوزارة التدخل ولا الرقابة على أعمال المؤسسة".

وأضاف المهندس: "تُعتبر محافظة طرطوس المنتج الأول للتبغ في سوريا، وتبغها ذو جودة عالمية".

مع بداية موسم تسويق التبغ من كل عام في طرطوس يتوجه المسعّرون إلى القرى والبلدات التي يتواجد فيها مراكز استلام التبغ.

والمسعّرون أو "المخمنون"، هم موظفون مختصون بتسعير التبغ حسب الجودة والنوعية، وهذه الوظيفة تكون خاصة بالموظفين الذين يتم تعيينهم من قبل رئيس فرع المؤسسة في المحافظة.

وتُعتبر هذه الوظيفة من الوظائف التي يتطلب التعيين فيها دعماً كبيراً من قبل أحد الأفرع الأمنية، أو دفع مبالغ طائلة إلى رئيس فرع مؤسسة التبغ في المحافظة أو مديرها العام، مع التزام المسعّر بدفع مبالغ خيالية تصل إلى ملايين الليرات عن فترة عمله التي تستمر لمدة "3" أشهر تقريباً في كل عام، وطبعاً يكون هذه المبلغ المدفوع بما يعادل نصف ما يحصل عليه من رشى مقابل رفع تسعيرة الدخان "التبغ".

في هذا العام عمد المسّعر في برمانة المشايخ، التابعة لمحافظة طرطوس، إلى الاتفاق مع تجار يشترون التبغ ورخصة الزراعة من المزارعين بأسعار متدنية.

ويتم إجبار المزارعين على بيع محاصيلهم إلى التاجر ولو بعد وصولها إلى مركز الاستلام عن طريق تسعيرها بأسعار منخفضة من قبل المسعّر، بشكل لا يتناسب مع جودتها ومع تعب المزارعين وأيضاً مع التسعيرة التي حددتها المديرية العامة لمؤسسة التبغ، ويبرر ذلك بعدم جودتها أو زيادة رطوبتها أو سوء لونها أو عدم تنظيمها بالشكل المطلوب أو صغر أوراقها، فالحجّة موجودة دائماً.

وهنا يأتي دور التاجر المتواطئ مع الموظف المختص ليعرض على المزارعين أسعاراً تزيد عن سعر التخمين بمبلغ جيد، وهذا يدفع المزارعين إلى بيع محصولهم، ويقوم التاجر بتسليم ما يشتريه إلى المؤسسة بعد تسعيره بسعر مضاعف، ويتقاسم الأرباح مع الموظف المختص بالتسعير.

علّق المزارع "جعفر – ع" على سرقة تعبه من قبل نظام الأسد: "ضحينا بكل شيء من أجل هذا النظام، قُتل اثنان من أبنائي، لم يعد لدي في المنزل سوى ابنتين عانستين، هرب ابني الثالث إلى الخارج، نعمل في زراعة التبغ من أجل تحصيل الحد الأدنى من مصاريف حياتنا ليأتي موظف مدعوم ويسرق تعبنا".

وأضاف: "إننا غاضبون ومقهورون، نطالب بالقضاء على الفساد والمحسوبية، ولكن لا أحد يسمع لنا، فكلهم فاسدون من أعلى الهرم إلى أدناه، مع التهديد الدائم بالاعتقال لمن يرفع صوته. (كفى ظلماً.. كفى ظلماً)".

ترك تعليق

التعليق