كيف يختلف الشتاء في ثلاث مناطق سورية.. دمشق، ومحيطها، و"المحرر"؟


"مبين من أوله"، جملة قالتها "أم ليث" مستفتحةً حديثها لـ "اقتصاد" عن الشتاء الجديد ومدى استعداد أهالي العاصمة دمشق له. وقصدت بكلماتها تلك، بداية أزمة غاز جديدة في العاصمة، تزامناً مع الفصل الجديد.

"أم ليث" تحدثت لـ "اقتصاد" عن شتاء سكان العاصمة وتكاليفه، فقالت: "يتوجب على رب كل أسرة الحصول على (البطاقة الذكية) لكي يتمكن من الحصول على مخصصاته من مادة المازوت لفصل الشتاء والتي تبلغ 400 لتر تعطى على دفعتين الأولى بداية الفصل والثانية في منتصفه بسعر 190 للتر الواحد. أما في حال عدم استصدارها فسيكون من الصعب الحصول على المادة وإن تم ذلك فسيكون سعر اللتر الواحد ضعفان أو ثلاثة عن سعره لحاملي البطاقة".

الخيارات الأخرى والبدائل ليست بالكثيرة وخصوصاً لدى سكان العاصمة، كما قالت "أم ليث"، فهي تنحصر إما باستعمال المدفأة الكهربائية -أي في حال عدم استصدار البطاقة والحصول على المخصصات- وهو أمر صعب نوعاً ما لازدياد ساعات التقنين في الشتاء، ففي العام الماضي كانت ساعات التقنين 12 ساعة مقسمة إلى فترات، حيث تصل الكهرباء للمنازل والمحال 3 ساعات وتغيب عنها 3 ساعات مماثلة على مدار اليوم. ويُضاف إلى ذلك ارتفاع فواتير الكهرباء بشكل جنوني حيث تصل فاتورة الكهرباء في فصل الصيف شهرياً إلى 25 ألف ليرة سورية في حين قد تصل إلى اضعاف مضاعفة في حال تم استخدام المدفأة الكهربائية.

أما الخيار الثاني فهو اللجوء إلى الأغطية والبطانيات للتدفئة وهو ليس بالخيار الفعال فعلياً. أما الحطب فيعتبر مادة مفقودة في أسواق العاصمة.

الشتاء قرب دمشق

لا تختلف الظروف المعيشية في مناطق محيط العاصمة عن وسطها كثيراً، سوى بالكهرباء، وخصوصاً في تلك التي سيطر عليها النظام بعد تهجير مقاتليها، كالهامة وقدسيا وبرزة والتل.

حي برزة مثلاً، لا تغيب الكهرباء عنه اليوم إلا لساعات قليلة، والتي غالباً ما تكون بسبب أعطال في الشبكة، كما قال "أبو ياسين"، أحد سكان الحي.

سعر المازوت وآلية توزيعه مماثلة لمناطق العاصمة، إلا أن ما يميز تلك المناطق، ونخص بالذكر هنا المناطق القريبة أو الواقعة ضمن الغوطتين، هو إمكانية توفر الحطب حتى ولو بكميات قليلة.

الشتاء في "المحرر"

يُعتبر فصل الشتاء في المناطق المحررة شمال سوريا هو الأكثر دفئاً والأقل تكلفة بالنسبة لمن يقيمون ضمن منازل إذا ما قُورن بالشتاء في مناطق سيطرة النظام.

"أبو العباس"، مسؤول المكتب الإعلامي في حي القابون سابقاً، والمقيم في مدينة عفرين حالياً، تحدث لـ "اقتصاد" عن تكاليف موسم الشتاء في المناطق المحررة، فقال: "ارتفع سعر ليتر المازوت في الآونة الأخيرة خصوصاً بعد بدء المعركة شرق الفرات إلى ما بين 325 و350 ليرة سورية، إلا أنه متوفر بشكل دائم ولا يحتاج شراؤه إلى بطاقة (ذكية)".

أما عن توافر الكهرباء، فتعتمد المناطق المحررة بشكل عام على كهرباء المولدات والاشتراك بالامبيرات، عفرين مثلاً يبلغ سعر الأمبير الواحد فيها أسبوعياً 1800 ليرة، وكانت الكهرباء تعمل فيها مدة تصل إلى 12 ساعة يومياً. أما اليوم فقد خفضت إلى ما بين 7 و9 ساعات بسبب ارتفاع سعر المازوت، كما قال "أبو العباس".

وما يميز "المحرر"، توافر الحطب بشكل كبير، وبسعر لا يتجاوز 100 ليرة سورية للكيلو الواحد، أي أن سعر الطن الواحد والذي تحتاجه العائلة وسطياً خلال الفصل كاملاً يبلغ 100 ألف ليرة سورية.

أما عن شتاء أهل المخيمات فهو الأصعب، إذا ما قُورن بشتاء من يقطنون داخل منازل، سواء كانت مُلكهم أو مستأجرة، حيث لا يزال هناك، حتى اليوم، عائلات ممن هربوا من ريف حماة الشمالي والريف الجنوبي لإدلب، تحت أشجار الزيتون.


ترك تعليق

التعليق