ماذا قال "باسل الأسد" لوزير الاتصالات الأسبق "عمرو سالم".. عن موضوع النفط؟


يتابع وزير الاتصالات الأسبق، عمرو سالم، سلسلة كتاباته "الانبطاحية" للنظام، كاشفاً في هذه المرة عن قصة اتصال جرى بينه وبين باسل الأسد، الذي لقي حتفه في حادث سيارة على طريق المطار في العام 1994، يشير فيه إلى حرص "القيادة" على ثروات سوريا من النفط، في الوقت الذي كان يعلم فيه الشعب السوري آنذاك، أن حافظ الأسد وجميع أفراد حاشيته كانوا يسرقون إيرادات النفط السوري ويحولونها إلى حساباتهم الشخصية في البنوك العالمية، وهو ما اتضح بعد موت باسل الأسد، الذي كان في رصيده 13 مليار دولار في البنوك النمساوية.

وكتب سالم على صفحته الشخصية في "فيسبوك" تحت عنوان "عندما اتصل بي الرائد باسل الأسد"، قائلاً: "اتصل بي في أحد الأيام الأخ والحبيب الرائد باسل الأسد رحمه الله.. كنت يومها مديراً لمركز شركة آبل في سوريّة ولم يكن لي حينها ولا بعدها علاقة بالنّفط.. وقال لي يا عمرو، أعلم بأن ليس لك علاقة بالنّفط، وأنّ الموضوع ليس لك فيه فائدة شخصيّة، لكنّها خدمة للبلد"..

وأضاف على لسان باسل الأسد: "شركة ماراثون أويل الكندية لها عقد تنقيب في مناطق حمص قرب تدمر، وقد وجدوا كمّيّاتٍ كبيرة من الغاز. وقد جاء دور توقيع عقد معهم لاستخراج هذا الغاز واستثماره بالشّراكة مع الدّولة ممثّلة بالسّوريّة للنفط، لكنّ الوصول إلى العقد يتعثّر وأخشى أن يكون التعثّر بسبب الروتين أو غيره من قبل السّوريّة للنّفط. وأعلم أنّ المدير العام لماراثون سوريّة صديقك بسبب ولعه بحاسوب ماكنتوش.. أرجو أن تقول له أن يخبرك فيما إذا كان أحدٌ يبتزّهم أو يعطّلهم، لكي نتدخّل"..

ويتابع سالم: "عندما زرت صديقي المدير العام وأخبرته، قال لي يجب أن تعلم أنّ استثمار كلّ قطرةٍ من النفط أو الغاز في العالم يدار من قبل الولايات المتّحدة وشركات النّفط المسمّاة بالشقيقات السبع، حصراً، وقد اتّصلت الجهات العليا الأمريكيّة بإدارة شركة ماراثون العليا في كندا وطلبت منها القيام بتعطيل إبرام العقد لسنوات وذلك لأنّنا إذا اعتذرنا عن توقيعه، فيحقّ لحكومة الجمهوريّة العربيّة السوريّة أن تعطي عقد الاستثمار لشركةٍ أخرى.. وقد أعطوا شركة ماراثون حقلاً للنّفط في بحر الشّمال كتعويضٍ لها عن سوريّة .. وأصبحت مهمّتنا هي استخدام محامينا لتعطيل توقيع عقد الاستثمار مع السّوريّة للنّفط لسنواتٍ بناءً على أوامر الحكومة الأمريكيّة وإلّا ستفلس شركتنا. وأنا سأترك سوريّة لأنني جيولوجي ولست مسيّساً. ولست ألعب تلك الألعاب. وسأعود إلى كندا لأعمل باختصاصي".

ويقول سالم أنه فعلاً تمّ تعطيل العقد لسنواتٍ طويلةٍ حتّى تمكّنت "الحكومة السّوريّة" من التعاقد مع شركة أخرى بشكلٍ قانونيّ، حسب وصفه.

ويتابع متخذاً وضعية "الخطيب": "الولايات المتّحدة أيّها الإخوة تستخدم كلّ الوسائل من حروب، ومن قانون ومن مغريات للشّركات لتقرّر هي، ووفقاً لمصلحتها متى يستتثمر النّفط والغاز ومتى يبقى في باطن الأرض.. ولذلك أقول لكلّ الكاتبين وناشري الإشاعات: وهل بعد ذلك تدعمون موقف ترامب من نفط سوريّة بنشر الإشاعات والأكاذيب؟ وهل نسيتم ما ذكره الأستاذ الكبير عبد الله الخاني من أنّ السّعوديّين قالوا للسيّد الرئيس شكري القوّتلي رحمه الله أن سوريّة تحتوي على كمّيّاتٍ من النفط، لكنّ الولايات المتّحدة لن تسمح باستثمارها؟ وهل نسيتم، أن انقلاب حسني الزّعيم المشؤوم وسجن السّيّد الرئيس شكري القوتلي، كان بسبب عدم موافقة حكومة سوريّة ورئيسها شكري القوّتلي على شروط شركة التابلاين، وكذلك رفضوا مصفاة النّفط الأمريكيّة".

ولا ينسى سالم أن يمر على بطولات حافظ الأسد، حيث يذكر أشياء غير حقيقية عن عهده وبأن عقود النفط كانت جميعها معلومة للحكومة السورية ومُقرّة في مجلس الشعب، حيث يقول: "وفي عهد السّيّد الرئيس حافظ الأسد رحمه الله، لم يقبل أن يوقّع عقدا واحدا للتنقيب عن النّفط من قبل الحكومة السّوريّة وحدها، ولم يصدر أيّ أمرٍ باستثناء عقدٍ واحد للتنقيب عن النّفط أو استثماره.. بل كانت الحكومة السّوريّة تطرح ما يسمّى بالبلوكات للتّنقيب، وعندما ترسو على شركة، ينظّم عقدٌ ويعرض على مجلس الشّعب السّوري ويقرّ كلّ عقدٍ بقانون خاص.. وينشر في الجريدة الرسميّة ووسائل الإعلام".

وزيادة في الانبطاح، يختم سالم: "كل قرشٍ من عقود النّفط، معلوم للحكومة والموازنة ومجلس الشّعب ولكلّ مواطنٍ يقرأ أو يحبّ أن يقرأ الجريدة الرسميّة".

ويستدرك بعد أن أحس أن الآخرين قد يتهمونه بالكذب والتدليس: "لا يهمّني كمّ وحجم الكذب الّذي يكذبه هذا أو ذاك في محاولاتهم البائسة لتشويه سمعة الأشراف، ولا تمكّنهم من الخداع، فعصر المعلوماتيّة ينسف كلّ ذلك، وهذا اختصاصي، ولا نتعامل في المعلوماتيّة إلّا مع الحقائق والتّوثيق"..

ثم يختم منشوره بآية من القرآن الكريم التي تقول: (قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) سورة الأنعام - الآية 135.. ثم يدعو قارئي المنشور إلى عدم حذف اسم الكاتب أو اقتطاع جزء عند النقل.. وهو ما التزمنا به بالضبط..

وأخيراً، لم يخبرنا عمرو سالم، ما علاقة باسل الأسد بالنفط؟، وما هو منصبه في الحكومة، لكي يتدخل بهذا الموضوع..؟

تجدر الإشارة، إلى أن عمرو سالم جرى طرده من وزارة الاتصالات في العام 2005 على خلفية قضايا فساد مالي، ثم جرى تبرئته منها، لكنه منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، لا يكف عن استجداء النظام، وخلق القصص والأماديح له، والتي قد يستغربها أقرب المقربين منه، أي المقربون من النظام..

ترك تعليق

التعليق