حكومة خميس.. الأسوأ في تاريخ سوريا المعاصر


يصف السوريون حكومة عماد خميس بأنها من أسوأ الحكومات التي مرت على تاريخ سوريا في السنوات العشرين الأخيرة، بل يرى البعض بأنها تجاوزت في مساوئها، حكومة عبد الرؤوف الكسم في الثمانينيات من القرن الماضي، عندما كان المواطن السوري يحلم بالحصول على أبسط الخدمات والحاجات الأساسية، ولا يجدها.

ويلاحظ الكثير من المراقبين، أن صوت عماد خميس قد خفت منذ شهر تقريباً، ولم تعد وسائل الإعلام تتداول أي تصريحات بارزة له أو جولات ميدانية كما في السابق، وتقتصر الأخبار التي تتناوله شخصياً، على حضوره للاجتماعات الدورية لمجلس الوزراء، مشيرين إلى أن ذلك قد يكون مؤشراً على نية بشار الأسد تغييره في الفترة القادمة وريثما يتم الانتهاء من إقرار موازنة العام 2020، التي يتم مناقشتها في مجلس الشعب حالياً.

ويرى المحلل الاقتصادي أحمد الشماع، المقيم في تركيا، بأن نظام بشار الأسد، استنفذ كل طاقات حكومة خميس خلال الأعوام الثلاثة السابقة، ونفذ عبرها الكثير من المشاريع والخطط "الجهنمية" على حد تعبيره، منها ضخ أجزاء كبيرة من الموازنة الاستثمارية، في المنطقة الساحلية، بالإضافة إلى دعم عناصر الجيش والمخابرات، من خلال زيادة رواتبهم دون غيرهم من الموظفين.

ويشير الشماع، إلى أن المصيبة الكبيرة التي ستحمل وزرها حكومة خميس، وبعد إقرار موازنة العام 2020، هي رفع الدعم عن المحروقات وعن الكثير من الخدمات الأساسية، حيث أن الموازنة لم تلحظ مبلغ الدعم المعهود ضمن هذا البند، والذي كان في السنوات السابقة يتجاوز الـ 400 مليار ليرة، بينما في الموازنة القادمة، فلا يتجاوز مبلغ الدعم الـ 10 مليارات ليرة، ما يعني أن النظام يخطط فعلياً لرفع أسعار المشتقات النفطية، إلى حدود الأسعار العالمية، وذلك في العام القادم.

كما ويرى الشماع، بأن النظام تقصد القضاء على حكومة خميس وزيادة الازدراء الشعبي لها، من خلال عدم وجود بند في الموازنة يلحظ زيادة الرواتب والأجور، لافتاً إلى أن عماد خمس، ومنذ تولى رئاسة الحكومة قبل أكثر من ثلاث سنوات، وهو يتحدث عن نيتهم زيادة الرواتب، دون أن يحقق من وعوده شيئاً، وهو ما جعله في نظر الشعب السوري، "كذاب ومفتري"، على حد قوله.

وتوقع الشماع أن يكون العام القادم مأساوياً على الشعب السوري في الداخل، نظراً لأن النظام أصبح يملك كل المقومات التي تخدمه للتهرب من مسؤوليته اتجاه مواطنيه، وخصوصاً بعدما وضعت أمريكا يدها على النفط السوري في الحسكة، وبعض حقول دير الزور، مشيراً إلى أنه من الآن وصاعداً، سوف يواجه النظام الشعب بكل فجاجة، كلما طالب بحقوقه وتحسين وضعه المعيشي.

ترك تعليق

التعليق