السعودية تبدأ رسمياً إجراءات الطرح العام الأولي لشركة أرامكو


 أعلنت المملكة العربية السعودية رسمياً عن بدء إجراءات طرحها العام الأولي لشركة النفط العملاقة أرامكو، ما سيعني الاستغناء عن أسهم من الشركة في البورصة المحلية على أمل جمع مليارات الدولارات للمملكة.

أعلنت هيئة السوق المالية بالمملكة ذلك في بيان نُشر على موقعها الإلكتروني في وقت مبكر يوم الأحد.

إعلان الهيئة هو إشارة البدء لاكتتاب عام وعد به ولي العهد الأمير محمد بن سلمان منذ عام 2016.

وقال أمين ناصر، الرئيس التنفيذي لأرامكو، في تسجيل مصور بُث على الإنترنت، إنه سيتم تداول أسهم الشركة في البورصة السعودية "تداول".

تدعو الخطط الأولية إلى تداول أسهم الشركة في بورصة الرياض، ثم طرح أسهم أخرى في وقت لاحق للتداول الأجنبي.

وأضاف ناصر "هذه اللحظة تشكل تحولا تاريخيا في مسيرة أرامكو السعودية. أرامكو تتميز بقدراتها في الأداء التشغيلي والانضباط المالي وبمركزها المالي القوي والمرن. الشركة عازمة على مواصلة تقديم القيمة لعملائها وشركائها ومساهمها الرئيس المتمثل في حكومة المملكة العربية السعودية وقريبا مساهميها الجدد".

يأمل الأمير محمد في تقييم الشركة بنحو تريليوني دولار، وهو تقييم متفائل للغاية.

تنتج أرامكو نحو 10 ملايين برميل من النفط الخام يوميا، وتوفر نحو 10 بالمائة من الطلب العالمي.

سيوفر هذا مبلغ 100 مليار دولار يحتاجهم بن سلمان لخطط طموحة لإعادة تطوير المملكة التي تأمل في خلق وظائف جديدة، حيث تبلغ نسبة البطالة في البلاد أكثر من 10 بالمائة.

ومع ذلك، أدت المخاوف الاقتصادية والحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة وزيادة إنتاج واشنطن للنفط الخام إلى انخفاض أسعار الطاقة.

أفزع هجوم استهدف أرامكو في 14 سبتمبر/ أيلول الماضي بعض المستثمرين، حيث خفضت وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية تصنيف أرامكو بالفعل.

لم يحدد إعلان هيئة السوق المالية أي جدول زمني للاكتتاب العام.

أعلنت هيئة السوق المالية "صدور قرار مجلس الهيئة المتضمن الموافقة على طلب شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية) (الشركة) تسجيل وطرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام. وسوف يتم نشر نشرة الإصدار قبل موعد بداية الاكتتاب".

كانت قناة العربية الإخبارية المملوكة للسعودية قد أعلنت الأسبوع الماضي، نقلاً عن مصادر مطلعة لم تسمها، أن عملية تحديد سعر السهم ستبدأ في 17 نوفمبر/ تشرين ثان.

سيتم تحديد السعر النهائي للسهم الرابع من ديسمبر/ كانون أول، مع بدء تداول الأسهم بعد ذلك.

ذكرت أرامكو في وثائق الاكتتاب العام أنه سيتم تحديد سعر الطرح النهائي للأسهم بعد نهاية فترة بناء سجل الأوامر.

وقالت إن صافي دخل الشركة بلغ 111.1 مليار دولار في عام 2018، كما بلغت الاحتياطيات السائلة المثبتة 226.8 مليار برميل.

وأضافت أن صافي دخلها في نهاية الربع الثالث من العام الحالي بلغ 68 مليار دولار.

سيتم تقديم الأسهم للمستثمرين من الشركات، وكذلك للمستثمرين السعوديين والأجانب.

استخدمت المملكة الشركة في الماضي لتمويل شركات التطوير، عندما كانت لا تزال شركة أمريكية.

منذ شراء حصة 100 بالمائة من الشركة بحلول عام 1980، لم تتدخل العائلة المالكة بصفتها "المساهم الوحيد" في قرارات الشركة التجارية طويلة الأجل، حيث أن إيراداتها توفر حوالي 60 بالمائة من إجمالي الإيرادات الحكومية.

لكن مؤخرا، هناك قرارات يبدوا أنها فرضت على أرامكو، بما في ذلك الاستحواذ على 70 بالمائة من الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، قبل أن تعلن سابك عن انخفاض أرباحها الفصلية.

وفي النصف الأول من العام، حققت دخلا بلغ 46.8 مليار دولار.

ومع ذلك، يقول محللون إن تقييم ارامكو بقيمة 2 تريليون دولار قد يكون مبالغا فيه.

ومن خلال الإعلان عن بدء الاكتتاب العام الأحد، ربما يكون الأمير محمد مقتنعا بإجراء تقييم أقل من أجل تحريك الاكتتاب العام.

تعلق المملكة آمالها على الاهتمام المحلي الهائل برفع قيمة الشركة قبل بيع بعض الأسهم في الخارج.

يعتقد محللون أن أرامكو ستدرج ما يصل إلى 3 بالمائة من الشركة في التداول، مع 2 بالمائة أخرى في الخارج.

سعت أرامكو لطمأنة المستثمرين، خاصة الأسئلة المتعلقة بتقييمها، والمخاطر المحتملة لشن هجمات مستقبلية، أو المخاطر الجيوسياسية.

نشرت أرامكو على موقعها الإلكتروني الشهر الماضي عزمها توزيع أرباح بقيمة 75 مليار دولار للمستثمرين في عام 2020.

هذه هي الأموال التي توزعها الشركة لكل سهم على مساهميها كعائد على الأموال التي استثمروها في أسهمها.

وأضافت الشركة "بالنسبة للأعوام من 2020 إلى 2024، إذا كانت توزيعات الأرباح السنوية المعلنة ستقل عن 75 مليار دولار (281.25 مليار ريال)، فإن توزيعات الأرباح للمساهمين غير الحكوميين ستكون لها الأولوية عن حصة الحكومة".

لكن إلى جانب الأسهم، تستمر المخاوف من إمكانية تعرض المملكة لهجوم آخر مماثل لهجوم الرابع عشر من سبتمبر/ أيلول، الذي اتهمت الولايات المتحدة إيران بالوقوف وراءه.

تنفي إيران وقوفها وراء الهجوم.

أعلن المتمردون الحوثيون في اليمن مسؤوليتهم، لكن محللين يقولون إن أسلحتهم ليس بها القدرة على الوصول إلى هذا المدى.

ترك تعليق

التعليق