بعد أزمة "لجنة الزكاة".. "كفرتخاريم" تترقب اجتياحاً من "تحرير الشام"


قال سكان من مدينة "كفر تخاريم" شمالي إدلب، إنهم يتوقعون أن تقوم قوات تابعة لـ "هيئة تحرير الشام"، باقتحام المدينة على خلفية احتجاجات شهدتها، أدت لانحسار نفوذ حكومة "الإنقاذ"، الواجهة المدنية للهيئة.

وأدى تطبيق "هيئة تحرير الشام" للأفكار الفقهية المتعلقة بزكاة الزروع في إدلب، ومن بينها "كفر تخاريم"، إلى حدوث اضطرابات، نتيجة الرفض الواسع من قبل الأهالي، لعمل لجنة الزكاة.

وامتنع سكان كفر تخاريم عن دفع جزء من محاصيلهم التي يتسلمها جباة تابعون لـ "لهيئة العامة للزكاة" ويتمركزون في المعاصر لمراقبة وحساب نصاب الزكاة من محاصيل الفلاحين.

وخرجت مظاهرات تطالب بخروج حكومة الإنقاذ وعدم تبعية المدينة لها ولهيئة تحرير الشام. في المقابل قامت الهيئة بإيقاف عمل مخفر المدينة والحشد حولها تمهيداً لاقتحامها.

من يدير المدينة؟

كانت كفرتخاريم قبيل آخر هجوم لـ "تحرير الشام" على فصيل قوي مناوئ لها بريف حلب الغربي، تخضع لسيطرة قوات تابعة لفيلق الشام وإدارة الحكومة السورية المؤقتة. لكن عقب نجاح الهيئة في هزيمة حركة "نور الدين الزنكي"، غدا الجيب الواسع شمالي غرب سوريا، والذي يضم إدلب وأجزاء من أرياف حلب وحماة واللاذقية، تحت سيطرة تحرير الشام.

وقال مصدر لـ "اقتصاد" من داخل المدينة: "بعدها اتفق رجالات المدينة مع الهيئة لإدخال حكومة الإنقاذ إلى منطقتهم".

وبحسب المصدر: "في تلك الفترة لم يتغير شيء في مؤسسات المدينة، فقد حافظ المخفر والمجلس المحلي على كوادره السابقة كما بقي العناصر التابعون لفيلق الشام متمركزين في الحواجز المحيطة بالمدينة".

ولجأت الهيئة مؤخراً لأسلوب المراوغة، فقد قامت بتبديل عناصر من المخفر بآخرين موالين لها.

لجنة الزكاة

قامت "تحرير الشام" بتشكيل لجنة لجمع الزكاة من أهالي كفر تخاريم، يرأسها أحد مشايخ المدينة.

وربما أرادت من ذلك امتصاص غضب السكان الذين خرجوا في احتجاجات سابقة على خلفية قيام الهيئة بمصادرة أجهزة طبية من مبنى جامعي كان يتبع لجامعة حلب التي تديرها الحكومة المؤقتة.

وتتبع لجنة جمع الزكاة المشكلة في البلدة لمؤسسة أكبر أطلق عليها "الهيئة العامة للزكاة".

وينحصر عمل اللجنة والفرق التابعة لها في جبي زكاة زيت الزيتون في المقام الأول ثم المحاصيل الأخرى كالقمح والشعير.

ويتوزع مندوبو الهيئة العامة للزكاة في معاصر المدن والبلدات حيث يقتطعون نصف العشر (5 بالمائة) من أي محصول.

ويسترد الفلاحون النسبة المقتطعة لاحقاً في حال لم يكن المحصول قد بلغ نصاب الزكاة والذي يقدر بـ 673 كيلو غراماً.

واجهة لصراع غير معلن

يعتقد مطلعون على أحوال المدينة التي تقع على طريق حيوي يصل بين إدلب والمدن الحدودية مثل حارم وسلقين، أن قضية زكاة الزيت ليست سوى واجهة للصراع بين سكان ونخب المدينة، وهيئة تحرير الشام.

وتشهد المدينة حركة نشطة لجماعة مناوئة للسلفية الجهادية التي تشكلت الهيئة من أفكارها، حيث قامت تلك الجماعة بإنشاء جامعة ومعهد شرعي.

ويعتبر كل من الجامعة العثمانية ومعهد الإمام النووي، مشروعين كبيرين لجماعة الإخوان المسلمين داخل المدينة.

ويدير المشروعان قيادي في الإخوان، بهدف تأهيل كوادر علمية في المعهد الشرعي، ليتم تنسيبها إلى صفوف الجامعة التي أُعلن عن تأسيسها بتركيا في العام 2017 بحضور عشرات المشايخ والنخب العلمية التابعة والموالية لفكر الإخوان المسلمين.

ترك تعليق

التعليق