الاتحاد الأوروبي يمول تركيا لتعزيز خفر السواحل


 قال مسؤول بارز بالاتحاد الأوروبي الأربعاء إن الاتحاد يستعد لدفع عشرات الملايين من الدولارات لتركيا للمساعدة في تعزيز خفر السواحل، حيث يغادر عدد متزايد من المهاجرين واللاجئين تركيا على أمل العثور على ملاذ أو وظائف في أوروبا.

تكافح السلطات اليونانية لمواجهة الارتفاع الحاد في عدد المهاجرين الوافدين خلال أشهر الصيف على جزيرة ليسبوس وغيرها من الجزر في بحر إيجة بالقرب من الساحل التركي.

تعاني مخيمات اللاجئين التي يمولها الاتحاد الأوروبي في تلك الجزر اكتظاظاً شديداً وظروفاً معيشية سيئة، فضلا عن تفشي أعمال العنف.

قال ماسيج بوبوفسكي نائب المدير العام لسياسة توسيع الاتحاد الأوروبي "لقد أعددنا مجموعة من الإجراءات تصل إلى نحو 50 مليون يورو (55 مليون دولار)".

أوضح بوبوفسكي أن جزءاً من الأموال سيساعد على "تحسين قدرات خفر السواحل التركي لأداء عمليات البحث والإنقاذ".

سيتم استخدام الباقي لتحسين الظروف في مراكز احتجاز المهاجرين ومساعدة الأشخاص المسموح لهم بالبقاء في الاندماج بشكل أفضل في المجتمع التركي.

كما سيتم تخصيص التمويل من ميزانية تهدف إلى إعداد تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ومن صندوق منفصل "للسلام والاستقرار".

تركيا مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، لكن مفاوضات انضمامها تسير في طريق مسدود وسط مخاوف بشأن تراجع الديمقراطية، لا سيما فيما يتعلق بسيادة القانون واستقلال القضاء والحريات الإعلامية ومزاعم انتهاكات حقوق الإنسان.

بعد دخول أكثر من مليون مهاجر لأوروبا في 2015- معظمهم كانوا فارين من الحرب في سوريا- وافق الاتحاد الأوروبي بسرعة على سداد ما يصل إلى 6 مليارات يورو (6.7 مليارات دولار) لتركيا لمنع المهاجرين من مغادرة الساحل التركي باتجاه اليونان. وتراجعت أعداد الوافدين بشكل ملحوظ بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

لكن في الأسابيع التي سبقت غزو تركيا لشمال سوريا الشهر الماضي، سعت أنقرة للحصول على مزيد من الأموال من الأوروبيين، زاعمة أن التمويل، الذي كان هدفه مساعدة السوريين اللاجئين للأراضي التركية، لم يكن كافيا كما أن الاتحاد الأوروبي كان بطيئا أكثر من اللازم في إرساله.

وأخبر بوبوفسكي نواب الاتحاد الأوروبي أن تركيا طلبت مباشرة مزيدا من التمويل من مفوض الهجرة في الكتلة، ديميتريس أفراموبولوس، خلال محادثات في أنقرة في بداية أكتوبر/ تشرين أول.

تسبب وصول اللاجئين في 2015 في واحدة من أكبر أزمات أوروبا، إذ انقسمت الدول حول من يجب أن يتحمل مسؤولية الوافدين الذين يتدفقون على اليونان وإيطاليا وما إذا كانت دول أخرى في الاتحاد الأوروبي يجب أن تلزم بالمساعدة. وهذا يعني أن الاتحاد الأوروبي قلق جدا بشأن استمرار التزام تركيا باتفاق المهاجرين.

لكن بوبوفسكي أشار إلى أن "العملية العسكرية التركية في شمال سوريا زادت من تعقيد الأمور المعقدة "بالفعل" لأن الاتحاد الأوروبي لا يريد الانخراط في أي محاولة لإعادة اللاجئين إلى المنطقة، ويرفض تمويل التحرك العسكري التركي.

ترك تعليق

التعليق