عقب حملة اسطنبول.. ما هي آراء السوريين في ولاياتهم الجديدة؟


"اسطنبول أفضل أم مكان إقامتك الجديد؟"، كان هذا هو السؤال الافتتاحي لاستطلاع الرأي الذي أجراه مراسل "اقتصاد" مع العديد من السوريين الذين خرجوا من اسطنبول إثر الحملة الأمنية التي استهدفتهم، مع جنسيات أخرى، من المخالفين لشروط الإقامة في المدينة.

"فادي الصيرفي"، أحد مهجّري حي القابون والذي انتقل للعيش في ولاية "قيصري" عقب الحملة في اسطنبول، تحدث لـ "اقتصاد" عن تفاصيل المعيشة في الولاية الجديدة مقارنة مع اسطنبول، فقال: "في الفترة الأخيرة التي قضيتها في اسطنبول وصل راتبي الشهري في المعمل الذي كنت أعمل به إلى 2800 ليرة تركية ويضاف له مبلغ 400 ليرة تركية أخرى كبدل عن المواصلات والطعام إلا أن منزلي هناك كان عبارة عن قبو مساحته 70 متراً بإيجار 900 ليرة تركية شهرياً. أما في قيصري فقد انخفض الراتب إلى 1800 ليرة تركية شهرياً إلا أن المنزل الذي استأجرته هنا تبلغ مساحته 180 متراً يقع في الطابق الخامس ضمن بناء سكني بإيجار 550 ليرة تركية، وهنا يتضح الفرق بين إيجارات المنازل في اسطنبول وباقي الولايات حيث تعد إيجارات المنازل في اسطنبول هي الأعلى بين بقية الولايات إلا أن الرواتب بها لمن يملكون خبرة في حرفة أو عمل ما، تعد الأعلى مقارنة بباقي الولايات التركية".

"فادي" تابع قائلاً: "الفرق في أسعار الخضار والفواكه يصل في اسطنبول إلى الضعف عن قيصري وهذا ما يميز قيصري عن اسطنبول فعلياً. أما أسعار المواد الغذائية فتختلف بفروقات بسيطة داخل المحال العادية، وتتوحد مع أسعار اسطنبول في المتاجر المعروفة كـ Bim و A101 المنتشرة في جميع الولايات التركية".

"فادي" أضاف: "رغم الاختلاف في المعيشة بين قيصري واسطنبول وانخفاض الأسعار في قيصري عن اسطنبول، تبقى اسطنبول أفضل كمكان للعيش والعمل، ففرص العمل فيها أكثر والمجالات فيها أوسع".

وجهة نظر "فادي" بخصوص ميزات المعيشة في اسطنبول، أكدها "ناجي"، ابن مدينة درعا، الذي خرج أيضاً من اسطنبول بسبب الحملة الأخيرة، واتجه إلى ولاية تيكرداغ القريبة من اسطنبول، حيث قال: "خلال فترة إقامتي في اسطنبول كنت أسعى لتطوير نفسي حيث أجريت هناك دورات في الغرافيك ديزاين والتسويق وكنت أطمح لحضور دورة في التصوير الفوتوغرافي بغية الحصول على فرص أكثر للعمل داخل شركات هرباً من العمل داخل المناطق الصناعية، وهو ما كان متاحاً في اسطنبول حيث يمكن لمن يسعى للحصول على الأفضل، الوصول إلى مراده في النهاية، إلا أنه هنا في (تيكرداغ) تنعدم تلك الفرص حيث لا عمل إلا في المعامل أو في الإنشاءات (أعمال البناء)، وبرواتب لا تختلف كثيراً عن اسطنبول حيث يحصل العامل العادي على راتب يتراوح بين 1800 و 2200 ليرة تركية، وقد يصل راتب صاحب الخبرة في المهنة إلى 2500 ليرة تركية فقط".

"محمد" مُهجّر آخر من حي القابون، رأى في خروجه من اسطنبول خيراً على حد وصفه، وقال لـ "اقتصاد": "انتقلت إلى ازمير عقب اعطاء الحكومة التركية مهلة للمخالفين لمغادرة اسطنبول أواخر تموز المنصرم، حيث وعلى الرغم من كون بطاقة الحماية المؤقتة خاصتي كانت قد استصدرت من بورصة إلا أن التدقيق في ازمير أقل بكثير من اسطنبول ويسمح للمخالفين بالبقاء إضافة إلى إمكانية نقل البطاقة ليصبح القيد (إزمير) عن طريق عقد العمل فقط، وهو ما أمر غير مسموح في اسطنبول، حيث يتوجب للنقل إلى اسطنبول وجود إذن عمل حصراً لتتم العملية".

"محمد" أكمل قائلاً: "أعمل اليوم على نقل القيد إلى ازمير بعد أن قمت بتوقيع عقد عمل مع صاحب العمل الذي أعمل عنده".

تتراوح رواتب العمال العاديين في ازمير بين 1800 و 2200 ليرة تركية، أي كباقي الولايات تقريباً، إلا أن أصحاب الخبرة يتلقون رواتباً جيدة نوعاً ما هناك، حيث من الممكن أن يصل الراتب أسبوعياً إلى 900 ليرة تركية أي حوالي 3600 ليرة تركية شهرياً، في حين يبلغ متوسط إيجارات المنازل هناك 600 ليرة تركية وتزيد وتنقص حسب المنطقة، كما قال "محمد".

يُذكر أن المهلة الأخيرة المعطاة للمخالفين في اسطنبول، وخصوصاً السوريون، كانت قد انتهت مع بداية الشهر الحالي إلا أنه لم تسجل حتى اللحظة حدوث أي حالات توقيف لمخالفين في المدينة.


ترك تعليق

التعليق