"فحم" البلديات.. رهان السوريين للتدفئة في تركيا


يطل فصل شتاء جديد على اللاجئين السوريين بتركيا، في ظل ارتفاع في أسعار الكهرباء والغاز، وتأخير في توزيع فحم التدفئة من قبل البلديات التركية.

ويشعر اللاجئ السوري "عبدالله الناعم" بالسعادة لأن درجات الحرارة ما زالت مقبولة حتى الآن، ويعبّر عن أمله في أن "لا يهجم" البرد فجأة، قبل حصوله على الفحم المجاني من البلديات التركية.

وقال "الناعم" المقيم في مدينة عنتاب لـ"اقتصاد"، إن وضعه المادي لا يساعده على الاعتماد على الكهرباء أو الغاز للتدفئة، لارتفاع أسعارهما، مبيناً أن "مرتبه الشهري لا يتجاوز الـ 2200 ليرة تركية، ويذهب القسم الأكبر منه لإيجار المنزل (800 ليرة تركية)".

وأكد أنه لا يستطيع استخدام نظام التدفئة بالغاز رغم توفره في منزله، وذلك بسبب التكلفة العالية للتدفئة بالغاز، والتي تبلغ وسطياً 300 ليرة تركية شهرياً.

ورفعت الحكومة التركية في أواخر آب أسعار الغاز الطبيعي، بنسبة 14.90% وهي الزيادة الثانية في هذا العام، لتصل نسبة الزيادة إلى 30% عن السعر المحدد في العام الماضي 2018.

وكذلك رفعت أسعار الكهرباء في الأول من تشرين الأول بنسبة 14.90% وذلك بعد الزيادة الأخيرة في شهر تموز الماضي، بنسبة 15%، ليصل مجموع الزيادات الأخيرة إلى 30% أيضاً.

وكل ذلك يُحتّم على "الناعم" الانتظار حتى تقوم البلديات بتوزيع الفحم المجاني المخصص للتدفئة. ويعلّق بالقول: "نتدبر أمرنا إلى حين توزيع الفحم من قبل البلديات، بشراء الفحم من السوق، بسعر يتراوح ما بين 25- 30 ليرة تركية للكيس الواحد بوزن 25 كيلو غرام، لأن التدفئة بغير الفحم باهظة الثمن".

وجرت العادة أن تقوم البلديات التركية بتوزيع 25 كيساً من الفحم متوسط الجودة، مجاناً على العائلات السورية، غير أن العادة جرت أيضاً أن يتم تأخير توزيع الفحم إلى ما بعد رأس السنة من كل عام.

ويخبرنا عماد العابد (45 عاماً)، المقيم في عينتاب، أن مختار الحي التركي، طلب منه قبل أيام صورة عن بطاقة الحماية (الكملك)، لتوزيع مادة الفحم، ويعلّق بقوله: "باعتقادي سيتأخر التوزيع كثيراً هذا الشتاء، لأن البلديات لا زالت في مرحلة جميع المعطيات عن السوريين، وعناوين مساكنهم".

ويختم حديثه لـ"اقتصاد": "رغم سوء الفحم الذي يتم توزيعه، وعدم اشتعاله بسهولة، إلا أنه يبقى الوسيلة الأرخص للتدفئة بتركيا".


ترك تعليق

التعليق