رُمّان درعا يتفوق على الزيتون والكرمة.. تعرّف على الأسباب


شهدت زراعة الرمان في محافظة درعا خلال السنوات القليلة الماضية توسعاً ملحوظاً، الأمر الذي جعلها في مقدمة الأشجار المثمرة التي تُشتهر بزراعتها المحافظة، كالزيتون والكرمة، وتتفوق عليها من حيث الإنتاج والريع المادي.

وأشارت مصادر زراعية، إلى أن التراجع الكبير، الذي شهدته زراعة الزيتون والكرمة، خلال سنوات الحرب، وما تعرضت له هذه الزراعة من سوء عناية واستنزاف، نتيجة الإهمال القسري وعمليات التحطيب، جعل محصول الرمان في مقدمة المحاصيل المدرة للدخل.

وأضافت المصادر، أن شجرة الرمان، تختلف عن الأشجار المثمرة الأخرى، بقدرتها على تحمل تغيرات الظروف المناخية، موضحة أن مقاومتها للأمراض أكبر، وأن الأمراض التي تصيبها قليلة، مقارنة مع باقي أنواع الأشجار المثمرة.

وقالت المصادر، إن تكاليف مكافحة أمراض شجرة الرمان متوفرة ورخيصة، وأن هذا النوع من الأشجار، لا يستخدم في عمليات التحطيب على نطاق واسع، بسبب بطء اشتعاله، وعدم جدواه في هذا المجال.

ويقول المهندس الزراعي "نادر. م" إن شجرة الرمان عُرفت في درعا منذ عشرات السنين، وكانت تُزرع في الحدائق والحواكير المنزلية، وتُستخدم كأسيجة، كونها لا تحتاج إلى كثير من العناية والاهتمام، لافتاً إلى أن ثمارها، لم تكن ذات أهمية اقتصادية، وأنها كانت تُستخدم للاستهلاك الذاتي في أغلب الأحيان.

وبيّن أن الرمان، أصبح محصولاً اقتصادياً، مدراً للدخل في السنوات القليلة التي سبقت الثورة، وذلك بعد أن وجدت ثماره، طريقها إلى الأسواق المحلية والخارجية، وازداد الطلب على استهلاكها، نظراً لفوائدها الصحية والغذائية، موضحاً أن هذه الزراعة توسعت بشكل كبير في المحافظة، وبدأت تتنامى المساحات المزروعة بها، بشكل مطّرد، عاماً بعد عام.

مصادر إحصائية مختصة، أشارت إلى أن مساحات الأراضي الزراعية المزروعة بالرمان، وصلت إلى أكثر من 11 ألف دونم، تتوزع في المناطق ذات المصادر المائية الجيدة، لا سّيما في الريف الغربي، والشمالي والشمالي الغربي، حيث تتوفر السدود، والآبار، والظروف المناخية المناسبة، لنجاح مثل هذه الأشجار.

وأضافت المصادر أن عدد أشجار الرمان المثمرة في المحافظة، وصلت وفق آخر الإحصائيات إلى نحو 400 ألف شجرة، يقدر إنتاجها السنوي ما بين 30 و35 ألف طن، وهي بذلك تتفوق على إنتاج المحافظة من ثمار الزيتون، الذي تراجع هذا العام إلى أقل من 24 ألف طن، وأكثر من إنتاج الكرمة، الذي تراجع إلى أقل من 10 آلاف طن.

وأشارت المصادر، إلى أن رمان درعا، وأغلبه من النوعين "البلدي" و"الفرنسي"، بدأ يغزو أسواق دمشق، وأسواق المحافظات المجاورة الأخرى، لافتة إلى أن أسعاره في السوق المحلية، تقارب الـ 200 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد.

ويقول "سالم المحمد"، 56 عاماً، وهو صاحب مزرعة رمان، في ريف درعا الشمالي، إن الإنتاج هذا العام جيد، كما أن الأسعار، تعتبر مقبولة مقارنة مع أسعار الرمان في المواسم السابقة، لافتاً إلى أن مزرعته تضم نحو 100 شجرة، بين جديد، ومعمر، يبلغ إنتاجها المتوقع أكثر من 15 طناً.

وأضاف، أن من ميزات الرمان، أنه لا يحتاج إلى عناية كبيرة، وهو إن توفر له الري الجيد، يعطي إنتاجاً جيداً، مبيناً أن شجرة الرمان، تبدأ بطرح ثمارها من عمر ثلاث سنوات، ويزداد إنتاجها، كلما تقدمت بالعمر، ليصل إلى 150 كغ في عمر خمس سنوات وما فوق.

ولفت إلى أن الدونم، يستوعب ما بين 30 و50 شجرة، وهذا العدد يعتبر مثالياً للدونم الواحد، موضحاً أن المزارع أو الفلاح يستطيع في السنتين الأوليتين من زراعة أشجار الرمان، استثمار المساحات الفارغة، بزراعة المحاصيل الحقلية الأخرى، دون أن يؤثر ذلك على شجيرات الرمان.

من جهته أشار "أبو جميل"، 67 عاماً، وهو مزارع ومهندس زراعي متقاعد، إلى أن هناك وفرة في الإنتاج هذا العام، لكن المشكلة في التسويق موضحاً أن الكثير من المزارعين في المحافظة، بنوا آمالاً عريضة، على افتتاح معبر نصيب الحدودي مع الأردن، في فتح باب التصدير إلى الخارج، لكن آمالهم اصطدمت بالإجراءات الروتينية والعراقيل، التي وضعتها حكومة النظام والحكومة الأردنية، والتي أوقفت تصدير المنتجات الزراعية عبر المركز.

ولفت إلى أن هذه الإجراءات المجحفة، بحق المنتجات الزراعية السورية، فوتت على المزارعين السوريين الفرصة لتعويض خسارتهم السابقة، التي تكبدوها خلال سنوات الحرب.

مصادر ودراسات طبية متقاطعة، أكدت أن للرمان فوائد غذائية وصحية كبيرة، وهو ما يفسر الإقبال الكبير على تناوله، خلال السنوات القليلة الماضية.
 
وأضافت المصادر، أن الرمان يعتبر من أغنى الفواكه بالعناصر الغذائية، كالحديد، والبوتاسيوم، والفسفور، والزنك، والمغنيسيوم، وفيتامين "ب" المركب وفيتامين "ج"، إضافة إلى احتوائه على المركبات المضادة للأكسدة، والسكريات، والأصباغ الطبيعية، التي تعد ضرورية جداً للصحة العامة للإنسان.


ترك تعليق

التعليق