هل يُفعّل قرار التعامل بجوازات السفر منتهية الصلاحية للسوريين في تركيا؟


"ستعامل السلطات التركية جواز السفر السوري المنتهي الصلاحية معاملة الجواز ساري المفعول بما يتعلق بأمور تجديد الإقامة السياحية وإقامة العمل"، هكذا صرح والي غازي عنتاب "داوود غل" في الثامن من تشرين الثاني الجاري، نقلاً عن أوساط سورية مقيمة في تركيا.

عبد الباري عثمان، رئيس "اتحاد الديمقراطيين السوريين" في تركيا، تحدث لـ "اقتصاد" عن تفعيل هذا القرار، موضحاً: "القرار بصدد الإصدار من قبل حكومة أنقرة ليشمل كافة الولايات التركية إلا أنه من الممكن أن يتأخر تفعيله لشهر أو أكثر لما يحتاج من اجراءات قانوينة ودراسة للآليات القانونية التي يجب اتباعها عقب اصدار القرار".

وحصل "عثمان" على المعلومات المذكورة أعلاه، من تصريحات أدلى بها رئيس دائرة الهجرة في ولاية غازي عنتاب، خلال جلسة حضرها "عثمان"، يوم الحادي عشر من الشهر الجاري.

و"اتحاد الديمقراطيين السوريين"، حسب وصف رئيسه "عبد الباري عثمان"، هو "مشروع اجتماعي تنموي يدعم الحقوق السياسية والاجتماعية والثقافية للشعب السوري" في تركيا.

ويتابع "عثمان" حديثه لـ "اقتصاد"، قائلاً: "القرار جاء بعد لقاءات متكررة مع والي غازي عنتاب أكدت الأطراف السورية المعارضة فيها على كون المبالغ التي تذهب لقاء تجديد جوازات السفر تعتبر منبعاً مادياً للنظام ومن الضروري على تركيا كونها دولة داعمة للشعب السوري إغلاق ذلك المنبع. ومن الواضح أن تلك اللقاءات آتت ثمارها أخيراً".

واستطرد "عثمان" في الحديث عن الدعم الكبير الذي تقدمه تلك المبالغ للنظام، معطياً مثالاً، عائلته المكونة من 5 أشخاص، فقال:
"كلفني تجديد جوازات سفر عائلتي، المكونة من 5 أشخاص، 10 آلاف دولار".

وحسب وصف "عثمان"، يستطيع النظام بمبلغ كهذا صناعة 5 براميل على الأقل ليستخدمها في قتل الشعب السوري، وهو ما قاله حرفياً خلال الاجتماعات مع والي غازي عنتاب.

وأوضح "عثمان" أنه دفع حوالي 2000 دولار لتجديد جواز سفر كل فرد من عائلته، حيث كلفه جواز السفر المستعجل 800 دولار، ودفع 250 دولار لحجز موعد، إضافة إلى 125 دولار كرشوة لتقريب الدور. فيما بقية الـ 2000 دولار عن كل فرد، كانت تكاليف سفر وإقامة في مدينة اسطنبول، لزوم إتمام عملية الحصول على جوازات السفر.

وأشار "عثمان" في لقاءاته مع المسؤولين الأتراك إلى أن هناك أكثر من 3 ملايين سوري مقيمين في تركيا، ربما نصفهم يعملون على تجديد جوازاتهم بشكل دوري، و"بذلك نرى حجم الدعم المالي الكبير الذي يتم تقديمه للنظام، عبر هذه المبالغ".

أما عن ردة الفعل التي قد تصدر عن خارجية النظام عقب القرار الذي يعد إغلاقاً لأحد أبرز منابع الدعم المالي له، قال "عثمان": "لا تستطيع خارجية النظام اليوم إصدار أي قرار يعتبر كردة فعل تجاه القرار التركي المرتقب، فمن حق 3.5 مليون سوري من المقيمين في تركيا، الحصول على حريتهم في التحرك بل ومن حقهم الحصول على وثائق سفر تمكنهم من التنقل داخل وخارج تركيا".

لكن "عثمان" عقّب: "بكل الأحوال، لا يمكننا أن نتوقع من هذا النظام إلا القرارات التي تقوم على (مصّ دم) السوريين، بشكل أو بآخر".

أما عن الوثائق الأخرى التي تفرض الحكومة التركية على السوريين استخراجها أو تصديقها من قنصلية النظام، كإخراج القيد من أجل بعض المعاملات، كمعاملة استخراج بطاقة الحماية المؤقتة، أو تصديق بعض الشهادات الدراسية من أجل إكمال التعليم، فقد أكد "عثمان" أنه تم الحديث مع والي غازي عنتاب أيضاً، من أجل إصدار قرار يجنب السوريين إجراء تلك المعاملات عن طريق قنصلية النظام باسطنبول.

بدوره، قال الناشط السياسي السوري، فواز تللو، في تصريح خاص لـ "اقتصاد": "لا شك أن القرار التركي بالسماح باستعمال جوازات السفر السورية منتهية الصلاحية ضمن تركيا في المعاملات الحكومية، يشكل ضربة اقتصادية وسياسية للنظام الأسدي الطائفي، وهو قرار مرحب به من قبلنا كسوريين وإن جاء متأخراً سبع سنوات".

وعقّب: "قرار مهم لكنه يحتاج إلى استكمال بأن تعمم السلطات التركية القرار على كافة الجهات غير الرسمية أيضاً، كالبنوك والشركات، بقبول استخدام جواز السفر منتهي الصلاحية في المعاملات اليومية".

وبالعودة إلى "عبد الباري عثمان"، رئيس اتحاد الديمقراطيين السوريين في تركيا، فقد أشار إلى أن أطراف سورية ناشطة، طالبت الحكومة التركية، بمنح وثائق سفر للسوريين، تمكنهم من التنقل حتى خارج الأراضي التركية. لكن "عثمان" لم يوضح إن كانت السلطات التركية تعاملت مع هذا الطرح بجدّية.

وتذهب تقديرات نشرتها وسائل إعلام إلى أن قنصلية النظام في اسطنبول جددت ما يقرب من مليون جواز سفر، خلال العام الفائت، الأمر الذي يوضح حجم المرابح المالية الهائلة التي تحصّلها حكومة النظام، من ذلك الإجراء.

ويُعتبر جواز السفر السوري الأغلى في العالم، لكنه يقع في مراتب متأخرة جداً من التصنيف العالمي، إذ أنه يُخوّل حامله زيارة 29 دولة فقط، حسب إحصائيات العام 2019.

ترك تعليق

التعليق