المحروقات "تحرق" جيوب أهالي درعا.. فيما الزيتون يخفف من لهيبها


تشهد  محافظة درعا شحاً كبيراً بالمحروقات، وارتفاعاً ملحوظاً في أسعار جميع المواد الاستهلاكية، وذلك بالتزامن مع زيادة الطلب على المحروقات لأغراض التدفئة، وانخفاض سعر الليرة السورية المتسارع أمام الدولار، وباقي العملات الأجنبية. فيما شهدت  أسعار زيت الزيتون ولأول مرة منذ عدة سنوات انخفاضاً واضحاً، مع استمرار قطف محصول الزيتون، وتوفر مادة الزيت من إنتاج الموسم الحالي في الأسواق. 

وأشارت مصادر مطلعة من مناطق المحافظة، إلى أن الشح الكبير في مادة الغاز المنزلي، والمازوت، والبنزين، تسبب بارتفاع أسعار هذه المواد بشكل كبير، بعد استقرار نسبي في أسعارها استمر عدة أشهر.

وأضافت المصادر أن لتر البنزين في السوق السوداء ارتفع فجأة من 500 ليرة سورية إلى 700 ليرة سورية، فيما اختفت اسطوانات الغاز من الأسواق، وارتفع سعر الاسطوانة من 7200 ليرة سورية، إلى 8800 ليرة سورية، أما سعر المازوت فقد ارتفع اللتر من 450 ليرة سورية، إلى 500 ليرة سورية.

وعزت المصادر ارتفاع أسعار المحروقات، إلى عدم توفر هذه المواد في الأسواق، بسبب احتكارها من قبل التجار بهدف تحقيق أكبر كم من الأرباح، مع توالي ارتفاع سعر الدولار، وانهيار قيمة الليرة السورية، الذي وصل مساء الثلاثاء إلى نحو 728 ليرة سورية مبيع، في أسواق المحافظة.
 
كما أُرجعت زيادة الطلب على المحروقات وارتفاع أسعارها، إلى عدم التزام مؤسسات النظام، بتأمين مادة المازوت المخصصة للتدفئة في أوقاتها المحددة، إضافة إلى عدم تأمين  مادة الغاز المنزلي على البطاقة الذكية، بمعدل كل 23 يوماً اسطوانة لكل عائلة، الأمر الذي يضطر الأهالي إلى تأمين احتياجاتهم من المحروقات من السوق السوداء رغم ارتفاع أسعارها.

ويشير "محمد .ع"، 35 عاماً، وهو معلم مدرسة، إلى أن الأسر تواجه معاناة كبيرة في تأمين مادة الغاز، بسبب عدم توفرها على البطاقة الذكية في أوقاتها المحددة، لافتاً إلى أنه يستلم  مخصصاته من الغاز كل شهرين أو كل ثلاثة أشهر مرة واحدة، بدلاً من كل 23 يوماً مرة، كما هو مقرر، وذلك لعدم توفر الغاز لدى المعتمدين.

وأوضح أن هناك عمليات تلاعب  كبيرة، تخضع لها مادة الغاز المخصصة  للمواطنين على "البطاقة الذكية"، يشارك فيها أطراف متربحة، قوامها بعض المستفيدين في مؤسسات النظام، والمعتمدين وتجار الأزمات، مدللاً على ذلك بالنقص الكبير في مخصصات الأهالي، وتوفر هذا النقص لدى تجار السوق السوداء.

 وتساءل إذا كانت مؤسسات النظام، لا تطرح أية كمية من الغاز المنزلي في الأسواق للبيع بشكل حر، فكيف إذاً تظهر هذه الأعداد الكبيرة من اسطوانات الغاز في السوق السوداء؟، ومن أين تأتي؟

وفيما يتعلق  بزيت الزيتون، الذي ترافق انخفاض أسعاره، مع ارتفاع كل المواد الاستهلاكية الأخرى، فقد أكد "هيثم. ي"، وهو شريك في معصرة، أن انخفاض أسعار زيت الزيتون في المحافظة، يعود إلى زيادة العرض على الطلب، كون المادة متوفرة لدى أغلب الأهالي، إضافة إلى أن المزارع أو المنتج، الذي لا يملك سيولة مالية يضطر لبيع إنتاجه بأي سعر، من أجل دفع مستحقات الإنتاج المستعجلة، كأجور العمال، والنقل، والعصير.

ولفت إلى أن سعر العبوة زنة 16 كغ، انخفض من 25 ألف ليرة سورية مع بداية الموسم، إلى 22 ألف ليرة سورية في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن السعر مرشح للانخفاض أكثر، إذا لم تتوفر أسواق خارجية لتصريف الإنتاج.

وفي جولة على الأسواق، تبين أن أسعار المواد الاستهلاكية ذات المنشأ الخارجي، كالسكر، والرز، والشاي، والزيت، حلقت بشكل غير مسبوق حيث ارتفع سعر كيلو السكر من 325 إلى 375 ليرة سورية، والرز المصري من 600 إلى 700 ليرة سورية، ورز الشعلان من 950 ليرة سورية إلى 1100 ليرة سورية، والشاي من 4500 إلى 5000 ليرة سورية، وليتر زيت بذرة القطن والصويا من 750 ليرة سورية إلى 1050 ليرة سورية.

أما المنظفات، فقد ارتفعت بمعدل 35 بالمئة عن أسعارها السابقة، كما ارتفعت أسعار البيض، والمعلبات، والخضار، والفواكه، بنسب تراوحت ما بين 15 و20 بالمئة، مع بعض الفوارق البسيطة بين منطقة وأخرى بحسب قربها أو بعدها عن منشأ المادة ومصدرها.

ترك تعليق

التعليق