بكم أغلق الدولار في سوريا؟


شهدت أسواق الصرف، مساء الخميس، وقبيل توقف التعاملات، تضارباً كبيراً في الأسعار، وفي تحديد اتجاه الليرة السورية مقابل الدولار.

وقد امتنعت أشهر منصة لرصد العملات في سوريا، "سيرياستوكس"، عن نشر سعر إغلاق الدولار في دمشق، مكتفية بنشر أسعار الصرف عشية اندلاع الثورة عام 2011، (45 ليرة شراء، 50 ليرة مبيع) للدولار، تعبيراً عما "يتمناه" السوريون، حسب وصفها.

وقالت الصفحة: "أصبحت الكرة في ملعب المصرف المركزي بانتظار ماذا سوف يصدر عنه يوم الأحد من قرارات"، في إشارة إلى ما أشيع عن نيّة المركزي إصدار تعليمات جديدة لتمويل إجازات الاستيراد عن طريق صندوق دعم الليرة، في وقتٍ وُصف بـ "القريب".

وكانت آخر الأسعار التي نشرتها "سيرياستوكس"، ما بين الخامسة والسادسة مساءً، بتوقيت دمشق. وأشارت الصفحة في ذلك التوقيت إلى أن "دولار دمشق" وصل إلى 766 ليرة شراء، 768 ليرة مبيع، فيما وصل الدولار في حلب إلى 762 ليرة شراء، 764 ليرة مبيع. أما الدولار في حماة، فسجل قبيل الإغلاق، 763 ليرة شراء، 765 ليرة مبيع.

وكانت المنصة ذاتها قد أشارت حوالي الرابعة عصراً (بتوقيت دمشق)، إلى أن "دولار حماة" لامس الـ 771 ليرة مبيع، مما يؤشر إلى حصول تراجع في سعر صرف الدولار في مدينة حماة، على الأقل، حسب الأسعار التي نشرتها المنصة لاحقاً.

لكن كان هناك اختلاف كبير في تقييم حجم هذا التراجع، ذلك أن منصة أخرى شهيرة، هي "الليرة اليوم"، قالت إن الدولار في دمشق وحلب، تراجع قبيل الإغلاق إلى 745 ليرة شراء، 750 ليرة مبيع. فيما تراجع الدولار في إدلب إلى 715 ليرة شراء، 720 ليرة مبيع، حسب المنصة المذكورة.

فيما قالت صحيفة "الوطن" المُقرّبة من النظام إن الدولار لم يتجاوز "فعلياً" الـ 725 ليرة، حسب وصفها.

لكن قناة "العالم" الإيرانية، الداعمة للنظام، أقرّت في وقت سابق، الخميس، بوصول الدولار إلى مستوى الـ 760 ليرة. وأقرّت أيضاً، بأن سعر الصرف تجاوز الـ 760 ليرة، في مناطق من سوريا.

بدوره، كثّف موقع "اقتصاد" مساعيه للتأكد من سعر صرف الدولار عند الإغلاق، مساء الخميس، وتحدث إلى مصادر عديدة، في أوساط العاملين في تجارة العملة، أجمعوا جميعاً على وجود اضطراب في السوق، وعدم الاتفاق على سعر "مرجعي" واحد، مع فارق كبير في أسعار الصرف المتداولة، بين تاجر وآخر.

وقال أحد تجار العملة لـ "اقتصاد"، إن الدولار وصل في دمشق إلى 770 ليرة مبيع، قبل أن يتراجع مجدداً. لكنه لم يحدد نسبة التراجع. فيما قال آخر، إن الدولار أغلق عند 745 ليرة شراء، 750 ليرة مبيع، وهو نفس السعر الذي روّجت له منصة "الليرة اليوم".

لكن مصدراً ثالثاً على علاقة وطيدة بناشطين في سوق الصرف، أشار لـ "اقتصاد" إلى أن "السوق ضايع" بين 760 و780 ليرة. وأكد أن تجار عملة في اللاذقية حددوا السعر بـ 780 ليرة، مساء الخميس.

هذه الفوضى وعدم وضوح المعلومة، التي عاشها سوق الصرف في سوريا، يوم الخميس، ليست الأولى من نوعها، خلال السنوات السبع الماضية، لكنها تعد ظاهرة نادرة الحدوث، إذ عادةً ما تُجمع عدة مصادر على "سعر مرجعي موحد" عند الإغلاق مساءً، أو تكون الفروق بينها، طفيفة.

ترك تعليق

التعليق