هل أوقفت كل من واشنطن وبروكسل دعمهما المالي للمعارضة السورية؟


كثر مؤخراً الحديث عن وقف الولايات المتحدة ودول أوروبية دعمها المالي والسياسي للمعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري، وذلك بسبب دعم المعارضة لعملية "نبع السلام" التي خاضها "الجيش الوطني السوري"، إلى جانب القوات التركية، ضد قوات سوريا الديمقراطية "قسد".

تقارير إعلامية نقلت عن مصادر من المعارضة، تأكيدها إيقاف الاتحاد الأوروبي والمنظمة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، منحة كانت مقدمة للسفر من أجل تنقل أعضاء الهيئة السياسية في الائتلاف إلى جنوب تركيا وشمال سوريا. ومن المفترض أن تغطي المنحة، بطاقات الطيران والحجز الفندقي.

مصدر خاص لـ"اقتصاد" أكد أن الحكومة السورية المؤقتة لم تتلق قراراً واضحاً من الاتحاد الأوروبي بإيقاف الدعم المقدم لها.

وأوضح أن الدعم الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي لـ"المؤقتة"، يكون عادة عبر مشاريع تتولى الحكومة تنفيذها.

ووفق المصدر ذاته فإن "المؤقتة" انتهت مؤخراً من مشروع "الحوكمة" الممول من الاتحاد الأوروبي، وأضاف "من غير المعروف ما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيقوم بتمويل مشاريع أخرى".

واستدرك بقوله: "لكن، هناك استياء واضح من قبل الاتحاد الأوروبي، نتيجة دعم الائتلاف السوري، الذي يشكل المرجعية السياسية لـ(المؤقتة)، لعملية (نبع السلام)، الهادفة إلى إنشاء منطقة آمنة".

بدوره قال رئيس المكتب السياسي في "لواء المعتصم" المنضوي تحت مظلة "الجيش الوطني السوري"، مصطفى سيجري، في تصريح خاص لـ "اقتصاد": "لا يوجد شيء رسمي حول وقف المساعدات الأوروبية. علماً بأن هذه المساعدات هي إنسانية تصل لمؤسسات الحكومة السورية المؤقتة".

وأضاف: "هناك تأخير وتململ واضح في تسليم ما تم التعهد به من دعم إنساني"، مؤكداً تأخر عمليات التسليم عن التوقيت المفترض.

وقال سيجري: "يبدو أن هذا التأخير، هو نتيجة استياء واضح وغضب ورد فعل على إعلان الائتلاف الوطني وبشكل رسمي دعمه لعملية نبع السلام".

وحول وقف الدعم عن "الجيش الوطني السوري"، شدد سيجري على أن "الجيش الوطني لا يتلقى دعماً من الاتحاد الأوروبي أو من الولايات المتحدة، أساساً".

من جانبه، أشار الكاتب الصحفي درويش خليفة، إلى قيام الولايات المتحدة بقطع كل أشكال الدعم عن المعارضة السورية في وقت سابق، واصفاً كذلك الدعم الأوروبي للمعارضة السياسية، والحكومة المؤقتة، بالدعم الذي لا يذكر، مقارنة بالدعم الذي يتلقاه نظام الأسد من الحلفاء.

وقال "خليفة" لـ"اقتصاد"، إن الإدارة الأمريكية لم تنصف مطالب الشعب السوري، وكان التمويل عشوائياً، "بهدف زرع الفوضى"، حسب وصفه.
 
وسبق وأن كشفت مصادر عن مساع أمريكية لتصنيف بعض فصائل المعارضة في قوائم الإرهاب، للضغط على تركيا في ملف شرق الفرات.

 غير أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، استبعد ذلك، وقال خلال لقاء مع حزبه "العدالة والتنمية" قبل أيام: "الجيش الوطني يقاتل من أجل محاربة الإرهاب في بلده، ولا يمكن تصنيفه على أنه إرهابي".

ترك تعليق

التعليق