دمشق وريفها: انقطاعات متكررة وطويلة للكهرباء، وأزمة غاز قادمة


دخلت العاصمة دمشق وريفها في أزمة جديدة بدأت ملامحها تتشكل خلال الأيام القليلة الماضية. وبالرغم من محاولة إعلام النظام عزف سمفونيته المعهودة عن الحصار، والجهود التي تبذلها مؤسساته مع دخول موسم الشتاء، إلا أن هذه المحاولات فشلت في تبرير ما ستأتي به الأيام القادمة من استفحال لأزمات الموسم البارد.

انقطاعات مفاجئة

شهدت الأيام الأخيرة انقطاعات طويلة ومفاجئة للتيار الكهربائي في دمشق وريفها، وهذا غير متوقع بالنسبة للسوريّ في مناطق سيطرة النظام، كونه اعتقد أن الاستقرار عاد للشبكة، ومخالفاً لما يتم بثه في وسائل إعلام النظام عن انتهاء أزمة الكهرباء.

"محمد . و"، من ريف دمشق الغربي يقول لـ "اقتصاد": "منذ أكثر من أسبوع عاد الانقطاع المفاجئ للكهرباء وأكثر من أربع مرات في اليوم ولفترات مختلفة".

وأما أكثر ما يزعج السكان فهو عدم استجابة أقسام الطوارئ لإصلاح الأعطال الكثيرة على الشبكات القديمة بحجة عدم وجود بدائل بسبب الحصار، أو أن الانقطاع ناتج عن حمولات زائدة.

"خالد . س"، من سكان دمشق، يقول لـ "اقتصاد": "لم تتغير الأعذار. دائماً المواطن على خطأ، وعليه أن يدفع ثمن استبدال الخطوط المحترقة الناتجة عن الحمولات الزائدة أو السرقة".

المواطن لا يملك خيارات كثيرة خصوصاً مع قدوم الشتاء بسبب عدم توفر الوقود، وهذه المشكلة ستتفاقم في الفترة القادمة.

"يوسف العلي" من دمشق، يقول: "نحن ندفع ثمن وجود الأحياء المخالفة التي تسرق الكهرباء وتستخدمها في التدفئة، وهذا ما يضر بالجميع. وهؤلاء لا رادع لهم. وهذه الأحياء محيطة بكل العاصمة".

الغاز.. بشائر أزمة

النظام يستبق الحدث الذي ينتظره بعد فترة وجيزة، وهو العارف بما لديه من أزمات اعتاد عليها ويدرك توقيتها بالضبط، ولذلك بدأ مسؤولو مؤسساته باتهام تجار الأزمات والحصار الاقتصادي بافتعال أزمة مبكرة، وهذا ما بات واضحاً أمام مراكز توزيع الغاز في العاصمة وريفها.

وبحسب جريدة تشرين الناطقة باسم حكومة النظام فقد صرح مدير فرع السورية للتجارة في دمشق: "هناك بعض الازدحام على منافذ الفرع، إلا أن ذلك مازال ضمن الحدود الطبيعية مع توافر المادة بصورة متتابعة في المراكز المخصصة لبيع المادة وتوفيرها للمواطنين بالسعر والوزن المناسبين".

"أبو محمد"، أحد سكان الريف الغربي لدمشق، قال لـ "اقتصاد": "هذا ما يحصل كل عام وبنفس الموعد، والمؤسسة شريكة للتجار في افتعال الأزمة، والعام الماضي اشترينا اسطوانة الغاز بـ 10000 ليرة، وهم يفتعلون الأزمة مع نهاية العام وبداية الشتاء".

"منار. ي" مدرس في أحد معاهد العاصمة، يقول: "الأزمة مركبة ومفتعلة، مع بداية الشتاء لا يوزعون الوقود على المواطنين مما يضطرهم للتدفئة على مدافئ الغاز والكهرباء مما يتسبب بطلب زائد وبالتالي يتم استغلاله من قبل التجار ومن وراءهم".

المواطن السوري بات خبير أزمات، ويستشعر بها من أول تصريح لمسؤولي النظام، ويعرف مواسمها وكيف تتصرف قوى الاحتكار والفساد التي تسيطر على البلاد، ولذلك هو ينتظر الأزمة قبل وقوعها، ولا يملك في ردها سوى الدعاء.



ترك تعليق

التعليق