مقربون من بشار الأسد: "حاقد ولئيم وتنطبق عليه كل صفات (ابن الحرام)"


منذ أكثر من ست سنوات، تحاول مراكز الدراسات ووسائل الإعلام، أن تقدم إحصائيات عن تكاليف معيشة الأسرة السورية، والتي كان آخرها ما نشرته صحيفة "قاسيون" الموالية للنظام، عندما ذكرت في تقرير، أن تكلفة معيشة الأسرة المكونة من خمسة أفراد أصبحت 480 ألف ليرة سورية شهرياً، بينما متوسط الدخل، 60 ألف ليرة، أي يغطي 12 بالمئة فقط، من تكاليف المعيشة.

وكانت آخر دراسة قد نشرها مركز "مداد" الاقتصادي في دمشق، الشهر الماضي، أشار فيها إلى أن تكلفة معيشة الأسرة المكونة من خمسة أفراد هي بحدود 360 ألف ليرة، مقابل متوسط دخل 40 ألف ليرة شهرياً، ما يغطي 14 بالمئة فقط من تكلفة المعيشة.

هذا يعني أن زيادة الرواتب التي أصدرها بشار الأسد مؤخراً، ليست منة ولا منحة ولا مكرمة منه، وإنما هي جرعة مسكن بسيطة لآلام شديدة، بينما تشير التوقعات إلى أن التضخم في الأسعار متواصل، مع استمرار تراجع سعر صرف الليرة السورية، الذي تجاوز حاجز الـ 900 ليرة مقابل الدولار.

وفيما لو استمر تراجع سعر صرف الليرة، فهذا يعني بأن الدخل لن يغطي سوى 10 بالمئة من تكاليف المعيشة، أي أن الراتب الشهري لن يكفي سوى ليومين فقط، بينما ستمضي الأسرة باقي الشهر بلا مصروف.

الكثيرون يتساءلون اليوم، كيف ومن أين تعيش الأسرة السورية وتغطي باقي تكاليف معيشتها؟، والجواب هو، من المغتربين، في أوروبا على وجه الخصوص وباقي دول العالم.. حيث أصبح مبلغ الـ 100 دولار الذي يستطيع أن يوفره اللاجئ كل شهر أو شهرين، ذو وزن وقيمة في سوريا، ولمن يعيش في أوروبا يستطيع أن يلاحظ حجم القلق الذي يعانيه اللاجئون على ذويهم في الداخل، وكيف أنهم يفعلون المستحيل ويتحايلون، من أجل إيصال ولو مبلغ بسيط لهم، حيث تمنعهم القوانين الأوروبية من إرسال الأموال من المساعدات التي يتلقونها من الحكومات.

لكن هذا لا يعني أن جميع من يعيشون في سوريا، لديهم مغتربون في أوروبا أو في دول الخليج، بل هناك قطاع واسع ليس لديه سوى رحمة الله، ويعيشون على "الحسنة"، أو يحاولون تدبير شؤونهم بالحد الأدنى من الغذاء.

أحد المعلقين على وسائل التواصل الاجتماعي، كتب بأنه يرى بأن هبوط الليرة السورية إلى هذا المستوى، مقابل صمت الحكومة والمصرف المركزي، عن اتخاذ أي إجراء، هو بتخطيط محكم من النظام، من أجل إجبار المغتربين على إرسال الأموال إلى ذويهم في الداخل، والتي سوف تصب في النهاية في خزينة الدولة وجيوب رجال الأعمال.. وهو رأي له وجاهته إذا ما أخذنا بالاعتبار بأن النظام لم يعد يشعر بأنه معني بالشعب، الذي ثار عليه، وطالب برحيله، بينما يشير الكثير ممن كانوا مقربين من بشار الأسد، بأنه شخص حاقد ولئيم وتنطبق عليه كل صفات "ابن الحرام"، وأنه الآن يريد الانتقام من هذا الشعب، بعد أن بدأت أمور السيطرة تميل كثيراً لصالحه، وتأكد أن أحداً من كل زعامات الكون لم يعد يرغب برحيله، وإنما يتشبثون به إلى "ولد ولده"..

وهو حقد موروث عن والده حافظ الأسد، الذي فعل "الأعاجيب" بالشعب السوري بعد أحداث حماة في العام 1982، عندما جعلهم يعجزون عن تخيل شكل الموز واللحمة والمحارم والسمنة والزيت والسكر، وخصوصاً للجيل الذي تفتح وعيه في تلك الفترة.

ختاماً نقول: كان الله في عون الشعب السوري في الداخل.. فالبلاء سوف يظل كبيراً ما دام هذا "الأحمق" على رأس السلطة في دمشق.

ترك تعليق

التعليق