المهور.. حسب نشرة صرف الدولار في دمشق


بين حزن لما آلت إليه أوضاعهم، وتهكم على واقع بات أكبر من أن يقاوموه، يدخل السوريون في حوارات أخرى غير معتادة عن الغلاء والمحتكرين واللصوص، ولكنهم يجدون أنفسهم أمام نفس المعضلات التي أودت بحياتهم إلى ما هي عليه من فساد وانحدار أخلاقي وبؤس.

إحدى الصفحات المحلية أرادت التندر بسؤال عن المهور التي تدفع في الزواج بعد ارتفاع الدولار وتدهور الليرة السورية، فجاءت الاجابات عن واقع الحال بين النكتة واليأس.

لا زواج

أغلب الإجابات الحقيقية كانت تتمحور في الإجابة على تساؤل صفحة (دليلك في ضاحية قدسيا) أنه لا زواج في ظل هذه الأوضاع الصعبة، وانقطاع العمل والغلاء وهروب الشباب.

علق شاب يدعى مجد: (بطل حدا يفكر يتزوج). بينما وضع خالد فكرة الزواج بعد أن ينجز مشاريع حياته: (إذا الله راد بدي اتخرج من الجامعة وحاول ما اخدم جيش موعود بدفع البدل وبعدين كفي دراسة برا البلد وهيك يكون بحيطان الأربعين ساعتها يمكن فكر بس بهالتعتير لا).

شروط تعجيزية

بعض المعلقين دخل في حساب آخر عن الأسباب التي تدفع الشباب لعدم الزواج وتحميل المسؤولية للأهل الذين يطلبون مبالغ خرافية في بناتهم وكأنهم في مزاد بيع علني.

طالبت ناديا الشباب بعدم اعتبار البنت سلعة تباع وتشترى: (ليش البنت بيع وشره عيب الشرط الوفق اهم شي الله يهدي بال الجميع يا رب). أما وفاء فوضعت الكرة في ملعب الأهل: (خليهم اعدين ببيت اهلهم عم يطلبو شي خارج الوضع يلي نحنا فيه).

ذهب محمد إلى اختصار المعاناة وعلق متهكماً: (الدهب وملبوس البدن التسعيرة تسجل غير مقبوض غير التحاليل والعرس ومعامله الزواج خليك سينغل احسن هههههه).

أرقام فلكية

تنوعت الإجابات عن الأرقام التي يطلبها الأهل لزواج بناتهم، وأتت الإجابات بحسب المناطق المختلفة والوضع المادي ولكنها أجمعت على ارتفاع المهور وأقل ما يطلب هو مليون ليرة مقدم ومثلها مؤخر، وآخرن تحدثوا عن خمسة ملايين مقدم المهر ومثلها مؤخره.

روت إحدى المعلقات آخر صفقة زواج كالتالي: (اخر احصائية من 3 ايام كانت 6 مليون مقدم 6 مليون مؤخر- 5 مليون ملبوس للعروس-ذهب 7 مليون- بيت وغرفة نوم وغرفة سفرة ومطبخ كامل – سيارة).

نشرة أسعار

اللافت في كل التعليقات كان لشاب يدعى أمير يعكس فيه إلى أي حد وصلت إليه البنية الأخلاقية والاقتصادية في بلد هشمته الحرب في كل جوانب حياة أبنائه، وقسّم فيه المهور وفق المناطق في العاصمة وحسب وضعها الاقتصادي والجغرافي.

كتب أمير: (نشرة أسعار النقد حسب المناطق:

- ابو رمانة المالكي تنظيم كفر سوسة .. من 4 مليون حتى 10 مليون .. حسب الحارة والشارع ...

- المهاجرين المزرعة برنية الميسات المزة مشروع دمر التجارة .. من 2 مليون حتى 5 مليون ....

- الميدان برامكة الأطفائية المجتهد باب مصلى شارع بغداد دمشق القديمة ركن الدين مساكن برزة .. من 500 وحتى 2 مليون ..

- نهر عيشة دحاديل كفر سوسة قدسيا الهامة دمر البلد مزة بساتين من 200 إلى 800 ألف ...

بالنسبة لضاحية قدسيا تتفاوت الأسعار حسب الجزيرة والمقسم:

- السكن الشبابي من 200 ألف إلى 500 ألف

- الجزيرة A السوق التجاري من ال200 الف إلى 600 الف

- الجزيرة E / F من 300 إلى 700 ألف

- الجزيرة B / D / C من 800 ألف وحتى 2 مليون).

بين الأخلاق والضرورة

باقي الردود على التساؤل حسمت أمرها في أن الأخلاق هي التي تحكم أو الضرورات الحياتية وفي هذا الجانب طغت السخرية أكثر فعلق كرم: (المتقدم جرة غاز والمتاخر برميل مازوت). ورد محمد في نفس السياق غامزاً من قناة حكومة النظام: (وزارة التموين تناقش وتدرس الاسعار حاليا).

أما بالنسبة للعامل الأخلاقي فجاءت الردود لتؤكد على مسؤولية الخلق والدين في تحديد المهور بعد استشراء الطمع والجشع فكتبت أماني: (حسب اديش صارت الأخلاق بتسوى وحسب الاحساس والانسانية اديش بوقفوا عالدولار). وعلق يحيى: (والله بدكون تشوفو سوق النخاسين السوري).

ترك تعليق

التعليق