تحت عنوان الإغاثة.. إعلام الأسد يروّج لدخول الروس إلى مدينة الرقة، ومصادر محلية تنفي


كذّبت عدد من المصادر المحلية ومن داخل مدينة الرقة، شرقي سوريا، ما ادعت به وسائل إعلام موالية لنظام الأسد حول دخول الروس ولأول مرة إلى داخل الرقة المدينة، وتوزيع مساعدات إغاثية وطبية على الأهالي هناك، مؤكدة أن الروس لم يدخلوا المدينة على الإطلاق.

وفي 10 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، ادعت جريدة "الوطن" التابعة لنظام الأسد، دخول جنود روس إلى مدينة الرقة معتبرة أنها المرة الأولى التي تدخل فيها روسيا إلى تلك المدينة، مضيفة أن "الجنود الروس وزعوا نحو 2000 سلة من المواد ‏الغذائية على السكان المحليين، في حين باشر الأطباء العسكريون الروس بتقديم ‏المساعدات الطبية والصحية لجميع المحتاجين إليها في المدينة"، الأمر الذي لاقى ردود فعل إيجابية مهللة ومرحبة بهذه الخطوة من قبل الموالين لنظام الأسد.

وقال مصدر طبي يعمل في مدينة الرقة مفضلاً عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، في تصريح خاص لـ "اقتصاد"، إن "هناك خطأ كبيراً فيما تروج له بعض وسائل إعلام نظام الأسد عن دخول الروس للرقة المدينة، إذ إن الدورية الروسية دخلت بلدة الأسدية والتي تبعد نحو 4 كم شمالي الرقة والتي تقع بالقرب من الفرقة 17".

وأضاف مصدرنا أنهم "فعلاً وزعوا سلالاً غذائية وبعض المواد الطبية على منطقة واحدة في بلدة الأسدية وبشكل ضئيل جداً، في منطقة تتبع لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)".

ونقل المصدر عن بعض سكان البلدة قولهم، إن "كثيراً من الأهالي في البلدة لم يحصلوا على تلك المساعدات أو يشاهدوها، وأن الأمر كان مجرد تمثيلية من أجل التصوير فقط على أنهم يقومون بالتوزيع".

ونقل أيضاً عن بعض سكان البلدة قولهم، إن "الدورية جالت في المنطقة وكأنها تستطلع مكاناً للتمركز به واتخاذه مقراً لها، فدخلت بحجة المساعدات الإغاثية".

وأكد المصدر ذاته، أن "هذه هي المرة الأولى التي تقترب فيها دورية روسية من مدينة الرقة، إذ أنه بعد انتشار القوات الروسية وتمركزها بقاعدة أساسية لها في بلدة عين عيسى 45 كم شمال الرقة وعلى طول الطريق الدولي تل تمر- عين عيسى، أصبح هناك تقارب متزايد بينهم وبين (قسد) في ظل قبول من جانب قوات التحالف الدولي لهذه التحركات".

ويرى ناشطون من المنطقة الشرقية أن ما يسعى إليه الروس في هذه الفترة، هو كسب حاضنة شعبية من بوابة الإغاثة، مستغلين حاجة الأهالي وضعفهم أوضاعهم المادية في تلك المنطقة.

وقال الناشط الإعلامي وابن محافظة الرقة "رائد العبد الله" لـ "اقتصاد"، إن "القوات الروسية وزعت مواد غذائية بمزرعة الأسدية شمالي الرقة فقط، والتوزيع كان فقط لبعض أهالي تلك المنطقة والقرى المحيطة بها، والغاية منها كسب شعبية بين الناس من خلال مساعدتهم، في حين أن الأهالي أساساً خائفون أمنياً وأوضاعهم المعيشية مزرية، لذلك هم مضطرون للذهاب واستلام المواد من الروس".

وليست تلك المرة الأولى التي توزع فيها القوات الروسية معونات إغاثية على السكان في محافظة الرقة، إذ سبق وأن وزعت بعض المساعدات على الأهالي في مدينة عين عيسى.

وفي هذا الصدد قال مصدر في منظمة "صوت وصورة" والتي تعنى بتوثيق التطورات في المنطقة الشرقية لـ "اقتصاد"، إنه "منذ نحو 20 يوماً وأثناء توجه الرتل الروسي باتجاه مدينة عين العرب، وقف بعين عيسى، ووزع قليلاً من المساعدات، وأكمل طريقه من بعدها".

ولم يقتصر الأمر على ترويج وسائل إعلام النظام للجانب الإغاثي من الجهود الروسية بل ذهبت إلى أبعد من ذلك، وهو ملف الواقع الخدمي والبنى التحتية، إذ نقلت الصحيفة الموالية "الوطن" عن الضابط في المركز الروسي للمصالحة "فلاديمير ‏فارنافسكي"، زعمه أن البنية التحتية في الرقة دمرت بالكامل بفعل الغارات الأمريكية ‏وغارات "التحالف الدولي" بقيادة أمريكا. خلال عملية السيطرة عليها قبل ‏نحو عامين، مضيفاً أن هناك نقصاً في المياه النظيفة ‏والأدوية والغذاء داخل الرقة، الأمر الذي رأى فيه مراقبون أنه ربما يكون محاولة روسية أخرى للتغلغل باتجاه المدينة بحجة المشاريع الخدمية وصيانة البنى التحتية.

 يذكر أنه في حزيران/ يونيو الماضي، أقدمت جهات تابعة لحكومة نظام الأسد على الادعاء بأن القوات الروسية دخلت إلى مدينة "داريا" غربي العاصمة دمشق ووزعت معونات إغاثية، وذكر حينها "المكتب التنفيذي لبلدية داريا" على حسابه الرسمي في "فيسبوك" هذا الادعاء، إلا أن سخرية سكان "داريا" المتواجدين خارج مدينتهم وغضبهم من تلك المزاعم التي لا صحة لها كون أغلب السكان لا يسمح لهم بالعودة إلا بموافقات أمنية، دفعت بالمكتب التنفيذي للاعتراف أن التوزيع تم في محيط المدينة وليس بداخلها.

ترك تعليق

التعليق