مصادر لـ "اقتصاد": اللاجئون السوريون لم يدخلوا الأراضي التركية


نفى "مازن علوش" مدير مكتب العلاقات العامة والإعلام في معبر "باب الهوى" الحدودي مع تركيا، ما يتم تداوله حول دخول ما لا يقل عن 25 ألف لاجئ من إدلب إلى تركيا، مؤخراً، مؤكداً أن هذا الكلام لا أساس له من الصحة.

وأوضح "علوش" في تصريح خاص لـ "اقتصاد"، أنه "لم يدخل ولا لاجئ واحد من منطقة إدلب إلى الأراضي التركية مؤخراً، في إشارة إلى الفارين من حملة القصف الممنهجة من طيران روسيا ونظام الأسد على المنطقة.

كانت "رويترز" قد نقلت عن وسائل إعلام تركية أن 25 ألف لاجئ فروا من إدلب نحو تركيا خلال اليومين الماضيين. إلا أن هذا الرقم يبدو متواضعاً أمام الحجم الحقيقي للنزوح.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردغان خلال تصريح يوم الأحد إن 80 ألف شخص بدؤوا بالهجرة نحو الحدود التركية. وهذه الإحصائية تبدو ضئيلة بحسب منظمات وسكان.

قالت "رويترز" إن المدنين فروا من ادلب إلى تركيا، وفق الإعلام التركي، ما يشير إلى أن الفارين صاروا ضمن الأراضي التركية، ويعتقد نشطاء وسكان أن هذه المعلومة مضللة أو غير دقيقة على الأقل.

وقال "عبد الرزاق الصبيح"، وهو صحفي يقوم بإجراء تغطيات ميدانية جنوبي إدلب، إن "عائلة واحدة لم تدخل إلى تركيا خلال الأيام الماضية" بسبب التشديد الكبير الذي تمارسه تركيا على حدودها.

وأشار إلى أن "التصريح التركي" قد يكون صحيحاً في حال تم اعتبار مناطق ريف حلب الشمالي تابعة للأراضي التركية.

"مازن علوش" بدوره، قال إن "هناك ما يقارب من 200 ألف نازح يتوزعون وينزحون باتجاه مختلف القرى شمالي إدلب"، مشيراً إلى أن هناك "عشرات آلاف العوائل نزحت باتجاه مناطق (درع الفرات) شمالي سوريا".

كان فريق "منسقو استجابة سوريا" وثّق نزوح 203.709 شخصاً من بداية تشرين الأول وحتى يوم الأحد، من جنوبي وشرقي إدلب باتجاه أكثر من 33 ناحية في إدلب ومناطق درع الفرات وغصن الزيتون في الريف الشمالي لحلب.

بدوره أكد المهندس "محمد حلاج"، مدير "منسقو استجابة سوريا"، وهو فريق يعنى بتوثيق عمليات النزوح في عموم الشمال السوري، إنه "من المستحيل أن يكون قد دخل هذا العدد إلى تركيا، وذلك لعدة أسباب أهمها الاجراءات الأمنية على الحدود التركية كونها مناطق عسكرية ولا يجرؤ أحد على الاقتراب منها، أما السبب الثاني هو أن الأهالي لم يصلوا للحدود أصلاً وجميعهم توجهوا باتجاه المخيمات والبلدات الآمنة".


وأوضح "حلاج" في حديثه لـ "اقتصاد"، أنه من "الممكن أن يكون قد تم فهم هذا الكلام على أن النازحين يتكدسون على الحدود السورية التركية وهذا الكلام وارد جداً، أما دخولهم للأراضي التركية فهذا لم يحصل أبداً".

وفيما يتعلق بتوزع النازحين جغرافياً خلال هذه الفترة بسبب التطورات الميدانية، قال "حلاج": "التوزع يبدأ من مدينة إدلب باتجاه الشمال نحو القرى والبلدات الآمنة، وفي ريف حلب الغربي وفي المخيمات الحدودية، والمخيمات العشوائية المتواجدة على أطراف الطرقات من بلدة حزانو حتى معبر باب الهوى، إضافة لوجود نازحين دخلوا مناطق درع الفرات وغصن الزيتون".

ومنذ اندلاع القتال المتزامن مع قصف موسع جنوبي إدلب وفي مناطق بريف إدلب الشرقي انطلقت طوابير طويلة من معرة النعمان وخان السبل وسراقب وعشرات القرى التي تقع على طول الطريق الدولي دمشق-حلب (m5) باتجاه الحدود مع تركيا وهناك مخيمات جديدة استحدثت مع أزمة متفاقمة بسبب أزمة السكن وفصل الشتاء.

ومن المتوقع تفاقم حالة النزوح في الأيام القادمة لأن هناك مناطق شرقي ادلب قد تتعرض للقصف والعمليات البرية في حال قرر النظام وحليفه الروسي الاستمرار في عملية السيطرة على الجزء المار من إدلب، من الطريق الدولي.

وقال "أيهم دبل" وهو من مدينة سراقب، إن النزوح من المدينة في الوقت الحالي لا يتجاوز 10 بالمائة.

وتابع خلال حديث لـ "اقتصاد": "هناك قرابة 45 ألف نسمة يبحثون عن بيوت بوساطة معارفهم والجميع يجهز نفسه للنزوح".

لم يشتد القصف بعد على المدينة بحسب -أيهم دبل- قياساً بباقي المناطق الجنوبية. لكن يوجد تخوف كبير من اشتداد القصف.

يقول أيهم: "الناس يقتنصون هذه الفرصة لإيجاد بيوت في عفرين واعزاز وجرابلس مع وجود قسم من الأهالي ينزح إلى مدينة إدلب أو سرمدا أو الدانا. لكن الجميع يبحث عن حل دائم وهو النزوح لمناطق سيطرة (الجيش الوطني)"، في إشارة إلى مناطق "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، في ريف حلب الشمالي والغربي، الخاضعة لسيطرة فصائل مدعومة من تركيا.

ترك تعليق

التعليق