حملة يلبغا الخير.. دعم للفقراء أم دعاية لوسيم القطان؟


تتوالى مبادرات رجال الأعمال وبعض الوزارات والجمعيات تحت عناوين إنسانية في ظل أزمة اقتصادية خانقة يعيشها السوريون إثر ارتفاع أسعار معظم السلع الأساسية وانهيار الليرة وفقدان المحروقات بكامل أنواعها، مع دخول فصل الشتاء.

"يلبغا الخير"

الحملة الجديدة جاءت تحت عنوان عريض ويافطة كبيرة على مبنى مجمع يلبغا بوسط العاصمة (يلبغا الخير) بمبادرة من وسيم القطان، رجل الأعمال المستثمر للمشروع، والذي لم يباشر العمل فيه. واعتُبرت هذه الحملة أولى خطوات هذا الاستثمار كما تناقلت مواقع موالية للنظام.

الحملة تأتي بعد اطلاق وزارة الأوقاف حملة (زكاتك خفض الأسعار) والتي طلبت فيها من أئمة المساجد والدعاة أن تكون من أولويات خطبهم ورسائلهم إلى المجتمع.


دعم الفقراء

الحملة الجديدة ترفع شعار تأمين المواد الغذائية والاستهلاكية بسعر التكلفة والتي تحتاجها الأسر السورية، وكما جاء في الأخبار التي روجتها مواقع موالية اتفقت على نشر نفس الخبر أن الحملة ستوفر: "السلع الأساسية من مواد غذائية واستهلاكية ومنظفات وخضار وفواكه ودجاج بسعر التكلفة ودون وضع أية أرباح أو تحميلها أية مصاريف بما يساعد الناس من محدودي الدخل ومعدوميه أحياناً على مواجهة الغلاء".

المواقع التي روجت للحملة اتفقت جميعها على تلميع صورة الراعي (القطان) بعبارات تفيض إنسانية: "مبادرة (يلبغا الخير) هي فرصة لتسوق الناس والأسر المحدودة الدخل والحصول على احتياجاتهم بسعر الكلفة، وغير مسموح لضعاف النفوس الاستيلاء على السلع المعروضة بسعر التكلفة بغية المتاجرة بها".


على العظم

البناء الكبير الذي يتوسط العاصمة (يلبغا) استحوذ خلال ثلاثين عاماً على أخبار الاستثمار في سوريا كمثال للصوصية والفساد بعد أن انتقل من مستثمر لآخر إلى أن وصل إلى القطان أخيراً، وبعد إنجاز المسجد الكبير فيه، بقيت المساحة العظمى للمشروع التجاري الذي من المقرر بناؤه، على العظم، وهذا الوصف الأخير استحوذ على تعليقات المواطنين حول المبادرة بأنها تأتي في مشروع على (العظم).

وبعد الإعلان عن بدء افتتاح الحملة يوم الأحد قامت بعض الصفحات بنشر صور للبضائع المعروضة في المجمع وهي عبارة عن بعض أنواع الخضار والمواد التموينية ومن بينها السكر مما استفز الكثير من المعلقين.

فعلى سبيل المثال عرضت الحملة مجموعة من الأكياس المعباة بالسكر بسعر 390 ليرة للكيلو غرام فعلق أحدهم على صفحة (دليلك في ضاحية قدسيا): "٣٩٠ سكر وسعر تكلفه وسكر اسمر كمان.. ليش اديش صار كيلو السكر"، وردت على ذلك إحدى المعلقات: "بضاحية قدسيا اليوم ما في لا رز ولا سكر انو بتخفضو السعر وحزر فزر اليوم بأي صالة رح نبيع".


الأسعار تشبه السوق

وفي اتصال لـ "اقتصاد" مع سائق تكسي زار مكان عرض السلع في المجمع، أكد أن الأسعار مرتفعة والبضائغ قليلة وسيئة: "الأسعار ليست كما الترويج لها، وبحسبة بسيطة من سيأتي إلى المجمع سيتكلف دفع المواصلات وسيشتري بسعر أغلى من السوق، والبضائع مثل الخضار سيئة وقديمة، والسكر لا يعطى للجميع، وأنا عندما حضرت قال لي الموظف خلص السكر".

أحد المعلقين على الصور استنكر أنها أقل من السوق: "كيف من دون مربح.. هيك أسعارها برا المجمع.. لعمى على هالدعاية". ورد آخر: "الاسعار بسوق ابو خليل بالضاحيه ارخص ع كل حال مشكور".

مجرد دعاية للقطان

يبدو أن القائمين على الحملة أرادوا كما يقول المثل ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، ولكن الهدف الأهم من هذه الحملة هو الدعاية للمشروع والمستثمر.

أحد المعلقين على الخبر والصور كتب: "شو هالاسعار يلي رح تحسن معيشة المواطن عنوان خير اريد به باطل عاملين دعاية للمجمع على شي فاضي". ورد آخر متهكماً: "قلتولنا اسعار سلع لكن".

آخرون رأوا أن القصة تصب دائماً في سرقة المواطن وخداعه تحت شعارات دعم الفقراء وذوي الدخل المحدود، فعلقت إحداهن: "الله يعطيكون العافية والله في جهد ذهني حول كيفية سرقة المواطن وين الرخص ااااه هي الاسعار برا متلا.. مبادرة قلتلي ...هزلت".

الحملة فيما يبدو ليست سوى دعاية غير مكلفة لوسيم القطان تحت يافطة دعم المواطن، وتقديم سند اعتماده في قائمة اللصوص.


ترك تعليق

التعليق