التعويض المالي جراء حوادث السير، وأصنافه.. تفاصيل تشمل السوريين في تركيا


"بفضل شروط قانون التأمين المروري الجديد الذى دخل حيز التنفيذ بداية الشهر الحالي, لم يعد المتضررون من حوادث المرور بحاجة إلى اللجوء للمحاكم لتحصيل تعويضاتهم, وإنما أصبح بامكانهم استلام تعويضاتهم مباشرة من الحكومة حيث ستقوم وزارة التأمين الاجتماعي بتغطية المصاريف العلاجية لمتضرري الحوادث".. كان ما سبق هو أبرز ما جاء في حديث السكرتير العام لاتحاد التأمين التركي، السيد "محمد عاكف اورغلو"، مطلع حزيران/يوليو، من العام 2016.

المحامي التركي علي بيكويلو سيرهات Ali Beyköylü Serhat تحدّث في تصريح خاص لـ "اقتصاد" عن تفاصيل التعويض الذي يمكن أن يحصل عليه الأجنبي في تركيا في حال تعرض لحادث سير.

 وقال المحامي التركي: "لا يوجد فرق في قيمة التعويض الذي يمكن أن يحصل عليه الفرد في تركيا، سواء كان سوريَّاً أو تركيَّاً، حيث يمكن أن يحصل المصاب نتيجة حادث سير، على نوعين من التعويض، الأول يكون عبر دعوى تقدم بحق شركة التأمين المسجل عندها الطرف المقابل (أي الطرف المسبب للحادث)، والتي تحتاج مدة 6 أشهر كي يبدأ العمل بها، حيث يبدأ المحامي إجراءات الدعوى بعد مضي مدة 6 أشهر من الحادث لضرورة إجراء فحص طبي كامل للمصاب، لوجود إحتمال بتفاقم وضع المريض".

 فمثلاً، "محمود"، وهو الموكل الأخير لـ سيرهات، أُصيب نتيجة حادث سير في منطقة باشاك شهير، تسبب بكسر في الفخذ، واحتاج لعملية "صفائح".

يحصل محمود على مبلغ تتراوح قيمته بين 45 و 65 ألف ليرة تركية، والتي قدّرت بعد تقييم سبب الحادث من قبل شرطة المرور التي أعطت 75% من الحق لمحمود و25% للطرف المقابل، ما يعني أن المسبب الأكبر للحادث هو الطرف الآخر وبهذه الحالة يستطيع محمود الحصول على التعويض.

بعد مضي 6 أشهر على الحادث يعرض المصاب على لجنة طبية مختصة، لتقييم وضعه الصحي، ففي حال تسببت الإصابة بإعاقة لدى المصاب يزيد المبلغ الذي يمكن أن يحصل عليه الأخير من شركة التأمين.

في حال تساوت النسبة فيقل المبلغ المدفوع من قبل شركة التأمين، أما في حال ارتفعت فمن الممكن أن تصل قيمة التعويض إلى 80 ألف ليرة تركية.

نسبة الضرر في الحادث

تقيّم شرطة المرور في تركيا نسبة التسبب في حادث السير بنسب ثابتة، الأولى تكون بإعطاء إحدى الأطراف نسبة 100% (أي أن الخطأ الذي تسبب بالحادث كان من قبله فقط) وتعطي الطرف الآخر نسبة 0% (أي أنه لم يقم بأي خطأ كان سبباً بوقوع الحادث)، أما الثانية فتكون مناصفة أي 50% لكلا الطرفين، وهنا تكون التعويضات لمن تعرض للأذى فقط نتيجة الحادث لكن المبلغ يقل عندها عن 45 ألف ليرة تركية.

الثالثة والتي تتراوح فيها قيمة التعويضات بين 45 و65 ألف ليرة تركية تكون بإعطاء الطرف الأكثر تسبباَ للحادث 75%، في حين تعطي الطرف الآخر نسبة بسيطة (25%)، كما شرح المحامي التركي بيكويلو، أثناء حديثه.

النوع الثاني من التعويضات

المحامي التركي أكمل شرحه: "تحصّل التعويضات في الحالة الأولى من قبل شركة التأمين المتعاقدة أصلاً مع الطرف المسبب، أما الثانية فتكون بدعوى من قبل المصاب بحق الطرف المقابل".

دعوى التأمين الصحي تستغرق 6 أشهر كي يُبدأ بها، ومن الممكن أن تستمر بعدها لفترة تصل إلى 6 أشهر أخرى، أي أن إجمالي المدة فيها كحد أقصى عام كامل، أمّا الدعوى الثانية فتستغرق مدة قد تصل لعامين، نظراً لما تحتاجه من جلسات محاكمة عديدة تصل الفترة بين الواحدة والأخرى فيها إلى عدة أشهر أحياناً.

المحامي التركي أشار إلى أن التعويض في الحالة الثانية يحصّل من الطرف المسبب وقد يصل المبلغ إلى قرابة 25 ألف ليرة تركية.

حالة الوفاة

تصل التعويضات في حالة الوفاة إلى مبلغ قدره 380 ألف ليرة تركية في حال كان المتوفي متزوجاً ولديه أولاد، وتقل لتصل إلى 300 ألف ليرة تركية في حال كان المتوفي معيلاً لأبويه فقط.

في حال كان متزوجاً وليس لديه أولاد فتحصل زوجته على التعويض ولكن المبلغ يقل حينها عن 380 ألف. أما في حال كان لديه أولاد فهم من يحصلون على التعويض.

نص القانون

يتم دفع تعويضات قدرها 300 ألف ليرة تركية أو أكثر إلى ذوي المتوفي في كل حالة وقعت فيها الوفاة نتيجة حادث سير اعتباراً من تاريخ 2007 وما بعده؛ سواء أكان المتوفي سائقاً أم راكباً؛ سورياً أو تركياً أو من جنسية أخرى؛ وسواء أكانت السيارة تركية أم سورية.

ويتم دفع تعويضات مادية قدرها 80 ألف ليرة تركية أو أكثر لكل كل حالة كسر، أو شلل، تحدث في الأطراف العليا، أو السفلى، أو اليدين، أو الظهر، أو الرأس، أو عند تركيب الصفائح المعدنية في مواضع الجسم المختلفة وذلك نتيجة الإصابة بحوادث السير؛ سواء أكان المصاب سائقاً أم راكباً؛ سورياً أو تركياً أو من جنسية أخرى؛ وسواء أكانت السيارة تركية أم سورية.

يذكر أن عملية توكيل المحامي للبدء بقضية التعويضات تزيد تكاليفها عندما يكون المصاب سورياً أو من أي جنسية أجنبية أخرى، عن الحالة التي يكون فيها المصاب تركياً.

ترك تعليق

التعليق