هوية "نازح" للسوريين في لبنان.. لمن تُمنح؟، وكيف؟


في تطور لافت مؤخراً، بدأ الأمن العام اللبناني بمنح بطاقات "نازح" لبعض السوريين، وتم ذلك أثناء تجديد اللاجئين السوريين لإقاماتهم - أي ملف اللاجئ- باستبدال الكروت والأوراق التي كانت تُمنح لهم، بـ "هوية إقامة"، يوضع عليها صورة شخصية ملونة ومكان الإقامة بالتفصيل، ومدة صلاحيتها سنة قابلة للتجديد.

 وفي بداية عام 2019 تم منح هوية الإقامة للنازحين السوريين في بيروت، لتعمم في نهاية عام 2019 على كافة النازحين السوريين في كل المناطق اللبنانية.

كيف تُمنح هوية الإقامة للنازحين السوريين؟، وما هي صفات الإقامة الأخرى لوجودهم في لبنان؟
 
1-هوية نازح:

هوية – نازح- تعطى للأشخاص الذين يجددون عن طريق المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث يتم تقديم الأوراق والمستندات المطلوبة السابقة نفسها (الهوية الشخصية، كرت الدخول السوري إلى لبنان، قسيمة العودة، صور الأختام لجواز السفر إن وجد مع صورة أول صفحتين منه أو صور دفتر العائلة، وكروت التجديد القديمة)، وحديثاً بعد إصدار الهوية بات يطلب صور ملونة لكافة الأوراق المطلوبة وصورتان شخصيتان ملونتان كما يتم "التبصيم" بأصابع اليد العشرة.


هويات.. ومماطلة، باتت باباً للرشوة

تمنح "هوية النازح" للنازحين السوريين المجددين عن طريق تقديم أوراق من مفوضية اللاجئين بشكل مجاني، إلا أن مماطلة الأمن العام اللبناني في تسليم الهوية للنازح السوري لعدة أشهر اضطر البعض من السوريين المضطرين للتنقل ولحماية أنفسهم من توقيفهم من الحواجز- الأمنية والعسكرية اللبنانية وشرطة البلديات- إلى دفع مبلغ (100) ألف ليرة لبنانية لأحد معقبي المعاملات فيتم من خلاله ونتيجة الرشوة لأحد مسؤولي الأمن التسريع في منح الهوية، وذلك خلال أسبوع واحد فقط من تقديم الأوراق.

هل يحق للاجئ الحامل لهوية "نازح" العمل في لبنان؟

من كان بحوزته هوية نازح لا يحق له العمل، حيث أن من ضمن الشروط الأساسية لمنحها هو تعهد بعدم العمل، ومفوضية اللاجئين كذلك لا تمنح أوراقاً وملفات لجوء إلا ضمن هذا الشرط بسبب القوانين اللبنانية المتشددة بهذا الشأن والضاغطة على المفوضية في لبنان.

2- هوية إقامة مؤقتة:

 وتعرف أيضاً بـ(تعهد بالمسؤولية إجمالي) لمن يجدد إقامته في لبنان عن طريق كفيل لبناني، مدتها عام، تكلفتها (300) ألف ليرة لبنانية – 200 دولار- تدفع للأمن العام اللبناني، إضافة للمبلغ الذي قد يدفع للكفيل، وتعطى أيضاً لعائلة المقيم بهذه الصفة هوية إقامة مؤقتة (تعهد بالمسؤولية زيارة عائلية) مدتها ستة أشهر تكلفتها (300) ألف ليرة لبنانية تدفع للأمن العام اللبناني، ويسمح لحاملها في لبنان العمل المشروط "مؤازرة" أي العمل فقط بالأعمال التي أقرتها وزارة العمل اللبنانية مثل (النظافة والزراعة والبناء).


3- هوية إقامة مؤقتة (مجاملة):

 وتمنح للسوري (ة) المتزوج من لبناني (ة) ولأبناء اللبناني من أم أو أب سوريين مدتها ثلاث سنوات تكلفتها (300) ألف ليرة لبنانية، ويسمح لحاملها بالعمل في مجال الأعمال التي حددتها وزارة العمل.

4- هوية إقامة مؤقتة (إجازة عمل):

 تمنح للعامل السوري الحاصل على إجازة عمل، مدتها عام، تكلفتها (300) ألف ليرة لبنانية تدفع كرسوم للأمن العام اللبناني، إضافة إلى تكلفة إجازة العمل تقارب (2000) دولار وحامل هذه الهوية يسمح له بالعمل في لبنان.

5- هوية إقامة مؤقتة (طالب):

 تمنح للطالب المسجل في إحدى الجامعات اللبنانية، مدتها عام، قابلة للتجديد طيلة فترة الدراسة في لبنان.

ملاحظات هامة:

- الأطفال دون 15 عاماً لأبوين لديهما هوية إقامة مؤقتة يتم منحهم وبشكل مجاني كرت عادي مدون عليه (طفل).
- أصبح وضع السوري الداخل إلى لبنان بطريقة غير شرعية (خلسة) بعد عام 2015 من دون أوراق ثبوتية، أكثر صعوبة، بعد منح هوية الإقامة المؤقتة لأقرانه من السوريين. وأصبحت هذه الفئة من السوريين (الداخلين خلسة) أكثر عرضة للتوقيف والتعرض للإهانة والإساءة من قبل عناصر الأمن اللبناني، الأمر الذي حد من حرية حركة الداخلين إلى لبنان خلسة وجعلهم عرضة للاعتقال وسوء المعاملة والاستغلال.
- كانت قد أصدرت المديرية العامة للأمن العام اللبناني قانون دخل حيز التنفيذ في ٣١ آذار ٢٠١٨ يسمح للأطفال السوريين ممن تتراوح أعمارهم بين ١٥ و ١٨ عاماً خلال إقامتهم في لبنان ولا يملكون جواز سفر أو بطاقة هوية بالحصول على إقامة مؤقتة عبر تقديم إخراج قيدهم السوري بشرط ألا تتجاوز مدة استخراجه العامين واستثنى القرار من بلغ سن 19 عاماً، ولكون غالبية الأطفال السوريين لا يملكون أوراق ثبوتية فلم يتم منحهم الإقامة المؤقتة.

كل هذه الاجراءات والتعقيدات والتضييق يتم بحجة الحفاظ على سلامة لبنان ومنع التلاعب والتزوير، ولتشريع الوجود السوري في لبنان وتسوية أوضاع السوريين وتسهيل عودتهم إلى بلادهم "عند توفر ظروف العودة"، ولتوقيف أي عامل سوري "غير شرعي" في لبنان.
 
في مقابل هذه الإجراءات وهذه المعاملة السيئة للسوريين في لبنان، لايزال اللبناني يدخل بكل بساطة إلى سوريا مبرزاً هويته الشخصية فقط وبدون أي إجراءات أخرى لدخوله أو إقامته في سوريا. ويبقى السؤال الكبير: أين مبدأ المعاملة بالمثل؟.. سؤال يطرحه كثير من السوريين.



ترك تعليق

التعليق