شتاء ثقيل مع غلاء الوقود وفقدان الحطب في ريف اللاذقية


حط الشتاء رحاله على مخيمات ريف اللاذقية في عين البيضا وخربة الجوز وبقية الخيم المتناثرة بالقرب من الشريط الحدودي مع تركيا مع ندرة الحطب وغلاء أسعار الوقود.

وأصبح الحطب المستخدم في وقود التدفئة والطبخ عملة نادرة في ريف اللاذقية بعد الاستهلاك الجائر والقطع العشوائي للأشجار في ضوء احتراق معظم الغابات نتيجة استهدافها بمواد حارقة من قبل نظام الأسد بغية القضاء على الغطاء النباتي الذي يسهل عمل وتحرك قوات فصائل الثورة.

أدى هذا بالإضافة إلى المتاجرة بالأحطاب وإرسالها إلى بقية المحافظات السورية لمدة 7 أعوام متواصلة، إلى فقر المنطقة بالمنتج الذي كان يساهم بالتخفيف من معاناة نقص الوقود وارتفاع أسعاره في مجالي التدفئة والطبخ الضروريين من أجل الاستمرار.

ونتيجة ندرة الأحطاب وارتفاع أسعارها بشكل لا يتناسب مع الدخل المعدوم بالنسبة للقاطنين في الخيام العاطلين عن العمل مع غياب فرص العمل ومجالاته، فقد ارتفعت أسعار الطن الواحد من الحطب وأصبحت مستحيلة الشراء، وخاصة أنه يتم المتاجرة بها من قبل بعض الفصائل العسكرية، وهذه الفصائل تمنع المواطنين من الاقتراب من خطوط الجبهات لتنفرد بقطع ما تبقى وبيعه في أسواق إدلب بأسعار باهظة للمقتدرين على الشراء طبعاً.

"أم أحمد" سيدة في الثلاثين من عمرها وأرملة شهيد ولديها طفلان تقطن في غرفة صغيرة، تبّرع ببنائها أحد رجال الخير، لا تستطيع تأمين ما توقد به نارها لتدفئة أطفالها، وطبخ ما يتوفر لها من أجل إطعامهم.

تلجأ أم أحمد إلى جمع الأغصان الرفيعة المتبقية وتوقدها في صفيحة فارغة لتعبئة الزيتون، تقنّن ما تستطيع في استهلاك أغصانها التي تجمعها وتستسهلك من وقتها بضعة ساعات كل يوم.

كذلك امتنع عدد كبير من الذين كانوا مقتدرين مالياً عن شراء وقود المازوت هذا العام بسبب غلائه، وكذلك توقفت سيارات كثيرة عن العمل بسبب ارتفاع أسعار الوقود اللازم، وهذا الأمر ضاعف من معاناة الناس وزاد من تكلفة تدفئتهم.

كذلك أوقفت الجمعيات الإنسانية والخيرية دعمها لمواد التدفئة الذي كانت تقدمه في الأعوام الأخيرة مثل "تقديم المدافئ والفحم الحجري والعرجوم" وهذا كان له تأثير سلبي على الناس.

وزاد الطين بلّة ارتفاع أسعار الوقود الهائلة التي أصبحت خارج مقدرة المستهلكين المحتاجين لها.

وقد سجل موقع "اقتصاد" أسعار الوقود يوم الخميس في ريف اللاذقية مع توفر المواد البترولية التي كانت تأتي من المنطقة الشرقية بشكل جزئي. وكانت الأسعار كالتالي (للبرميل الواحد):

مازوت رويس قرحة 148000 ل س. 
مازوت رويس زهرة 141000 ل س.
مازوت اصفر زيت محروق 139000 ل س.
مازوت اوربي حر 149000 ل س.
مازوت بقايا رميلان 139000 ل س.
مازوت رويس شفة.
مازوت عسلي غامق 134000 ل س.
كاز رويس ابيض غير موجود.
بنزين رويس ابيض غير موجود.
بنزين نظامي اوربي 153000 ل س.
مازوت نظامي اوربي 145000 ل س.
مازوت اوربي ثاني 130000 ل س.
مازوت بقايا شركة لا يوجد.
مازوت عسلي شركة لا يوجد.
مازوت زهرة ٢ شركة لا يوجد.

وحسب مصادرنا، فإن الكميات المتواجدة في ريف اللاذقية لا تفي بالطلب للمستهلكين سواء بالنسبة للتدفئة أو السيارات.

ترك تعليق

التعليق