التبولة.. من صحن مقبلات إلى مقياس للغلاء


"كل يوم ترتفع أسعار بعص السلع خمسين ليرة، وللمنتجات المحلية حصراً بينما الأجنبي والمهرب لا تسأل فالزيادة بالمئات ومن أهمها الدخان المهرب مما اضطرني للعودة لتدخين الحمراء الطويلة التي أصبحت علبتها بـ 250 ليرة".

هذا ما يقوله "أحمد . م" لـ "اقتصاد"، ليصف ببساطة حال اقتصاد البلد المنفلت، والذي لا تحكمه أية ضوابط، ويعاني من انهيارات يومية، وأما حكومة النظام فتكتفي كعادتها بإطلاق الوعود والتهديد بالضرب بيد من حديد على أيدي المخالفين والمحتكرين.

التبولة.. مقياس الغلاء

عاد السوريون إلى صحن التبولة كقياس لما وصلوا إليه من معاناة وغلاء، وهو أبسط ما تضعه الأسرة على طاولتها كأحد أشهر الأطباق الرخيصة، ويحضّر دائماً كمقبلات خفيفة تقتصر على الخضار والزيت حيث لا تدخله اللحوم ولا الكافيار.

في حسبة بسيطة نشر تلفزيون "الخبر" الموالي ما يمكن أن يكلفه طبق تبولة مكون من 10 حزم من البقدونس وكيلو بندورة ومثله ليمون وقليل من الخس والنعنع والبرغل والزيت.

10 حزم بقدونس سعرها 500 ليرة، كيلو ليمون 400 ليرة، كيلو بندورة 400 ليرة، وأما المكونات الأخرى 1500 ليرة وسطياً فتكون الحسبة ما يقرب من 3000 ليرة سورية.

"خالد- أبو أحمد"، من ريف دمشق الغربي، يقول لـ "اقتصاد": "نسينا كسوريين فقراء سيران الجمعة وحتى اجتماعات العائلة، فما بالك بعزيمة للعائلة على صحن فول وحمص وشوية فلافل هذه يمكن تسميتها نكبة اقتصادية".

اللحوم.. كان زمان

بعيداً عن التبولة لا يمكن للسوري البسيط، وهو يشكل غالبية السوريين، أن يفكر بولائم كانت من الماضي القريب، فوجبة مثل (صينية اللحمة) لعائلة من خمسة أشخاص قد تكلفه نصف راتبه بعد أن قفز كيلو اللحم البلدي لـ 10 آلاف ليرة، وكيلو اللحم الحي 3500 ليرة، ومع ذلك تجد موالياً ما زال يسبح باسم الأسد.

"محمد . س" من الريف الغربي لدمشق، يقول لـ "اقتصاد": "كانت ليلة رأس السنة بالنسبة لنا نحن البسطاء تقتصر على عشاء فاخر استثنائي يتكون من بعض المقبلات واللحوم والحلويات.. اليوم لو قررت العائلة فعل ذلك يعني أن راتب الشهر انتهى بليلة واحدة فقط".

بانتظار الأسوأ

مع دخول الشتاء تتسع هموم السوري في تأمين الدفء لأطفاله بعد فقدان أغلب وسائل التدفئة وانقطاع التيارالكهربائي، والسوق السوداء هي الملاذ الذي لا يستيطيع الاقتراب منه مع وصول اسطوانة الغاز في العاصمة لحدود 12 ألف ليرة، أو الانتظار على طابور مراكز التوزيع لأيام ربما تنتهي به إلى السقوط مغشياً عليه كما حدث منذ أيام في دمشق وحلب.

بالمقابل، المواد التموينية الرئيسة كالسكر والرز إما مفقودة أو بأسعار مرتفعة، فكيلو السكر وصل إلى 600 ليرة والرز 500 ليرة، والأسوأ ليس سوى أيام مجهولة المصير.

ترك تعليق

التعليق