قضية فساد كبرى في مصفاة حمص.. ومديرها السابق يفر خارج البلد


حرص النظام على الدوام أن يولي المناصب الإنتاجية في قطاع النفط والغاز، لأبناء الطائفة العلوية، بينما يرأسهم وزير نفط سني، لا يملك السلطة والقرار سوى على المستخدم الذي يجلب له القهوة والشاي..

ومؤخراً، قرر النظام، وبعد أن بلغ فساد هؤلاء حداً لا يطاق، فتح ملفاتهم المعلومة جيداً لديه، ولكن يا للعجب، دائماً ينجح الكبار بالفرار خارج البلد بالمليارات التي سرقوها، لتقع المصيبة برأس المدراء والموظفين الصغار، الذين يجري اعتقالهم وزجهم بالسجون..

وقضية الفساد الكبرى في شركة مصفاة حمص، التي قررت صحيفة "تشرين" التابعة للنظام، فضح تفاصيلها، تعود بحسب ما تقول إلى عقود طويلة، أي منذ تولي حافظ الأسد السلطة في سوريا نهاية العام 1970، إلا أنها وصلت إلى ذروتها، في العام 2015، عندما أصدر وائل الحلقي رئيس الوزراء السابق، قراراً بتعيين علي طراف مديراً عاماً لشركة مصفاة حمص، وإعفاء أكرم سلطان من منصبه، وكلاهما من أبناء الطائفة العلوية..

وتضيف الصحيفة، بأن علي طراف، فعل العجائب في المصفاة، وكل ما لا يتخيله عقل بشري، من فساد قذر وسرقة علنية، وصل إلى حد خلط المازوت بالماء، وقبض أتاوات من التجار بملايين الليرات، وتزوير عقود شراء قطع الغيار للمصفاة، وبيع المحروقات في الأسواق السوداء.. لدرجة أن هناك شك بأن الاعتداءات التي كانت تتعرض لها المصفاة، ويتم اتهام المعارضة بها، إنما كانت بفعل علي طراف ذاته، والتي كان آخرها، بـ 21 الشهر الجاري، وبعد عشرة أيام فقط من إقالته من منصبه، وتعيين هيثم مسوكر عوضاً عنه.

ويؤكد متابعون، بأن مصفاة حمص تعرضت منذ نهاية العام 2015، وبعد تولي علي طراف لمنصبه، لأكثر من أربعة عمليات اعتداء وتفجير، كانت تكلف خزينة الدولة مئات ملايين الليرات من أجل إصلاحها، ليتضح فيما بعد أن هذه التفجيرات، كان يستفيد منها علي طراف للتغطية على سرقاته السابقة، وفتح باب لسرقات جديدة..

صحيفة "تشرين" لم تتوقف عند هذا القدر من الحديث عن ملفات فساد شركة مصفاة حمص، بل غمزت من قناة رجل الأعمال حسام قاطرجي، أحد أذرع بشار الأسد في تجارة النفط مع تنظيم الدولة الإسلامية، ومن ثم قوات سوريا الديمقراطية، حيث أشارت إلى شبهات فساد كبيرة في صفقات النفط التي كان يوردها قاطرجي للمصفاة، متهمة إياه بأنه كان يجلب النفط مخلوطاً بالمياه، ويتم دفع الثمن له بناء على الوزن، وأنه كان يتقاسم الفوارق المالية مع المدراء والمسؤولين المباشرين عن التغطية على فساده.

وتشير الصحيفة إلى أنه جرى القبض على عشرات الموظفين في مصفاة حمص وزجهم بالسجون، باستثناء المدير السابق، علي طراف، الذي توارى عن الأنظار، بحسب ما يقول المدير الحالي المعين منذ عشرين يوماً فقط..

إلا أن معلقين أشاروا إلى علي طراف كان في جولة مع وزير النفط في روسيا، لدى صدور قرار عزله، في 9 الشهر الجاري، ويبدو أن أطرافاً أبلغته بأن النظام ينوي فتح ملفات فساده، لذلك إما أنه بقي في روسيا، أو أنه توجه إلى دولة أخرى..

مادة ذات صلة:

ترك تعليق

التعليق