مدارس سرمين بلا خدمات وسط عجز المجلس المحلي


تمتنع السيدة "اعتدال" عن إرسال ابنتها ذات العشرة أعوام إلى المدرسة في ظل الأجواء الباردة خوفاً عليها من التعرض للبرد والمرض.

 "في مدارس البلدة لا يوجد تدفئة أبداً كما أن نصف الصفوف بلا نوافذ"، تقول السيدة.

وتقيم "اعتدال" في بلدة سرمين بريف محافظة إدلب حيث تعاني مدارس البلدة من نقص كبير في الخدمات الأساسية كتجهيز الصفوف وتأمين التدفئة.

ويبلغ عدد طلاب المدارس 3850 طالب من أبناء البلدة وقرابة 1000 طالب من السكان النازحين إليها موزعين على ست مدارس لمرحلة التعليم الأساسي ومدرسة للتعليم الثانوي، بحسب" نصر الدين حسون"، مدير المكتب الإعلامي بمجلس البلدة.

"الحسون" أوضح لـ "اقتصاد" أن المجلس عمل منذ بداية العام الدراسي على تجهيز مسودة مشروع يوضح حالة المدارس والمستلزمات التي تنقصها، وحاول الاتصال مع العديد من المنظمات الناشطة في مجال التعليم.

 "لم نتلق أي ردود إيجابية ونحن في منتصف العام الدراسي"، يؤكد الحسون.

تحتاج بعض المدارس لإعادة تأهيل في بعض أقسامها نتيجة تعرضها للقصف في وقت سابق، كما تفتقر صفوفها للمقاعد الدراسية وسبورات للكتابة، ولا يتوفر أي من وسائل التدفئة ضمن جميع المدارس.

يساهم المجلس المحلي للبلدة في تأمين المياه وبعض المصاريف اللازمة ضمن قدرته المحدودة، بحسب الأستاذ "علي طقش"، رئيس المجلس.

خلال حديثه لـ "اقتصاد"، أوضح "الطقش" أن إمكانيات المجلس جداً ضعيفة، ولا تمكنه من تحسين وضع المدارس في البلدة.

وعمل المجلس المحلي على إطلاق حملة أهلية لجمع التبرعات عبر المساجد والأماكن العامة لصالح دعم قطاع التعليم.

 "ما تم جمعه في الحملة ساعد في بعض المصاريف ولكن لا يمكننا تكرارها بسبب الوضع المادي السيء للكثير من الأهالي"، يقول "الطقش".

ويعاني مجلس سرمين من قلة الدعم وضعف الإمكانيات وترفض بعض المنظمات مساعدته بحجة الظروف الأمنية التي مرت بها البلدة حيث كانت تحت سيطرة فصائل إسلامية تُحسب على تنظيم "الدولة الإسلامية"، في سنوات سابقة.

 لكن البلدة خلال الفترة الأخيرة باتت تشهد هدوءً واستقراراً، بحسب الكثير من الأهالي الذين تحدث إليهم "اقتصاد".

وعبر "اقتصاد"، ناشد المجلس المحلي لبلدة سرمين المنظمات والمؤسسات التعليمية بالتحرك من أجل تحسين حالة المدارس، وتزويدها بالخدمات اللازمة لاستمرار العملية التعليمية ضمن البلدة.

ترك تعليق

التعليق