"اقتصاد" يرصد حالات "دولرة" للمفرق في إدلب


منذ نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، ومع تدهور الليرة غير المسبوق، تطورت ظاهرة "الدولرة" في بيع المفرق بإدلب، شمال غرب البلاد، كحلٍ لمواجهة حالة التخبط في الأسواق وأسعار السلع، نتيجةً لتذبذب سعر الصرف.

واضطر بعض أصحاب المحال التجارية والألبسة في مدينة إدلب إلى تحويل تعاملهم مع المستهلك ليكون بعملة الدولار. وقام أصحاب بعض المحلات بتسعير بضعائهم بالدولار، وعند شراء المستهلك للبضائع يُخيّر بين دفع قيمتها بعملة أجنبية (دولار) أو بعملة سورية وفق سعر الصرف الرائج.

وفي حديث خاص لـ "اقتصاد"، قال صاحب سوبرماركت "احتياجاتي" في مدينة إدلب: "بعد تخبط أسعار الدولار بشكل جنوني اضطررت إلى إغلاق المحل عدة أيام خوفاً من خسارة رأس المال بسبب صعوده ونزوله بين اللحظة والأخرى، وقمنا بجرد البضائع ودولرة الأسعار وتثبيتها على سعر الدولار، وبما أننا نشتري بضعائنا بسعر الدولار، فسيكون سعر السلعة ثابت ولا يتغير، إن اعتمدنا مبدأ (الدولرة)".

وتابع: "عند شراء المستهلك أي بضائع يُقطع له وصل بقيمة البضائع ويدفع قيمتها بالعملة السورية أو الدولار، فمثلاً سعر كيلو السكر 0,57 سنت سواء كان تصريف الدولار بـ 660، فيكون سعر كيلو السكر 376 ليرة سورية، أو كان صرف الدولار بـ 900 فيكون سعر الكيلو 513 ليرة سورية".

وأوضح أن هناك تخوف لدى الناس من دولرة الأسعار، ولكن سيكون هناك يقين عند الزبائن بأنه أفضل، لأن بعض التجار عند ارتفاع سعر الدولار لـ 900 ليرة سورية قاموا ببيع بضائعهم على سعر 900 ليرة، وعندما كسر سعر الدولار إلى 700، استمروا ببيع بضائعهم على السعر القديم.

أما محمد الحمصي، صاحب محل ألبسة في مدينة إدلب، فقال: "تخبط وتدهور سعر الليرة السورية تسبب لنا بخسارة في رأس المال لأن أغلب بضائعنا نشتريها بالدولار ونبيعها للمستهلك بالليرة السورية. فمثلاً: البانطو النسائي سعره 20 ألف ليرة سورية أي ما يقارب 40 دولار، عندما كان سعر الدولار مقابل الليرة السورية 540، وعندما ارتفع سعر الدولار إلى 900 يكون سعره 36 ألف ليرة سورية. وبسبب تردي الأوضاع في مدينة إدلب ليس لأحد قدرة على شراء البضائع بهذا السعر مما تسبب بخسارة كبيرة لنا في رأس المال عند بيعنا بالسعر القديم".

وأوضح الحمصي أن دولرة الأسعار هي الحل الأنسب للتاجر وللزبون، بحيث "لا تحدث لنا أي خسارة، ولا يستطيع التجار من ضعاف النفوس، التلاعب بالأسعار، لأن سعر الدولار ثابت في أي وقت".

 وأكد الحمصي أنهم واجهوا صعوبة في البداية نظراً لتخوف الناس من دولرة الأسعار، مضيفاً أن السوق يشهد حالة كساد كبير ولا يوجد بيع أو شراء إلا بكميات قلية جداً.

أما خالد الأحمد، أحد سكان مدينة إدلب، فقال لـ "اقتصاد": "هذه الخطوة جيدة لثبيت الأسعار ولكن الأفضل التعامل بالليرة التركية لأنها عملة متوفرة ويوجد قطع نقدية من فئة (5، 10،20)، ويمكن الاستغناء عن الليرة السورية، أما لو استمر عمل المحلات وفق مبدأ التسعير بالدولار، فسيكون هناك فرق بين المبيع والشراء"، حسب وصفه.

ترك تعليق

التعليق