أمطار تحسّن مزاج الفلاحين في درعا رغم تأثير الدولار السلبي


غيرت الأمطار التي شهدتها محافظة درعا مؤخراً، المزاج العام، ودفعت الفلاحين إلى تهيئة الأراضي الزراعية، والبدء بزراعة محصول القمح، الذي يعد أبرز المحاصيل الزراعية المدرة للدخل في المحافظة.

وأشارت إحصائيات مديرية زراعة درعا، التابعة للنظام، إلى أن متوسط كميات الهطل المطري المسجلة في المحافظة تجاوز الـ 150 مم، وهو ما يشجع على مواصلة تنفيذ خطة الزراعات الحقلية لهذا الموسم.
 
من جهته، أكد المهندس الزراعي صلاح الدين المحمود، أن كميات الهطل المطري التي شهدتها المحافظة حتى اليوم، تعتبر مقبولة نسبياً، لكنها مازالت غير كافية لإنجاح الموسم الزراعي، موضحاً أن العبرة ليست بكميات الأمطار، بل بتناوب سقوط الأمطار، مع ارتفاع درجات الحرارة، وتوزع الأمطار على مراحل نمو النبات، بما يلبي احتياجات النبات في كل مرحلة.
 
وأضاف أن المحافظة بجميع مناطقها، باتت تحتاج إلى كل قطرة ماء تسقط على أراضيها هذا العام، وذلك بعد الاستنزاف الكبير الذي تعرضت له مصادر المياه، من سدود، وآبار،، وبحيرات طبيعية، خلال العام الماضي والأعوام السابقة، والذي تسبب، ولأول مرة في تاريخ المحافظة، بجفاف بحيرة المزيريب، وسد درعا، وبعض السدود التجميعية الأخرى.

وقال إن الاستنزاف الجائر للمياه، وسوء استخدامها في عمليات الري الزراعي، تسبب في شح كبير في مياه الشرب والمخزون المائي في المحافظة، وحرم تجمعات سكانية كبيرة في مناطقها، من الحصول على حاجتها من مياه الشرب.

وأشار إلى أن كميات الأمطار الهاطلة قبل أيام، سيكون لها أثر إيجابي على الغطاء النباتي، وتحسين نمو النباتات الرعوية، التي ستسهم بدورها في تأمين الغذاء الأخضر للمواشي، والتقليل من العليقة العلفية المقدمة للثروة الحيوانية، وبالتالي توفير ثمن الأعلاف على المزارعين.

وأضاف أن مياه الأمطار، مهما كانت قليلة، ستسهم في رفد وتجدد المخزون المائي الجوفي والسطحي، وستلعب دوراً كبيراً في إنعاش ونمو الأشجار الحراجية والمثمرة، التي شهدت استنزافاً كبيراً خلال السنوات الماضية، بسبب استخدامها في عمليات التحطيب، بغرض الطهي والتدفئة.

"أبو محمد"، 58 عاماً، وهو فلاح قديم، أشار إلى أن الأمطار الأخيرة التي كان ينتظرها الفلاحون بفارغ الصبر، حركت عمل أسواق الحبوب والجرارات الزراعية، التي كانت متوقفة طيلة الأشهر الماضية، لافتاً إلى أن عشرات الجرارات، بدأت تشاهد في الحقول الزراعية، بعد توقف طويل بسبب قلة الأمطار.

وأضاف أن الكل بات يتعجل فلاحة أرضه، لأنه لم يعد هناك وقت طويل، أمام الفلاحين، لزراعة محاصيلهم، موضحاً أن الوقت المناسب للزراعات الحقلية الشتوية سينتهي خلال أيام قليلة.

تكاليف إنتاج عالية
 
"مراد . س"، 39 عاماً، مستثمر زراعي، أشار إلى أن تكاليف الإنتاج الزراعي ارتفعت هذا الموسم بشكل كبير جداً، وذلك بالتزامن مع ارتفاع أسعار الدولار، الذي تجاوز حدود الـ 900 ليرة سورية.
 
وأشار إلى أن ارتفاع سعر الدولار، تسبب بارتفاع أجرة حراثة دونم الأرض، حيث ارتفعت من 1500 ليرة سورية في بداية الموسم، إلى 2000 ليرة سورية في الوقت الحالي، كما ارتفع سعر كيلو القمح المعد للبذار من 175 ليرة سورية، إلى 225 ليرة سورية، والشعير من 125 ليرة سورية إلى 150 ليرة سورية.

كما أشار إلى ارتفاع أجرة استئجار دونم الأرض الزراعية، (الضمان)، من 7500 ليرة سورية في العام الماضي، إلى 10 آلاف ليرة سورية هذا العام، وإلى 15 ألف ليرة سورية إذا كانت الأرض ستستخدم في زراعة البساتين الخضرية، موضحاً أن الكثير من المزارعين يلجؤون إلى تأجير أراضيهم، لعدم قدرتهم على تأمين تكاليف الإنتاج، بسبب سوء الأحوال الاقتصادية.

وتشهد محافظة درعا، التي تصنف كمحافظة زراعية بامتياز، ارتفاعاً واضحاً في أسعار جميع المنتجات الزراعية، والحيوانية، وذلك بالتزامن مع موجة الغلاء التي تضرب جميع المناطق السورية.

وتشير بعض المصادر، إلى أن استمرار هطول الأمطار، سيحسن من واقع القطاع الزراعي، وسيؤمن "الكلأ والمرعى" للثروة الحيوانية، الأمر الذي سيسهم إلى حد كبير في كسر حدة أسعار اللحوم، والمنتجات الحيوانية من حليب ومشتقاته، والتي وصلت إلى أرقام غير مسبوقة لم تصل إليها، حتى في أسوأ الظروف الاقتصادية التي عاشتها المحافظة.
 
ولفتت المصادر إلى أنها المرة الأولى، التي يتجاوز فيها سعر كيلو لحم الغنم في ريف المحافظة، الـ 5000 ليرة سورية، والبقر الـ 4000 ليرة سورية، مشيرة إلى أن ارتفاع أسعار العلف، وعمليات تهريب المواشي إلى خارج المحافظة، تقف وراء ارتفاع الأسعار.
 
وأضافت المصادر أن ارتفاع الأسعار، شمل الحليب ومشتقاته على الرغم من أنه من إنتاج محلي، مبينة أن سعر كيلو الحليب ارتفع من 150 إلى 225 ليرة سورية، واللبن الرائب من 200 إلى 300 ليرة سورية، واللبن المصفى إلى 1300 ليرة، والجبنة البلدية من 1200 إلى نحو 1500 ليرة سورية.

ترك تعليق

التعليق