تكلفة التأمين على ديون السعودية تقفز بفعل الأزمة الأمريكية الإيرانية


قفزت تكلفة التأمين على ديون السعودية من خطر التخلف عن السداد بمقدار السُدس منذ اغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني يوم الجمعة في ضربة جوية أمريكية، لتتحمل وطأة رد الفعل في أسواق الشرق الأوسط عموما.

وبلغت عقود مقايضة مخاطر الائتمان السعودية لخمس سنوات 64 نقطة أساس يوم الاثنين، ارتفاعا من 55 في الثاني من يناير كانون الثاني، وفقا لبيانات آي.اتش.اس ماركت.

السعودية خصم إيران الرئيسي بالمنطقة، والقفزة أعلى قليلا من تلك التي أعقبت هجمات سبتمبر أيلول على منشأتي نفط سعوديتين وأسفرت في بداية الأمر عن هبوط إنتاج المملكة للنصف.

واعتبرت طهران الغارة الأمريكية علي مطار بغداد الجمعة الماضي عملا من أعمال الحرب ووجه قادة إيرانيون مجموعة من التهديدات بالثأر وإن كانوا لم يحددوا الكيفية التي سيردون بها.

وقالت وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية يوم الاثنين إن التبعات الائتمانية لصراع عسكري بين إيران والولايات المتحدة ستعتمد على عوامل مثل مداه الزمني ونطاقه، لكن قد يكون هناك تأثير على العراق ومصدري أدوات الدين في الخليج وربما لبنان.

وقالت "ستتلقى القنوات الرئيسية لحركة الائتمان التأثير الفوري للصدمة على الصادرات والإيرادات المالية إذا لحق بطاقة إنتاج النفط والغاز ضرر كبير وطويل الأمد".

وواصلت أسعار النفط الزيادة يوم الاثنين، إذ صعدت العقود الآجلة لخام برنت إلى 70.72 دولار للبرميل وسط مخاوف حيال التأثير المتوقع للأزمة على الإمدادات.

وارتفعت السندات الدولية التي أصدرتها الحكومة السعودية وشركة أرامكو نحو عشر نقاط أساس عند‭‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬‬الآجال الأطول على المنحنى عند المقارنة بمستويات ما قبل الغارة الأمريكية، في حين لامس سعر سهم عملاق النفط التابع للدولة أدنى مستوياته على الإطلاق.

وفقدت أوراق الدين السعودية السيادية التي تستحق في 2049 نحو سنت واحد في التعاملات المبكرة يوم الاثنين.

وظهر تأثير الهجوم في أسواق الدين الأخرى في الخليج، لكنه كان أقل بشكل ملحوظ، ففي دبي زادت عقود مقايضة مخاطر الائتمان نقطة أساس واحدة فقط في حين زادت عقود أبوظبي إلى 37 نقطة أساس من 34 في الأسبوع الماضي.

وقال مصرفي متخصص في الدين في دبي إن أي خطط محتملة للمقترضين في المنطقة لإصدار أوراق جديدة ستتأجل على الأرجح نظرا للتقلبات في السوق.

وأضاف المصرفي الذي طلب عدم نشر اسمه "الكثير من المستثمرين الأجانب تحركهم عناوين الأخبار ولذا سيحجمون عن أي نشاط في المنطقة في ظل هذه الأوضاع المتوترة".

وسبق أن قالت السعودية إنها تتطلع لإصدار أدوات دين جديدة مقومة بالدولار لأغراض خاصة بالميزانية في بداية هذا العام.

وقال فراس موداد، مدير الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في آي.اتش.اس ماركت، "كلما تفاقم التصعيد، زادت حاجة دول الخليج العربية للتمويل وزاد الطلب علي الدين لكن سترتفع أيضا تكلفة الاقتراض الجديد".

وتباين أداء أسواق الأسهم في المنطقة بعدما تراجعت يوم الأحد. واستمرت خسائر أرامكو السعودية يوم الاثنين ونزل السهم 1.2 بالمئة إلى 34.15 ريال بحلول الساعة 0825 بتوقيت جرينتش بعدما سجل في وقت سابق 34.05 ريال وهو أقل مستوى منذ بدء تداوله في 11 ديسمبر كانون الأول.

ترك تعليق

التعليق