خدمات الكهرباء والإنترنت في "الباب" باالتركية أو الدولار


بدأ أصحاب المولدات الكهربائية وشركات الإنترنت في مدينة "الباب" شرقي محافظة حلب، في الآونة الأخيرة، بتحصيل قيمة الاشتراكات للمستفيدين بالليرة التركية أو الدولار، عوضاً عن الليرة السورية التي تراجع سعر صرفها بشكلٍ غير مسبوق في السوق المحليّة.

في هذا الشأن قال "عدي الحلبي" وهو مالك إحدى مولدات الكهرباء في مدينة "الباب"، في تصريح خاص لـ"اقتصاد"، إنّ سعر "الكيلو واط" الواحد للاشتراك المفتوح في مدينة "الباب"، ارتفع ليصبح 2.5 ليرة تركية، بعد أن كان سعره 150 ليرة سورية قبل حوالي الشهرين، أمّا سعر "الأمبير" الواحد للاشتراك الشهري فقد أصبح 120 ليرة تركية لـ 12 ساعة تشغيلية متواصلة، بينما كان سابقاً 6 آلاف ليرة سورية للأمبير الواحد لـ 9 ساعات تشغيل يومياً.

وترافق ارتفاع الأسعار- يضيف الحلبي-مع ازدياد الطلب على مادة المازوت واحتكارها من قبل بعض التجّار في مناطق متفرقة من ريف حلب الشمالي، إذ يتراوح سعر البرميل الواحد من المازوت الآن بين 125000 إلى 140000 ليرة سورية، بينما كان يتراوح سابقاً بين 40000 إلى 65000 ليرة.

ووفقاً لما أشار إليه "الحلبي" فإنّ المجلس المحلي في مدينة "الباب" تعهد بتوفير مادة المازوت لأصحاب المولدات العاملة في المدينة بسعر 3.15 ليرة تركية، لليتر الواحد، إلاّ أنّه قام بتسليمهم 6 براميل بسعر 3.55 ليرة تركية لليتر الواحد، ولمرة واحدة فقط، ما أجبرهم على شراء مادة المازوت بأسعار عالية من السوق السوداء، وهو ما حتّم عليهم أيضاً رفع سعر اشتراكات الكهرباء وتقاضي أجورها بالدولار أو الليرة التركية.

يرى "الحلبي" أنّ التسعير بعملة مستقرة هو ضمان لحقوق المستفيدين وأصحاب المولدات-على حدٍ سواء- من التقلبات التي تشهدها الليرة السورية.

وخلّف التعامل بالليرة التركية أو بالدولار فيما يخص استخدام الكهرباء التي توفرها المولدات، آثاراً سلبية على الأهالي في مدينة "الباب"، ذلك أنّ غالبيتهم يتقاضون أجورهم بالليرة السورية بالتوازي مع انخفاض دخلهم وقلة فرص العمل وغياب الجهات المسؤولة وعدم قدرتها على ضبط الأسعار.

ارتفاع في الأسعار

"محمد العبد الله" وهو مهجّر من منطقة "القلمون"، ورب أسرة مكونة من 5 أفراد، يقيم حالياً في مدينة "الباب"، أشار في حديث لـ"اقتصاد" إلى أنّ سعر "الأمبير" الواحد شهد زيادة تفوق 100%، حيث كان سعره قبل شهر ونيف 5000 ليرة سورية شهرياً، وبمعدل 12 ساعة تشغيل يومياً، فيما أصبح سعره اليوم 10000 ليرة وبمعدل تشغيل 7 ساعات يومياً.

وأردف قائلاً أنّ مالك مولدة الحي الذي يعيش فيه أبلغ جميع المشتركين في الحي، بأنه سيقوم بتحصيل قيمة اشتراكهم بالكهرباء بالليرة التركية بما يعادل 60 ليرة تركية شهرياً عن كل (أمبير)، مقابل 5 ساعات تشغيل يومياً.

بدوره قال "أبو عمار" وهو مهجّر آخر من أبناء مدينة "دير الزور" إلى أنّه لجأ إلى الاشتراك بنظام "العدادات" للحصول على خدمات الكهرباء، وذلك بسبب انخفاض أسعارها وساعات التشغيل غير المحددة، مقارنةً مع نظام العمل بـ "الأمبيرات".

وبالنسبة لـ"أبو عمار" فإنّ هذه المعادلة تغيّرت كثيراً في الأسابيع الماضية؛ إذ أصبح سعر "الكيلو واط" في الوقت الراهن 425 ليرة سورية، بعد أن كان قبل نحو شهرين 150 ليرة سورية.

وكان "أبو عمار" يدفع –كما يقول- 15000 ليرة سورية، ثمناً لاستهلاكه 100 "كيلو واط"، بشكلٍ شهري، أمّا اليوم فهو مجبرٌ على الدفع بالليرة التركية بما يعادل 2.75 ليرة تركية لـ"الكيلو واط واحد"، أي ما قيمته 275 ليرة تركية عن كل 100 "كيلو واط"، (ما يعادل 41000 ليرة سورية)، وهذه القيمة ما تزال غير ثابتة.

بدائل

وعن الخيارات التي لجأ إليها أهالي مدينة "الباب" لمواجهة هذا الغلاء في خدمات الكهرباء، قال "أبو عمار" إنّ معظم أهالي "الباب" لجأوا إلى حصر اشتراكهم بـ "أمبير واحد" وتقليل ساعات الاشتراك بخدمات الكهرباء، في حين قامت بعض العائلات ميسورة الحال -هم بغالبيتهم من أبناء المدينة الأصليين- بالتحول نحو الاعتماد على مشاريع الطاقة الشمسية البديلة لتأمين احتياجاتهم من الإنارة والمياه الساخنة.

وتعتمد مدّة تشغيل الكهرباء في المنزل أو في المحلات التجارية ضمن مدينة "الباب"، على عدد ساعات الاشتراك، التي يتم الاتفاق عليها بين البائع والزبون، ولا تتم عملية تشغيل الكهرباء بطريقة متواصلة، وإنما تقوم على نظام تشغيل مقسم إلى فترتين: نهارية وليلية.

خدمات الإنترنت

على الصعيد ذاته أوضح "أبو شادي" وهو مالك محلٍ لبيع الأجهزة الخلوية ويعمل أيضاً كموزعٍ لباقات الإنترنت، أنّ الارتفاع الأخير الذي طرأ على أسعار اشتراكات الإنترنت مرتبط بالمصدر، إذ أنّ عملية شراء باقة الإنترنت من المصدر تكون حصراً بالدولار، وبالتالي لا يمكن تحديد سعر الاشتراك بالليرة السورية، وخصوصاً في ظل التقلب الشديد في أسعار صرفها خلال الأسابيع الفائتة.

ويبلغ سعر اشتراك الواحد "ميغا" من الإنترنت في مدينة "الباب" 40 ليرة تركية، أمّا 2 "ميغا" يبلغ سعرها 60 ليرة تركية شهرياً أو ما يعادلها بالدولار الأمريكي، حسب ما أشار "أبو شادي".

ترك تعليق

التعليق