غصن يصف اعتقاله في اليابان بأنه مؤامرة


 وصف رئيس نيسان السابق الهارب كارلوس غصن عملية اعتقاله في اليابان والتي فر منها الشهر الماضي بانها مؤامرة ضده، ووصف ظروف احتجازه بأنها "انتهاك" لحقوق الإنسان.

غصن اتخذ موقفا دفاعيا في المؤتمر الصحفي الذي عقده في بيروت- في أول ظهور له منذ فراره الشهر الماضي من اليابان قبيل محاكمته في عملية كانت محفوفة بالمخاطر.

وقال إن قرار الرحيل من البلد الذي كان مقررا أن يمثل فيه للمحاكمة بسبب سوء سلوك مالي مزعوم في الشركة "كان القرار الأصعب الذي اتخذته في حياتي".

قطب صناعة السيارات السابق نفى كل المزاعم الموجهة ضده وقال إنها غير حقيقية، مؤكدا أنه ما كان ينبغي أن يقبض عليه من الأساس.

وأضاف غصن أمام قاعة تعج بالصحفيين "لست فوق القانون وأرحب بفرصة إعلان الحقيقة وتبرئة اسمي".

تمكن غصن من الفرار من طوكيو إلى بيروت، حيث نشأ وحيث يعتبره الكثيرون بطلا قوميا.

أغضب هروب غصن السلطات اليابانية وأحرجها بعد أن خرق شروط الإفراج عنه بكفالة وتمكن من الفرار من البلاد على الرغم من المراقبة الصارمة.

وكانت تقارير إعلامية أشارت إلى أنه غادر محل إقامته بمفرده، والتقى رجلين في أحد فنادق طوكيو، ثم استقل قطار "الرصاصة" إلى أوساكا، قبل أن يستقل طائرة خاصة مختبئا داخل صندوق للمعدات موسيقية.

وطار إلى اسطنبول ثم نقل إلى طائرة أخرى متجهة إلى بيروت، حيث وصل إليها في 30 ديسمبر/كانون أول.

ووصف غصن يوم الأربعاء عملية اعتقاله بأنها كانت مؤامرة مرجعها أن "أداء نيسان بات يتدهور في بداية عام 2016".

غصن كان يفضل دمج نيسان مع حليفتها الفرنسية رينو والتي كان أيضا رئيسا لمجلس إدارتها.

وأضاف أنه لم تكن هناك ثقة وأن بعض "الأصدقاء اليابانيين" رأوا أن الطريقة الوحيدة لتخليص نيسان من رينو تكمن في التخلص منه.

وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، داهم الادعاء في طوكيو مكتب المحامي الياباني الذي كان غصن يزوره بانتظام قبل خرقه قواعد الإفراج عنه بكفالة الأسبوع الماضي، والذي قد يكون ساعده في الفرار.

وقبل ساعة من موعد المؤتمر الصحفي المقرر، قال أحد ممثلي الادعاء في لبنان، إن غصن سيجري استدعاؤه "في غضون الساعات المقبلة" لسؤاله عن زيارة قام بها لإسرائيل قبل ما يزيد على العشر سنوات، حسبما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام.

كان محاميان لبنانيان قدما تقريرا لمكتب المدعي العام اللبناني ضد غصن الأسبوع الماضي، جاء فيه أن غصن انتهك القانون اللبناني بزيارته لإسرائيل.

الدولتان المتجاورتان في حالة حرب من الناحية النظرية.

واستقبل المدعي العام اللبناني غسان الخوري المحاميين اللذين رفعا الدعوى اليوم الأربعاء وطلب منهما تقديم مزيد من الأدلة، مضيفا أنه سيستدعي غصن في غضون الساعات المقبلة.

غصن زار إسرائيل عام 2008 والتقى مسؤولين منهم رئيس الوزراء والرئيس.

وقتها أعلن غصن إطلاق سيارات كهربائية من إسرائيل.

كانت السلطات اللبنانية أعلنت أن غصن دخل البلاد بجواز سفر سليم، ما ألقى بظلال من الشك على احتمال تسليمه لليابان.

تلقى لبنان الأسبوع الماضي مذكرة اعتقال من الإنتربول، في طلب غير ملزم يوجه لوكالات إنفاذ القانون في أنحاء العالم بتحديد موقع أي هارب وتسليمه.

وليس لدى لبنان واليابان معاهدة لتسليم المجرمين، ولا يطلب إشعار الانتربول من لبنان اعتقاله.

غصن لبناني المولد والذي يحمل الجنسيتين الفرنسية والبرازيلية، كان يتوقع أن يمثل للمحاكمة في طوكيو في أبريل/ نيسان المقبل.

وقال في تصريحاته إنه فر ليتجنب "الظلم والاضطهاد السياسي" من "نظام قضائي ياباني مزور حيث يتم افتراض الذنب".

أضاف أيضا أنه نظم عملية مغادرته من اليابان وحده وأن زوجته كارول ليس لها أي دور في ذلك.

مسؤولو وزارة العدل اليابانية أقروا بأنه لم يتضح ما إذا كان سيمكن إعادة غصن لليابان لمواجهة الاتهامات أم لا.

وقالت شركة نيسان للسيارات، التي كان غصن رئيسها التنفيذي السابق، إنها مازالت ترفع دعوى قانونية ضده بالرغم من هروبه، مضيفة أن غصن شارك في سوء سلوك خطير بينما ترأس تحالف نيسان-رينو-ميتسوبيشي. وينفي غصن كل الاتهامات.

في الوقت نفسه في فرنسا، تقدمت رينو ببلاغ للسلطات الفرنسية بعد أن كشف تحقيق في الشركة أن غصن استفاد شخصيا من "تبادل قيمته 50 ألف يورو في إطار اتفاق عمل خيري وقع مع قصر فيرساي". ويحقق الادعاء في ذلك لكن غصن لم توجه له اتهامات بارتكاب مخالفات في فرنسا.

وقالت رينو في يونيو/ حزيران إن تفتيشا داخليا مع نيسان شريكتها كشف عن وجود 11 مليون يورو (12 مليون دولار) من النفقات المشكوك بها في شركتهما القابضة المرتبطة بغصن ومقرها هولندا. وأوصت الشركتان مصنعتا السيارات باتخاذ إجراء قانوني في هولندا، حيث يتخذ التحالف مقرا له، وأمر غصن نفسه بإعادة بعض النفقات للشركة.

أعضاء النقابة في رينو، التي شهدت تراجع قيمتها السوقية على مدار العام الماضي، لم يتأثروا بأداء غصن الأربعاء، وقالوا "إنه لم يقدم أي دليل حقيقي له مصداقية لدفاعه".

وأضاف عضو النقابة جان فرنسوا بيبولو "أول أشخاص يجب أن يقف أمامهم هم عمال رينو... ما يطلبه عمال رينو فعلا اليوم هو مشروع صناعي حقيقي، مشروع صناعي للتحالف بأكمله، لرينو ونيسان وميتسوبيشي".

ترك تعليق

التعليق