مجلس الأمن يخضع للإرادة الروسية في تمرير المساعدات عبر الحدود بسوريا


خضع مجلس الأمن الدولي للإرادة الروسية، وصوّت بالموافقة على تمديد عملية تسليم المساعدات عبر الحدود لملايين المدنيين السوريين، لكن بعد تعديل صيغة القرار الناظمة للعملية، بصورة تتوافق مع الشروط الروسية.

وسمح المجلس باستمرار تسليم المساعدات عبر الحدود من موقعين في تركيا، ومدد العملية لمدة ستة أشهر فقط. وهو ما يتوافق مع نص قرار اقترحته روسيا خلال الشهر السابق، ولم يحظ بالأصوات اللازمة في المجلس، لتمريره. واعترضت روسيا بالفيتو على نص القرار المنافس، والذي كان يضيف معبرين آخرين لتمرير المساعدات، من العراق والأردن، ويطلب تمديد العملية لمدة سنة.

واستبعد النص الأخير الذي اعتمده مجلس الأمن، في وقت متأخر من يوم الجمعة، المعبرين مع العراق والأردن، واستجاب للإرادة الروسية، بتمديد العملية لمدة ستة أشهر فقط.

ولم يعد معبر "الرمثا" المرتبط بالأردن، يُستخدم فعلياً لتمرير المساعدات، منذ فترة طويلة، فيما بقي معبر "اليعربية" مع العراق، يحظى بأهمية خاصة لإيصال مساعدات طبية وأممية أخرى إلى مناطق "شرق الفرات".
 
وألح الروس على إغلاق المعبر الأخير، تحديداً، مشيرين إلى أنه يمكن تمرير أي مساعدات أممية عبر النظام السوري، الذي بات يسيطر على معظم تلك المنطقة، حسب موسكو.

ويبدو أن روسيا تريد إجبار الأمم المتحدة على التعامل مع النظام، بصورة تُكسب الأخير القدرة على استفادة إضافية من المساعدات الأممية.

وسبق أن أشارت تقارير إعلامية عديدة على مدار السنوات الفائتة، إلى حجم الفوائد التي حصّلها النظام من المساعدات الموجهة لسوريا، باسم الأمم المتحدة.

وقبلت روسيا باستمرار معبرين من تركيا، تدخل عبرهما المساعدات إلى مناطق "درع الفرات"، و"غصن الزيتون"، وإدلب.

ورغم تعديل نص تمديد القرار بما يتوافق مع الإرادة الروسية، امتنعت كل من روسيا والصين عن التصويت.

 وأثار تخفيف صيغة القرار غضب الولايات المتحدة وبريطانيا وامتناعهما عن التصويت، أيضاً.

 وصوت باقي أعضاء المجلس لصالح القرار. وكان من المقرر أن ينتهي الترخيص لهذه العملية عند منتصف ليل الجمعة إذا لم يتوصل مجلس الأمن لاتفاق في آخر دقيقة.

ووفق تقرير نشرته "رويترز"، قالت السفيرة الأمريكية كيلي كرافت للصحفيين إن القرار "غير كاف تماما". وأضافت "السوريون سيعانون دون داع نتيجة لهذا القرار. السوريون سيموتون نتيجة لهذا القرار".

وقالت الأمم المتحدة إن 2.7 مليون شخص في شمال غرب سوريا و1.3 مليون آخرين في شمال شرق البلاد يعتمدون على المساعدات التي يحصلون عليها من العمليات التي تجري عبر الحدود. وموافقة المجلس ضرورية لأن حكومة النظام السوري لا توافق على عمليات تسليم المساعدات عبر الحدود.

وقال مارك بيكستين دي بوييتسويرف سفير بلجيكا بالأمم المتحدة إن نقطة العبور من العراق تُستخدم لتسليم المساعدات الطبية لنحو 1.4 مليون نسمة. وقال للمجلس قبل التصويت "اليوم لا يوجد بديل عملي لهذا المعبر".

واتهمت كارين بيرس سفيرة بريطانيا في الأمم المتحدة روسيا بتسيس المسألة.

وقالت إن "الشعب السوري رأى أياما تعيسة كثيرة منذ 2011 ولكن هذا اليوم ربما يكون أحد أتعس الأيام لأنها أول مرة يختار فيها أحد أعضاء مجلس الأمن خلط السياسة بالمساعدات الإنسانية".

"روسيا تقامر بحياة الشعب السوري في شمال شرق البلاد".

ورفض فاسيلي نيبينزيا سفير روسيا في الأمم المتحدة مخاوف بيرس. وقال إن الوضع تغير بشكل كبير وإنه يجب أن يعكس تحرك مجلس الأمن ذلك.

وقال للصحفيين قبل التصويت "كل هذه الصرخات بشأن الكارثة الوشيكة التي سيواجهها شمال شرق البلاد إذا أغلقنا معبر ليس لها صلة تماما بالوضع لأن المساعدات الإنسانية لتلك المنطقة تأتي من داخل سوريا".

وقالت الأمم المتحدة إنه لا يوجد لديها بديل للعملية التي تتم عبر الحدود ولكن نيبينزيا قال إن "البدائل موجودة" لأن حكومة النظام السوري تسيطر إلى حد كبير على هذه المنطقة.

ومنذ عام 2014 تعبر الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة الحدود إلى سوريا من تركيا والعراق والأردن عند أربعة مواقع يوافق عليها مجلس الأمن الدولي سنوياً.



ترك تعليق

التعليق