بالصور: أضرار جسيمة في سوق بنش بعد غارات عنيفة قبيل الهدنة


عند التقاطع الذي يتوسط سوق بنش تماماً، ينهمك العشرات من أصحاب المحال التجارية إضافة لفريق الدفاع المدني في إصلاح الأضرار الجسيمة التي خلفتها غارة بعدة صواريخ، انهالت يوم السبت على السوق.


ويعتقد المتضررون أن حجم الأضرار ومكان الاستهداف يشير إلى رغبة جامحة لدى النظام بالتسبب بمجزرة كبيرة يذهب ضحيتها العشرات، لكن "الله سلم"، يؤكد هؤلاء.. فلم تتجاوز حصيلة الشهداء أكثر من أربعة أشخاص.


وقال أحد العاملين في مكتب صرافة في مكان الاستهداف لـ "اقتصاد": "في لحظة واحدة سقطت عدة صواريخ وتوزعت على نقاط متقاربة في هذا المكان"، مشيراً إلى بناء مهدم على اليمين وإلى متاجر سقطت واجهاتها المصنوعة من الحديد على اليسار.

لم يتضرر مكتب الصراف كثيراً، لكن بللور الواجهة تفتت بسبب الضغط الهائل، وأصاب المارة، ما أدى لوقوع عدد من الجرحى.


الجزء المتضرر من السوق توقف تماماً عن عمليات البيع والشراء بسبب انشغال أصحاب المتاجر في ترميم وإصلاح الأضرار. في حين لم تتأثر المتاجر الأخرى الواقعة بعيداً -نوعا ماً- عن مكان الانفجارات.


بالقرب من آليات الدفاع المدني التي تنقل الأنقاض والحجارة المتناثرة في الشارع يصلح "محمود" متجره الخاص ببيع الحلويات.

يقول لـ "اقتصاد": "دخلت الشظايا إلى المتجر وتسببت بتخريب معظم معدات العمل كما تسبب الانفجار بتكسير جميع الواجهات كما ترى مع تفتت البلور".


على مدار سنة ونصف عادت الحياة إلى بنش بشكل يدعو للبهجة كما يعلق السكان. تعرضت المدينة قبل هذه المدة لقصف متواصل نتيجة وقوعها بالقرب من بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين والمحاصرتين من قبل قوات المعارضة، في حينها.


قال "أبو أحمد" وهو تاجر في محل قريب لم يتعرض للضرر، في تصريح لـ "اقتصاد": "توقف القصف تماماً بعد تهجير البلدتين (الفوعا وكفريا).. وعادت أسواق المدينة إلى الازدهار".

يعتقد أبو أحمد مثل باقي سكان بنش أن النظام حاول يوم السبت استباق التهدئة التي يبدو أنها فرضت عليه من قبل حليفه الروسي للتسبب بمجزرة لا تنسى في المدينة.


وأبو أحمد وهو كهل تجاوز الخمسين لا يبدو متجهماً أو مستاء مما حصل. فـ "المهم أن ما كنا نتخيله من حدوث مجزرة واسعة لم يحدث". يتجول بين التجار المنشغلين بالعمل قائلاً في لهجة تصبيرية حانية: "الحمد لله على السلامة.. بالمال ولا النفس أو العيال.. نحمد الله كثيراً".




ترك تعليق

التعليق