الحنين للدفء.. الله يرحم أيام الطنابر


بات الحنين إلى الدفء حال كل السوريين حتى أولئك الذين يتغنون بانتصارات الأسد وجيشه بين الحين والآخر، ولكنهم عندما يمسهم البرد يبدون سخطهم على ما وصلوا إليه، ويبدؤون بالحنين إلى تلك الأيام التي كانت فيها المحروقات تباع على (الطنابر).

حنين.. وترحم

الصحفي الموالي "صدام حسين" نشر على صفحته في "فيسبوك" منشوراً يحن فيه إلى تلك الأيام مع صورة لعربة الطنبر التي كانت تبيع المازوت في شوارع العاصمة وريفها.

كتب حسين في منشوره: "صورة من أيام الدفء...مازوت... مازوت ..هكذا كان ينادي باعة المازوت الجوالون على (طنابرهم) في شوارع العاصمة دمشق..كانت تلك المادة متوفرة وبفائض كبير وبسعر لا يتجاوز 7 ليرات لليتر الواحد"، ثم أردف متسائلاً: "من قال إننا في العام 2020 سوف نترحم على تلك الأيام في سوريا".

أحد أبرز التعليقات على المنشور نال من هيبة حكومات الأسد وسياساتها: "على قولة احد الاصدقاء....سياسة الحمار في توزيع المازوت أنذاك... كانت انجع من سياسة الحكومات الحالية".

لا غاز.. ولا مازوت

"لم تشهد دمشق أياماً قاسية كهذه الأيام.. برد قارس وشديد ولا شيء يمكن أن يمنحنا الدفء وحتى الكهرباء باتت لا تأتي سوى زيارة سريعة عدا عن الأعطال"، هذا ما قاله لـ "اقتصاد"، "أبو يونس"، أحد سكان العاصمة، خلال وصفه لأوضاع الناس في فصل الشتاء.

"أبو أحمد" من سكان ريف دمشق الغربي يقول لـ "اقتصاد": "منذ شهرين وأنا أنتظر دوري على اسطوانة الغاز وكل يوم يتم نشر أسماء الذين يستحقون الاسطوانة ولا تأتي سيارة الغاز، ولكن المادة متوفرة في السوق السوداء وقد اشتريت واحدة مضطراً بـ 12 ألف ليرة".

هذه هي حال الناس في العاصمة وريفها، وقد انعدمت وسائل الدفء لديهم، وأما حكومة النظام فتبيعهم الوهم وانتظار الفرج القريب.

الأسعار في تصاعد

تترافق أزمة الوقود مع أزمات أخرى تجعل من الحياة أمراً مستحيلاً في بلد منهار تماماً، وارتفعت في الأسبوع الأخير أسعار أغلب السلع التموينية والخضار، وحتى من يعيش في وضع متوسط بات يشكو من غلاء المعسل (900) ليرة والفحم (800) ليرة للعبوة الصغيرة.

أما أسعار الخضار فتجاوزت أرقاماً قياسية فسعر كيلو البندورة وصل إلى 600 ليرة والبطاطا 500 ليرة، والفاصولياء 1000 ليرة، والسكر 500 إن توفر، والأرز 450 ليرة.. وأما اللحوم فهي في عالم آخر فكيلو اللحم البلدي بـ 9 آلاف ليرة سورية، ولحم العجل 7500 ليرة.

هي حال أغلب السوريين اليوم في ظل هبوط متسارع لليرة السورية أمام سلة العملات، ودخولٍ لا تسد الرمق، ودراسات يصدرها النظام وبعض المراكز البحثية عن حاجة الأسرة المؤلفة من خمسة أشخاص لما يقرب 385 ألف ليرة شهرياً.. فمن أين يستطيع السوري تأمين احتياجات حياته البسيطة؟

ترك تعليق

التعليق