المعارك المحتملة بالقرب من حلب تهدد بتهجير نصف مليون نسمة


يسود القلق والتوجس لدى سكان ريفي حلب الغربي والجنوبي، الخاضعين لسيطرة قوات المعارضة، ويشرفان على طريق تجارة دولي، وذلك على خلفية إعلان النظام عبر إعلامه الرسمي التجهيز لهجمات كبيرة تهدف إلى السيطرة على المنطقة.

وتقع البلدات والمدن المتاخمة لمدينة حلب من الجهتين الغربية والجنوبية ضمن منطقة خفض التصعيد الرابعة التي نص عليها اتفاق أستانة الذي وقعته كل من تركيا وروسيا وإيران في كانون الثاني 2017.

وقال مصدر من داخل ريف حلب الجنوبي لـ "اقتصاد" إن المنطقة لا تزال تشهد هدوءاً حذراً على خلفية الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ منتصف ليل الأحد الماضي.

لكن القلق يساور قرابة 500 ألف نسمة من السكان الأصليين وآلاف الوافدين إلى المنطقة من ريف إدلب الجنوبي من احتمالية شن النظام عمليات عسكرية برية وجوية تستهدف شمالي الطريق الدولي دمشق-حلب وفروعه الواصلة بين المنطقة وريف إدلب الشمالي.

وقال أحد سكان بلدة العيس جنوبي حلب لـ "اقتصاد": "نخشى من تكرار سيناريو شرقي السكة في العام 2018 حيث شن النظام معارك أدت لسيطرته على أبو الظهور وتل الضمان والحص".

وتابع: "نحن في المنطقة نتابع التصريحات السياسية المتعلقة بمنطقتنا ونأمل تثبيت الهدنة الحالية حتى لا تتعرض المنطقة لكارثة كبيرة بسبب القصف والنزوح".

لم تسجل حالات نزوح لمدنيين من المنطقة حتى اللحظة. في حين ألقت مروحيات تابعة للنظام منشورات تحث السكان على التوجه إلى معابر افتتحت مؤخراً في الحاضر وأبو الظهور والهبيط، دون أن تسجل حالات لمغادرة أي من المدنيين نحو مناطق النظام.

يقول المصدر من داخل ريف حلب الجنوبي: "في حال حدثت معركة وبدأ النزوح، ننوي التوجه نحو شمالي حلب مثل مدن عفرين والباب وجرابلس. البعض بدأ منذ الآن في شراء أراضٍ أو استئجار بيوت تجهيزاً لأي طارئ".

يدخل قسم كبير من ريفي حلب الجنوبي والغربي ضمن حدود منطقة عازلة أعلنت خلال اتفاق سوتشي في أيلول 2018 وهذا ما يقلق السكان لأن وجهة النظر الروسية في تطبيق اتفاق سوتشي تختلف عما هو مدون في المذكرة المعلنة.

ويستعرض السكان حدوث هجمات سابقة خلال العام الماضي أدت إلى سقوط مساحات شاسعة تقع ضمن وخارج نطاق المنطقة العازلة مثل ريف حماة الشمالي وخان شيخون وريف المعرة الشرقي.

ترك تعليق

التعليق