بطاقة ذكية لصنع "إبريق شاي"


في إحدى لوحات المسلسل السوري "ببساطة" والتي تناولت مشروع البطاقة الذكية، يدور المشهد حول شخص يشتري من الماركت بعض المواد الغذائية والخضار، وعندما يصل للمحاسب يطلب منه بطاقة ذكية مخصصة لكل نوع فيضطر لإرجاع الباذنجان لأن رصيده المخصص من المادة قد نفد.

كان ذلك مشهداً تهكمياً من فكرة البطاقة الذكية التي أطلقتها حكومة النظام في دمشق منذ عدة سنوات، وخصصت في البداية لشراء المحروقات، ومن ثم الغاز، وأخيراً وليس آخراً، سيتم تفعيلها لـ "صنع إبريق شاي"، كما علق أحد النشطاء بالعاصمة، بعد أن أصبحت تشمل توزيع مخصصات شهرية من السكر والشاي والرز، وفق ما أعلنت "وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك" في دمشق.

"هاد يلي كان ناقص"، علق "أبو أحمد"، وهو من سكان حي كفرسوسة القديم بدمشق، بعد سماعه القرار الجديد.

 "ما بكفينا الذل على طوابير الغاز.. كمان بدنا نوقف على طوابير الشاي والسكر.."، قال "أبو أحمد".

بينما يقول "محمد" وهو اسم مستعار لصاحب ماركت في دمشق، في اتصال مع "اقتصاد": "اللجوء من جديد للبطاقة الذكية دليل واضح على أن الدولة ليس لديها القدرة للسيطرة على تدهور الليرة وبالتالي ضبط أسعار البضاعة والتي أصبحت معظمها مستوردة بعد ٩ سنوات من الأزمة".

وعلق "أبو سارية" من حي الزاهرة بدمشق: "يعني منشان ما تموت الناس من الجوع عملوا بطاقة ذكية".

وتابع متسائلاً: "نحنا عم نموت من الذل ألف موتة القصة ماعاد بالأكل.. القصة انو إيمتا لح تخلص هالحالة؟؟؟".

ومن المتوقع أن يبدأ تفعيل القرار الجديد مع مطلع الشهر المقبل وسيتم التوزيع عبر مراكز "السورية للتجارة" وبحسب متابعين فإن كيلو السكر سيباع بـ ٣٠٠ ليرة بينما بلغ سعره في الأسواق ٥٥٠ ليرة ومن المتوقع أن يواصل الارتفاع.

وسيتم تخصيص كيلو سكر واحد لكل شخص شهرياً و٢٠٠غرام شاي وكيلو رز، على أن لا تتجاوز الكمية للبطاقة الواحدة ٤ كيلو سكر، و٣ كيلو رز، وكيلو واحد شاي، مهما بلغ عدد أفراد الأسرة المسجلين عليها.

"أبو توفيق" وهو أب لخمسة أطفال لم يخفِ حاجته الكبيرة لقرار البطاقة: "أنا عائلتي كبيرة ومدخولي قليل ودائماً أبحث عن الأسعار الأرخص".

وأردف: "بس بصراحة قرار البطاقة كما يقال (شم ولا ادوق).. أنا ما لح يطلعي أكتر من ٤ سكر و٣ رز شو ىدهن يعملوا معي طبختي عادة أكتر من كيلو رز".

ونوهت وزارة التجارة أنه يمكن زيادة الكميات المحددة مستقبلاً، كما أشارت أن القرار ليس مخصصاً فقط للعوائل وإنما يشمل "العازبين" أيضاً.

كما تعمل "شركة تكامل" المنفذة لمشروع البطاقة الذكية على استبدال "البونات" بأجهزة قراءة البطاقة الذكية وتدريب موظفيي "السورية للتجارة" على استخدامها.

وأُطلق مشروع البطاقة الذكية في نهاية ٢٠١٤ عبر ٣ مراحل، حيث بدأت بتزويد المحروقات للآليات الحكومية، ومن ثم الخاصة، ومطلع العام ٢٠١٩ أصبحت لشراء الغاز. ومطلع الحالي شملت بعض المواد التموينية. ومن المتوقع أن تشمل مواد جديدة في ظل تدهور الليرة السورية مقابل الدولار وتدني المستوى المعيشي لسكان العاصمة.

ترك تعليق

التعليق