3 علب لكل صيدلية.. أزمة حليب أطفال تطال الأصناف الأكثر إقبالاً


"منذ شهر تقريباً وحليب الأطفال (مقنن جداً) ولا يتم توزع إلا 3علب حليب فقط من كل نوع، ولا يوجد استيراد، وهناك شائعات أن سعره سيرتفع كثيراً، مع بعض الاستثناءات القليلة في المناطق الشرقية أو المتطرفة من الحدود قد يتوفر الحليب المهرب، ولكنه بأسعار مرتفعة"، هكذا تحدث لـ "اقتصاد" صاحب صيدلية تعمل في العاصمة دمشق.

ومؤخراً، بدأ موزعو الأدوية بتوزيع 3 علب حليب فقط لكل صيدلية، من الأنواع الأكثر استهلاكاً وهي (نان، وكيكوز) - منتجات حليب معمل نستله الإيراني الحاصل على امتياز من شركة نستله السويسرية- وتشكل منتجاتها الأكثر استهلاكاً، والطلب عليها أكثر من باقي الأنواع لأنها الأنواع المعروفة لدى السوريين، وتشهد إقبالاً شعبياً عليها منذ زمن.

 وعند الاستفسار عن سبب هذا "التقنيين" صرح لنا أحد الصيادلة قائلاً: "الموزعون يقولون لا يوجد شحن بسبب العقوبات وبسبب ارتفاع الدولار"، في حين يفسر الصيدلي ما يجري بـ "الاحتكار"، حيث يعمل المستوردون وأصحاب مخازن الأدوية على تقليل الكميات الموزعة بشكل كبير بانتظار تغير الأسعار وارتفاعها نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار الكبير مقابل الليرة السورية.
 
ما هي مصادر حليب الأطفال في مناطق سيطرة النظام؟

حليب الأطفال الأكثر انتشاراً واستهلاكاً مصدره شركة "نستله إيران"، ومن أنواع الحليب التي ينتجها" نان وكيكوز". وكان سجل سعر حليب الأطفال نوع "نان" 2700 ليرة سورية، و"كيكوز" سعرها 2200 ليرة. ومؤخراً، ارتفع سعرهما ليصبح ما بين (3000-3500) ليرة سورية، بسبب التقنين الكبير في عملية توزيعهما.

وسُجل أيضاً فقدان حليب "النيدو" بشكل تام من الأسواق.

توجد أنواع أخرى لحليب الأطفال مستوردة من مصدر سويسري ومنها (ألبن= alpen) وسعره 2800 ليرة سورية، و(نينولاك =  ninolac) الذي ارتفع سعره إلى 2600 منذ أسبوع، وهذا أدى لتوفر نينولاك1 في السوق أكثر من باقي الأنواع بسبب ارتفاع سعره وقلة الطلب عليه مع عدم توفر ninolac 2 منه. ويوجد أيضاً حليب (سويسلاك=seisslac) وسعره 2650 ليرة سورية، وحليب s26 وسعره 3000 ليرة سورية، وهي أصناف ماتزال تحافظ على سعرها، ولكن هذه الأنواع الطلب عليها قليل ومع ذلك بدأت تشهداً تقنيناً أيضاً.

يوجد مصدر حليب "نان وكيكوز" لبناني "مهرب" يصل سعر العبوة إلى 7000 ليرة سورية، مع ملاحظة أن الحليب القادم عبر لبنان أفضل بكثير حيث تختلف تركيبته وجودته عن الحليب من المصدر الإيراني.

من يستورد حليب الأطفال والأدوية في مناطق سيطرة النظام؟

لا تقوم الجهات الرسمية أو وزارة الصحة السورية التابعة للنظام باستيراد أي نوع من حليب الأطفال، كما لا يتم إنتاج أي نوع من حليب الأطفال في معامل الادوية السورية، بل يتم استيراد حليب الأطفال المجفف عبر القطاع الخاص، وأكثر ما يتم استيراده هو نان وكيكوز عبر مستوع أدوية يدعى "فارمامارت" المتعاقد مع شركة نستله إيران.

أيضاً يتم استيراد بعض أنواع الحليب من منشأ سويسري عبر القطاع الخاص.

ولا يخلو السوق من بعض أنواع من الأدوية المهربة أيضاً، وهذه الأدوية سعرها مختلف بين يوم وآخر بحسب تغيرات سعر الصرف للدولار مقابل الليرة السورية. والأدوية الأجنبية تشكل ما يقارب 15% من أدوية الصيدليات حسب تقدير صيادلة وعاملين في صيدليات سورية. وعدد قليل من الصيدليات تعمل بالأدوية الأجنبية فقط.

وتشكل أغلب المستوردات في قطاع الأدوية "اكسسوارات" وبعض الأدوية مثل المتممات وأدوية الضغط، وبخاخات شاملة لأمراض الرئتين، وظروف للفلور المعدية التي لا يوجد منها منتج وطني، وإبر هرمونية، كما يتم استيراد صنفين أو ثلاثة من أدوية السرطانات، وأغلب أدوية السرطان مهربة.

أزمة حليب أطفال.. ومعامل أدوية لا تنتج ما يلزم

حسب وصف صيادلة وعاملين في صيدليات في مناطق سيطرة النظام، يوجد أزمة كبيرة في توفر حليب "نان وكيكوز" مقارنة مع باقي الأنواع التي يتم تقنينها بشكل كبير أيضاً.

وعلى الرغم من وجود الكثير من معامل الأدوية في مناطق سيطرة النظام، ناهيك عن افتتاح معامل جديدة، لكن لا يوجد ابتكار، وإنما يتم إنتاج أدوية مشابهة للموجود، كأحد أشكال التقليد. ويقول أحد الصيادلة لـ "اقتصاد" عن المنتجات المحلية: "كله بيشبه بعضه، تقليد فقط، وهاي المعامل شاطرين فقط بتصنيع المتممات الغذائية مثل فيتامينات للأطفال وللحوامل، وحبوب الكلس وحبوب السكري...".

وتشهد أسعار الأدوية ارتفاعاً حاداً، بنسبة تتراوح ما بين 20% وحتى 300% لبعض أصناف الأدوية.

ترك تعليق

التعليق