"خبز حاف".. حملة لمقاومة ارتفاع الأسعار في مناطق سيطرة النظام


عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، أطلق سوريون حملة "خبز حاف"، تعبيراً عن غضبهم جراء فوضى الأسعار ومحاولة للهروب قدر المستطاع من الأعباء التي تلاحقهم بشكل يومي.

"خبز حاف" ابتكار تعبيري يتناسب مع المشكلة الاقتصادية الحالية والظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها سوريا والتي أصابت المواطن المستهلك وغير المنتج بالدرجة الأولى، في ظل فقدان سوق العمل، بحسب ما قاله لـ "اقتصاد"، أحد مشرفي الحملة في دمشق، رافضاً الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية.

وأضاف أنّ الغاية من الحملة التي ستنطلق يوم الأحد المقبل هو الضغط على البائعين لتخفيض الأسعار ومقاطعة كافة المنتجات لمدة أسبوع والاكتفاء بمادة الخبز فقط، والتنسيق مع وزارة التجارة الداخلية وأصحاب المصانع والتجار والشركات لإلغاء دور الوسيط الذي يضع هامش ربح كبير في عمليات البيع، بحيث تُباع السلع للمستهلك بشكل مباشر عبر منافذ يتم تحديدها من قبل وزارة التجارة الداخلية بسعر التكلفة الحقيقي، كما يأمل منسقو الحملة.

وحول مدى فاعلية هذه الحملة ونجاحها المحتمل، قالت الطالبة الجامعية "ميساء"، التي تقطن في محافظة حمص، في تصريح لـ "اقتصاد"، إنّها غير متفائلة أبداً، إذ أنّ هذا النوع من الحملات المدنية يلقى صدىً كبيراً في الدول المتحضرة إلا أنها في سوريا وكما جرت العادة تقابل بالاستهزاء، فكافة الجهات الرسمية منذ تسع سنوات تستخدم الحرب الدائرة ذريعة لإسكات الشعب الذي من الممكن أن ينتفض في أية لحظة نتيجة الجوع وانتشار البطالة وازدياد نسبة الفقر المدقع.

وأشارت "ميساء" إلى أن كلاً من الشركات والمصانع ووزارة التجارة الداخلية لم تتفاعل أو تتجاوب حتى الآن مع الحملة.

وتأتي هذه الحملة عقب مخاوف من ارتفاع سعر مادة الخبز، إذ يبلغ حالياً سعر الربطة 7 أرغفة 50 ليرة، وربطة الخبز السياحي 400 ليرة سورية.

ورصد "اقتصاد" أسعار بعض المنتجات المتوفرة في أسواق العاصمة وريفها، حيث بلغ سعر كيلو السكر الواحد بين 700 و 750 ليرة سورية، وكيلو الأرز متوسط الجودة 900 ليرة، البرغل والعدس والدرة بوشار 800، معكرونة حلزون 900، كيلو الشاي 7500، القهوة 8500، الطحين 500، فريكة 1700، فاصولياء حب 1550، ليتر زيت الأبيض 1400، زيت زيتون 2200، سمنة الشهد "نباتية 1800، قطعة أندومي 150، سردين 400، حلاوة 1600، البندورة 900، البطاطا 600، علبة المتة 1200، وكيلو لحم العجل 7000 ليرة.

في سياق متصل، شهدت ساحات مدن محافظة السويداء تظاهرات احتجاجية سلمية تحت شعار "بدنا حقنا - بدنا نعيش"، جراء تردي الظروف الاقتصادية والمعيشية والأمنية في المحافظة، بالرغم من محاولات أمنية عديدة تهدف إلى بث الشائعات للالتفاف على مطالب المحتجين وترهيبهم بتفاقم الوضع الأمني المذري.

وهتف المحتجون في نشاطهم "يا مخلوف وشاليش، الشعب السوري بدو يعيش"، في إشارة منهم إلى أقرباء رأس النظام بشار الأسد، رجل الأعمال رامي مخلوف، وعائلة شاليش المشهورة بعملياتها الإجرامية وسلبها لأموال وثروات السوريين على مدى عقود.

واستقبل السوريون بسخرية، القرار الصادر عن نظام الأسد منذ أيام، والذي يقضي بتوزيع 200 غرام شاي وكيلو سكر وكيلو أرز شهرياً بسعر مدعوم عبر البطاقة الذكية في "مراكز السورية للتجارة"، يبدأ منذ بداية الشهر القادم.

وسط كل ذلك تواصل الليرة السورية انهيارها، حيث سجلت يوم الخميس 1200 ليرة سورية مقابل دولار أمريكي واحد.

ترك تعليق

التعليق