رقم مثير للسخرية.. تعرّف على قيمة شحنة من صادرات حمضيات الساحل إلى روسيا


تبحر أول سفينة محملة ببضائع سورية هذا العام، يوم الإثنين، من مرفأ طرطوس، متجهة إلى دولة القرم وروسيا الاتحادية، محملة بما قيمته 75 ألف دولار من الحمضيات.

اعتبر نظام لأسد وإعلامه أن تصدير "1500" طن من الحمضيات "نوع ماوردي" إنجازاً عظيماً ومقدرة كبيرة على كسر الحصار المفروض على نظام الأسد، وذلك بالتعاون مع دولة القرم وروسيا الاتحادية.

تقدر قيمة الحمضيات التي سيتم تحميلها على ظهر السفينة بما يعادل "75" مليون ليرة سورية باعتبار أن سعر كيلو الحمضيات في أسواق الساحل تقدر بين ال "40 و50" ليرة سورية، أي أن سعر الحمولة يعادل مبلغ "75" ألف دولار تقريباً.

وحسب تصريحات مدير عام هيئة دعم وتنمية الإنتاج المحلي "إبراهيم ميدة" فإن هذه تكون أول سفينة تنقل مواد منتجة داخل سوريا باتجاه العالم، وستتوجه السفينة إلى ميناء "كيرتش" في جمهورية القرم شمال شرق البحر الأسود، وسيتم نقل قسم منها بواسطة شاحنات مبردة مخصصة لهذه الغاية إلى دولة روسيا الاتحادية.

وأكد "المدير" أن البضاعة موزعة على "57" كونتينر سعة الواحد منها "27" طن.

وأوضح أنه قد تم تأخير الحمولة لمدة أسبوع حتى يكتمل نضج المحصول طبيعياً دون اللجوء إلى التخمير الصناعي.

وقال إن هذا التحرك يأتي بهدف تعزيز التعاون والتبادل التجاري والاقتصادي بين سوريا وجمهورية القرم، لاسيما بعد افتتاح فرع للبيت التجاري "السوري – القرمي" في العاصمة دمشق.
 ‏
وفي الوقت الذي رفعت فيه أبواق الأسد الإعلامية صوتها لتشيد بهذا الخرق للعقوبات الدولية، واعتبرته رافداً للدخل الوطني "كما سمّته"، تجاهلت تماماً تعرّض بساتين الحمضيات والمحاصيل الشتوية المحميّة "بندورة، كوسا، خيار باذنجان، ......" إلى خسائر تفوق قيمة ما تم تصديره من البرتقال بعشرات المرات بل أكثر من ذلك.

فخلال الأيام الثلاثة الماضية تعرضت محافظة طرطوس إلى ثلاث عواصف متتالية، أدت إلى تساقط آلاف الأطنان من ثمار البرتقال على الأرض وفقدانها لقيمتها النقدية، وتمزقت وتطايرت في الهواء آلاف البيوت البلاستيكية التي تضم الزراعات الشتوية.

كما فاضت الأراضي الزراعية بمياه السيول والأمطار نتيجة سوء البنية التحتية، وإغلاق معظم مجارف التصريف المطري التي تم حفرها قبل عهد دولة الأسد، وتجاهلتها سلطات النظام الأسدي لعقود متتالية، بقصد تدمير الزراعة التي يعتمد عليها سكان الساحل الذين يعتبرهم من الموالين له، وذلك من أجل أن يتحولوا من الزراعة إلى العمل الوظيفي وخاصة في قوى الأمن والجيش.

وأكد المهندس الزراعي "علي ، م" من محافظة طرطوس، في تصريح لـ "اقتصاد"، أن الإنتاج الزراعي في المحافظة قد انخفض خلال السنوات الأخيرة إلى أقل من ثلث الانتاج السنوي، بعد فقدان معظم الأيدي القادرة على العمل وتحول المجتمع الطرطوسي إلى مجتمع نسائي.

كما أشار إلى الإهمال المتعمد للإنتاج الزراعي، من جانب نظام الأسد، خلال السنوات الماضية، وامتناعه عن إصلاح المجاري التصريفية رغم الطلبات التي تم تقديمها إلى مديرية الزراعة بحجة عدم توفر الآليات والوقود والأيدي العاملة.

وأشار إلى أن مديرية الزراعة قد سلمت ما تملكه من آليات ثقيلة كانت تستخدمها في شق الطرق الحراجية إلى وزارة الدفاع ونقلت السائقين العاملين عليها، معها أيضاً.

ترك تعليق

التعليق