لماذا ارتفع سعر الخبز السوري في تركيا؟، وهل نجحت الدعوات لمقاطعته؟


بين مؤيد ومعارض، انقسمت آراء السوريين في تركيا تجاه حملة مقاطعة الخبز السوري بعد الارتفاع الأخير في سعر الربطة التي وصل سعرها في المحلات إلى 3 ليرات تركية بعد أن كانت تباع الثلاثة بـ 5 ليرات أو بـ 6 ليرات، حسب حجمها.

سليم أوسي، مدير المبيعات بمجموعة زينة للمواد العذائية، قال في تصريح خاص لـ "اقتصاد": "جميع المخابز العاملة بإنتاج الخبز العربي تشتري الطحين والسكر وغيره من المواد الأولية من الشركات والمطاحن التركية الخاصة، وليس من الحكومة، ولا يوجد أي دعم لها، حيث أن سبب رفع سعر ربطة الخبز يعود بالدرجة الأولى والأخيرة إلى ارتفاع سعر المواد الأولية.. مثلاً: وصل سعر شوال الطحين (المناسب للخبز السوري وليس أي طحين) بوزن خمسين كيلو غراماً إلى 112 ليرة تركية ومن المرجح أنه سيستمر بالارتفاع كما أبلغنا وكلاء المطاحن التي نتعامل معهم منذ سنوات، والذين لم نتمكن من الضغط عليهم لتخفيض السعر وبذلك تكون التكاليف قد ارتفعت أساساً إذا تحدثنا عن الطحين فقط، إلا أن جميع المواد الأولية التي تدخل في عملية الإنتاج ازداد سعرها أيضاً".

أوسي تابع: "تأكيد الحكومة التركية على ضرورة استخراج أذونة عمل للموظفين السوريين العاملين ضمن الأفران وإجبار أصحابها على تسجيل أولئك العمال في الضمان الإجتماعي (السيكورتا) زاد من التكاليف الشهرية أيضاً بشكل كبير حيث تبلغ تكلفة تأمين العامل الواحد 950 ليرة تركية شهرياً، في حين يتوجب وجود 23 عاملاً على أقل تقدير للقيام بعملية الإنتاج والذين تبلغ تكلفة تأمينهم لدى شركة الضمان الإجتماعي بعد أن كانوا يعملون تحت الحماية المؤقتة 21850 ليرة تركية يجب على صاحب الفرن دفعها شهرياً على أقل تقدير، ويضاف إلى كل تلك التكاليف ارتفاع فواتير الكهرباء والمياه والغاز في اسطنبول خصيصاً، في الآونة الأخيرة، بشكل كبير".

حملات كبيرة شهدتها مواقع التواصل من قبل السوريين المقيمين في تركيا تدعو إلى مقاطعة الخبز السوري لإجبار الأفران على إعادة ربطة الخبز إلى سعرها ووزنها القديم، حيث انقسمت الآراء بعدها، بين مؤيد ومعارض للحملة.

صفحة "تركيا بالعربي" والتي تضم عدداً كبيراً من المتابعين السوريين، لاهتمامها أساساً بقضاياهم في تركيا، نشرت استطلاع رأي على صفحتها في 20 كانون الأول/ ديسمبر من العام المنصرم تحت عنوان: "هل تأكل الخبز السوري أم التركي؟، ولماذا؟"، وحصد الاستطلاع 26100 مصوّت، ذهب 32% منهم نحو استخدام الخبز التركي في حين رجحت الكفة بنسبة 68% لمستخدمي الخبز السوري رغم الارتفاع الأخير في سعره.

سليم أوسي، مدير المبيعات بمجموعة زينة للمواد العذائية أكد أن المخابز السورية تضغط على نفسها منذ أشهر في محاولة لعدم رفع السعر على المستهلك، إلا أن الخسائر أصبحت لا تطاق، حيث وصلت بعض المخابز لمرحلة الإفلاس، حسب وصفه.

وأكد أوسي، أنه على مدار عدة أشهر سابقة كان سعر الربطة يباع للمستهلك بأقل من سعر التكلفة خوفاً من الضغط على المستهلك، وأملًا بانخفاض سعر المواد الأولية، إلا أن ذلك الإنخفاض لم يحدث لذلك كان لابد من رفع السعر اضطرارياً قبل وقوع الكارثة، على حد وصفه.

غرفة الفرانين في ولاية أنقرة التركية قررت زيادة سعر الخبز مع بداية العام الجديد 2020 بنسبة تصل إلى 20 بالمئة، حيث سيرتفع سعر قطعة الخبز البالغ وزنها 200 غرام من 1.25 ليرة إلى 1.50 ليرة تركية، وبذلك سيصل سعر الكيلو غرام الواحد من الخبز التركي إلى 7.5 ليرة تركية، أما سعر الكيلو غرام الواحد من الخبز السوري وصل لدى المحلات بعد الإرتفاع إلى 6 ليرات تركية واصلاً إلى يد المستهلك، وبذلك فإن سعر الخبز السوري مايزال أقل من سعر الخبز التركي.

مع الإشارة إلى أن التكاليف عند المخابز السورية أعلى من التكاليف عند نظيرتها التركية، لقيام الأولى بإيصال منتجاتها لنقاط البيع ومحلات السوبرماركت في أنحاء إسطنبول، كما قال أوسي، أيضاً.

تأثير حملة المقاطعة على الأفران

ورغم المنشورات الكثيرة التي دعت إلى مقاطعة الخبز السوري بعد ارتفاع سعره إلا أن العدد الأكبر من السوريين لا يزالون حتى اليوم يعتمدون على الخبز السوري، في حين لجأ قسم قليل إلى القيام بصناعة الخبز منزليّاً حسب تعليقاتهم على "فيسبوك".

سليم أوسي قال: "نحن لا نتمنى الدعوة إلى هكذا حملات إلا أن للمستهلك الحرية بعمل ما يراه مناسباً. نحن نحاول توضيح أسباب رفع السعر للمستهلك وأننا اضطررنا لذلك لأن أذية كبيرة وقعت علينا، والخيار له. أما عن التأثير، فلا يوجد لدينا أي تصور في حال ستؤثر الحملات على حركة البيع أم لا".

سبب انخفاض وزن ربطة الخبز

أوسي أوضح أنه لم يكن هناك تغيير في وزن ربطة الخبز فقد كانت الربطة سابقاً تزن 500 غ ولا تزال حتى اليوم بنفس الوزن، إلا أن بعض الأفران قامت بطرح كميات ضئيلة وبشكل متقطع بوزن 600 غ في محاولة منها لجذب المستهلك نحو بضائعها.

يعتبر الخبز السوري مادة أساسية لا يمكن الإستغناء عنها إلا أن ارتفاع سعره يعتبر مشكلة بالنسبة للعديد من السوريين خاصة لأصحاب الدخل المحدود ممن يملكون عائلات كبيرة.

يذكر أن اسطنبول وحدها تحوي قرابة 20 فرناً سورياً، ينتج الواحد منها يومياً كمية تتراوح بين 9 إلى 12 ألف ربطة خبز.

ترك تعليق

التعليق