أريحا وجبل الزاوية.. نزوح جديد، وفرق الإحصاء لم تعد قادرة على التوثيق


يزدحم الطريق الدولي المؤدي إلى باب الهوى بمئات السيارات المحملة بالأمتعة وأثاث البيوت والسكان الفارين من توسع مساحة القصف جنوبي وشرقي إدلب. حيث بدأت موجة نزوح جديدة من مدينة أريحا وقرى في جبل الزاوية ومدن سراقب وخان السبل باتجاه إدلب والبلدات الشمالية المحاذية للحدود.

وقال "محمد حلاج" مدير فريق "منسقو استجابة سوريا" لـ "اقتصاد" إن "محاولة النظام دخول معرة النعمان هو ما يعقد الوضع أكثر.. لذلك بدأ سكان المناطق المتاخمة بمغادرة منازلهم".

وتخوض قوات المعارضة معارك عنيفة لصد الهجمات التي تشنها قوات النظام بغطاء جوي روسي بهدف فرض الحصار على ثاني أكبر مدينة في إدلب تُستهدف بهجمات من هذا النوع، بعد مدينة خان شيخون التي دخل إليها النظام في آب 2019.

وتزامنت المعارك العنيفة مع توسع نطاق القصف الجوي ليطال أجزاء من جبل الزاوية الذي يعتقد مراقبون أنه سيكون الوجهة التالية للعمليات القتالية بعد سيطرة النظام على ريف المعرة الشرقي وتوغل قواته إلى غربي الطريق الدولي.

فرق توثيق جديدة

بيّن "محمد حلاج" أنه "في حال سيطر النظام على المعرة سيكشف مناطق جبل الزاوية وخان السبل وسراقب وهذا ما يعقد المسألة "لأن السكان لن ينتظروا في بيوتهم حتى تصل المعارك إلى قراهم لذلك آثروا النزوح منذ الآن".

وأكد أن موجة النزوح الحالية بدأت منذ منتصف ليل الأحد-الإثنين.

وأضاف "بسبب كثافة النزوح توجد مشكلة في العثور على مأوى. كما أن فرقنا الميدانية لم تعد كافية لتوثيق موجات النزوح المتعددة ما جعلنا نرسل فرقاً أخرى من شمال ادلب إلى مناطق مثل جبل الزاوية".

لا بيوت للفقراء

بدءاً من الطرقات الفرعية التي تصل بين ريف إدلب الشرقي حيث تتعرض سراقب وخان السبل لغارات مكثفة وبين الطريق الدولي المؤدي إلى باب الهوى، تمر السيارات المحملة بالسكان والأمتعة بمعدل سيارة أو سيارتين كل خمس دقائق.

بينما ازدحم طريق إدلب-باب الهوى بمئات السيارات والجرارات التي فر أصحابها من الموت.

في بلدة الفوعة يبحث عدد من الوافدين عن منازل فارغة لكنهم لم يعثروا على أي مأوى بسبب امتلاء البلدة بآلاف المهجرين والوافدين.

وعلى طريق معرة مصرين توقفت سيارات (بيك آب) كبيرة تحمل عشرات النساء والأطفال وكميات كبيرة من الأثاث للبحث عن بيوت للإيجار.

وقال أحد مسؤولي المكاتب العقارية في معرة مصرين لـ "اقتصاد" إن المدينة خالية من أي بيوت للإيجار بسبب امتلائها بالوافدين.

وتابع: "يمكن أن يحظى الموسرون بمكان ملائم لكن الإيجارات تتتجاوز 100 دولار شهرياً".

وبينما كان يتحدث دخلت سيدة يبدو أنها وفدت قبل ساعات للسؤال عن بيوت للإيجار لكنها لم تحصل على أي منزل بسبب الأزمة السكنية التي خلفتها موجات النزوح المتواصلة منذ رمضان الفائت.

وهذا ما جعل وجهة أغلب الوافدين نحو المخيمات المتناثرة بدءاً من مدينة إدلب وحتى البلدات الواقعة شمال المدينة.

وثّق فريق ( منسقو استجابة سوريا) نزوح 5314 عائلة من أريحا وجبل الزاوية وسراقب وخان السبل.

لكن مدير الفريق "محمد حلاج" قال: "نعتقد أن الأعداد أكبر بكثير".



ترك تعليق

التعليق