شوارع غارقة بالظلام.. ومحافظة دمشق تباهي بـ "لدّاتها"


هي ليست دمشق التي تتذكرونها بل تشبه إلى حد كبير قرية نائية في ريف تنار فيه الكهرباء للمناسبات الطارئة أو الجنازات والأعراس.. هكذا يرى "خاطر" أحد أبناء العاصمة، مدينته، التي تغرق شوارعها بالظلام لأوقات طويلة.. وأما الشوارع الضغيرة التي تسمى بالحارات فهي تشتاق للنور حيث التقنين الطويل يرخي بظلاله على البيوت قبل الشوارع.

المحافظة تتباهى

أعلنت محافظة دمشق قبل أيام عن "استبدالها نحو 200 جهاز إنارة تقليدية بأجهزة الإنارة التي تعمل بتقنية (الليدات) الموفرة للطاقة في عدد من أحياء وشوارع المدينة منذ بداية العام الجاري وحتى تاريخه".. هكذا جاء الخبر سريعا ومبهماً دون أن يحدد ما هي الشوارع التي تمت إنارتها بهذه التقنية الجديدة التي توفر طاقة غير موجودة.

وبالطبع لم يوفر المعلقون على الخبر وسيلة للتهكم على انجاز المحافظة المهم، وعلق "علاء" مقارناً بين ما تفعله المحافظة وجاره أبو عبدو: "200 لمبة ؟؟!!!! جاري اب عبدو صار مبدل اكتر من ٢٠٠ لمبة من بداية السنة لهلق".

أما "كمال" فأراد أن يغمز من قناة سرقات مسؤولي كهرباء المحافظة وطريقتهم الفجة في ذلك: "يركبو انارة عالطاقة الشمسية قال ليدات ولا خايفين تنقص السرقة عليهن".. ورد على تعليقه "أبو يونس": "الله يرزق العباد".

الريف.. ظلام مقيم

هذا حال العاصمة فيما يبدو الريف يعيش في عالم آخر باتت فيه الكهرباء من مخلفات الماضي، وهذا حال البيوت التي يصل إليها التيار ساعتين في النهار ناهيك عن الأعطال التي تحصل في فترة وصول التيار بسبب الضغط على الشبكات المتهالكة.

"منتصر" من سكان جديدة عرطوز يتحدث عن حال اوتستراد مدينته الصغيرة التي كانت مثالاً للمدينة الريفية الجميلة: "هذا الاوتستراد الذي يصل بين جديدة عرطوز والمعضمية ومن الجهة الأخرى عرطوز البلد في حالة ظلام مقيم، وليلاً لا تستطيع أن تعبره مشياً إذا كان منزلك بالقرب منه وفقط تنيره اضواء السيارات العابرة".

أما حال الكهرباء المنزلي فهي بالكاد تصل ليتمكن الناس من شحن هواتفهم، ويتابع "محمود" من عرطوز البلد: "التقنين أربع ساعات بساعتي إنارة، وأغلب الأحيان تنقطع الكهرباء نتيجة الأحمال الزائدة لأن الناس تقوم بتشغيل مدافئ الكهرباء لأن المازوت مفقود وهو ما يؤدي إلى استمرار الانقطاع ربما لساعات طويلة ريثما تعيد الطوارئ إصلاح الضرر".

انهيار.. وسخط صامت

البنى التحتية لأغلب قطاعات الاقتصاد السوري باتت على شفا الانهيار، وأما الخدمات الأساسية للمواطن فهي غائبة، والنظام بكامل مؤسساته يبحث عن مبررات جديدة يداري بها عجزه، وبالمقابل يتصاعد السخط الصامت وإن لم يطفو بعد على السطح، والجميع بانتظار أن تتبدل معادلة الواقع السوري بثورة جياع ربما أو بإرادة خارجية ما زالت واهنة.

ترك تعليق

التعليق