نصب الكتروني علني.. وإعلام النظام شريك


لا تتوقف معاناة السوريين على لصوصهم الكبار المعلنين الذين يجاهرون بسرقاتهم واحتكارهم لمصالح السوريين واقتصادهم بل هناك من يطاردهم لاستلاب ما بقي في جيوبهم أو قد يضطرهم إلى الاستدانة تلبية لأحلامهم في الرخاء أو البحبوحة، وهذه المرة بالتسلل إلى عقولهم وإغواءهم بالغنى السريع والسهل.

نصب الكتروني

موقع "روسيا اليوم" نشر قبل يومين قصة جديدة عن شركة نصب الكتروني تعمل في سوريا منذ خمس سنوات وتحت غطاء حكومي غير معلن ودعاية يقوم بها إعلام النظام مقابل ريبورتاجات مدفوعة الثمن.

في التفاصيل أن شركة المركز السوري للتجارة والتوزيع SCC تقوم منذ خمس سنوات بتوريط السوريين فيما يسمى شبكة التسويق مقابل وعود بأرباح مغرية مقابل توريط آخرين بالانتساب إلى شبكتها العنكبوتية التي تقدم المال وفق قدرة الشخص على استجلاب عدد أكبر من المنتسبين.

الموقع المذكور أكد أن من بين الضحايا عناصر من جيش النظام وقعوا في فخ الشركة، وأن هناك من استدان المال ليدخل في عوالمها الشائكة، وأما الطريقة فهي بإقناع المتورط بدفع 55 ألف ليرة وبالمقابل تقدم له الشركة منتجاتها ليكتشف لاحقاً انها لا تساوي نصف الثمن المدفوع وهذا ما يضطره لتوريط آخرين لتعويض خسارته بوعود الدفع مقابل هؤلاء الأشخاص الجدد الذين ينتمون للشبكة.

شراكة النظام

النظام عبر بواباته الإعلامية يساهم في هذا النصب من خلال إعلاناته عن دورات لهذه الشركة تتحدث عن الطاقة الإيجابية والعمل الدؤوب وفق ما جاء بالموقع. وقد تم افتتاح معاهد لهذا الهدف وكذلك استخدام المراكز الثقافية الحكومية في هذه الدورات.

والشركة تملك منصات على مواقع التواصل الاجتماعي إضافة إلى دعم إعلامي من مؤسسات تابعة للتظام أو موالية مثل (قنوات تلفزيونية محلية كالتلفزيون السوري (السورية)، وقناة "سما" الخاصة، وقناة "أوغاريت" المحلية في محافظة اللاذقية).

ضحايا أصدقائهم

"اقتصاد" تواصل مع بعض من تورط من هؤلاء المواطنين، وبعضهم تحدث عن خداع مزدوج ليس من الشركة فقط بل من أصدقاء لهم.

"أبو وسيم" من مواطني ريف دمشق الغربي، قال: "أنا تورطت بدفع أكثر من 100 ألف ليرة بين اشتراك في الشبكة ومصاريف تنقل واجتماعات تم عقدها في منزل أحد الأصدقاء الذي يعتر مسؤولاً صغيراً يتبع له أكثر من 20 شخصاً قام بإقناعهم، وأنا دخلت معهم بواسطة أحد الأصدقاء ولم اتمكن من اقناع أحد".

أما عن البضاعة التي حصل عليها نتيجة اشتراكه في الشبكة فيقول لـ "اقتصاد": "استدنت الدفعة التي يجب أن اشترك بها وهي حوالي 30 دولاراً حينها، ومقابل المبلغ وصلتني من الشركة بعض الأجهزة الكهربائية الرخيصة مثل حرام كهربائي ومخدتين و(ليس) للشعر تستخدمه النساء لتسبيل الشعر".

مغفلون وحالمون

"هؤلاء يستغلون حاجة الناس لأي دخل جديد ينقذهم من الحاجة في ظل الظروف القاسية التي يعيشها السوري ونقص فرص العمل الحقيقية"، هكذا يرى "سامر" القصة التي تورط بها كثيرون، وأنهم ضحايا الحاجة.

"أبو محمد" شقيق أحد الضحايا يرى أن الأمر غير ذلك: "أغلب من تورطوا مع هذه الشركة وسواها هم مغفلون وحالمون بتغيير حياتهم دون جهد، وقد حاولت إقناع أخي بالعدول عن الأمر لكنه رفض بالرغم من إحساسه بالخديعة".

"مروان" قال لنا إن ما يضلل الناس هو أن هذه الشركة لا تخفي نفسها: "هم يتصرفون بشكل عادي ويعلنون عن أنفسهم، والتلفزيون الرسمي قدمهم كأصحاب حلول ودعمهم بالاعلانات، ويقيمون نشاطهم علانية ويعقدون المحاضرات والندوات.. يعني نصب علني ومرخص".

النظام يتهرب

بحسب موقع "روسيا اليوم" فإن مسؤولي النظام تهربوا من مسؤوليتهم، ونفوا منح تراخيص للعمل لأي شبكة تسويق من هذا القبيل، ومن ضمنها الشركة المعنية، وهذا ليس غريباً على نظام القتل الذي يعلن براءته من دم مليون قتيل وتهجير ملايين السوريين فكيف بهكذا حالات اعتادت العمل في مناخ من اللصوصية والابتزاز!

ترك تعليق

التعليق