تفاوت الأسعار في إدلب: سلع النظام في ارتفاع متزايد، والمستوردة تتماهى مع الدولار


اشترى "وليد" ليتر البنزين من إحدى كازيات إدلب بـ 975 ليرة، وفي اليوم التالي اشتراه بـ 790 ليرة، أما في اليوم الذي تلاه عاد البنزين للارتفاع إلى السعر الأول. يعلّق وليد: "غدت الأسعار مثل البورصة.. والمحظوظ من يشتري السلعة في الساعات القليلة التي يهبط فيها الدولار".

ينطبق حديث "وليد" على جميع البضائع المستوردة من تركيا أو عبرها من معبري باب السلامة وباب الهوى الحدوديين. أما باقي السلع القادمة من المناطق الخاضعة لسلطة النظام فيقول تجار إنها في ارتفاع متزايد.

يقول "أبو أحمد" وهو تاجر مواد غذائية من مدينة إدلب لـ "اقتصاد" إنه لاحظ حدوث ارتفاع متواصل يتعلق بالسلع القادمة من مناطق النظام.

وقال تجار آخرون إن هذه السلع لا تهبط في حال ارتفعت قيمة العملة المحلية كما هو حال البضائع المستوردة. بل "غالباً ما تحافظ على سعرها المرتفع حتى ولو انخفضت أسعار المواد المستوردة".

أصناف عديدة من القهوة مثل بن حسيب، بن الحموي طالها الارتفاع دون التأثر بهبوط أو ارتفاع قيمة الليرة أمام الدولار.

أنواع من الزيوت والسمن والمشروبات الغازية في ارتفاع متزايد أيضاً.

تماهي مع الدولار

تحصل إدلب على المحروقات من تركيا عبر شركة "وتد للبترول" الوحيدة في السوق بما يشبه الاحتكار لأهم مادة حيوية للمنطقة.

في ظل حالة عدم الاستقرار التي يشهدها سوق تصريف الدولار أمام العملة المحلية يبدو تأثر سوق المحروقات ملاحظاً. فالأسعار تهبط في يوم ثم سرعان ما تقفز قفزات واسعة في اليوم التالي.

جميع السلع والبضائع المستوردة من تركيا تتأثر بسوق الصرف.

لكن تأثيرها على المحروقات أكبر وأسرع.

يقول "محمد"، وهو من سكان المنطقة، "بات الجميع يعتمدون على الدولار كتسعيرة للسلعة ثم يحسبون الثمن بسعر التصريف الحالي ويبيعونها بالعملة السورية".

لذلك -وبحسب محمد- "ترتفع الأسعار بشكل آني مع تدني قيمة الليرة وتنخفض في حال عادت الليرة إلى الصعود".

ومن الملاحظ أن السوق -وبالأخص تجارة البضائع المستوردة- بات معتاداً على تبدل الأسعار على عكس ما كان سابقاً، حيث كانت السلع سرعان ما ترتفع عند أي صعود للدولار لكنها لا تعكس اتجاهها بشكل سريع عند هبوط الدولار.

ترك تعليق

التعليق