130 بلدية تحث الحكومة الألمانية على تسريع إجراءات استقبال اللاجئين


تسعى 130 بلدية ألمانية من بينها "برلين" و"كونستانس" و"فرايبورغ" و"كولونيا" و"دوسلدورف" و"بوستدام" إلى حث الحكومة على تسريع وتبسيط إجراءات استقبال اللاجئين، كما أكدت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، مشيرة إلى إمكان صدور قرار بهذا الشأن.

 وبحسب الصحيفة الفرنسية فإن عمدة روتنبورغ، "آم نيكار ستيفان نهير"، المنتمي إلى حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تترأسه المستشارة "أنجيلا ميركل"، لا ينتظر سوى الضوء الأخضر من برلين لاستئجار حافلة المدينة إلى "لامبيدوسا" وحتى "مالطا" لاستقدام اللاجئين.

 وأضافت الصحيفة أن عمدة هذه البلدة لديه مبنى شاغر على مشارف المدينة يحتوي على ستين مكانا إضافياً.

 ويأتي النقاش المرتبط بالهجرة –بحسب المصدر- كونه وسيلة رئيسية لتخفيف النقص المتزايد في العمالة بألمانيا، حيث يبلغ معدل البطالة 5% فقط. لذلك يدعم أرباب العمل خطة ميركل لاستجلاب مزيد من اللاجئين، التي من المتوقع أن تبدأ في مارس/آذار 2020، ويفسر محللون اقتصاديون هذا الإلحاح من قبل البلديات الألمانية بمحاولة سد الثغرة السكانية، حيث توقعت دائرة الإحصاء بالعاصمة الألمانية برلين انخفاض عدد السكان من 80.8 مليون نسمة إلي 70.31 مليون نسمة أو 67.7 مليون نسمة لعام 2060 وحدوث تناقص في سكان المرحلة العمرية من 20 إلى 64 عاماً.

وبدوره، أشار مدير المنظمة العربية الأوروبية لحقوق الإنسان في برلين، "محمد كاظم هنداوي"، في تصريحات لـ"اقتصاد"، أن أوروبا عامة بحاجة إلى لاجئين وأيدٍ عاملة لأن هذه الأيادي تعتبر ضماناً لمستقبل البلاد أيضاً، فاللاجىء لا يأتي بمفرده أكثر الأحيان بل مع زوجته وأطفاله وفي ظروف غير اعتيادية ولا مستقبل لها، إلا الاستقرار في بلد اللجوء والسعي لتأمين أحوالهم المعيشية، والبحث عن فرص عمل جيدة لعائلات اللاجئين ولأبنائها، وهذا يخلق مناخاً تهتم به الحكومات الأوروبية عامة لأنها تؤسس لمستقبل بلادها عن طريق اللاجئين.

 واستدرك محدثنا أن هذه الحكومات تهتم باللاجئين عادة نظراً لأعداد أفراد الأسرة الواحد، فمتوسط العائلة السورية ما بين 4 و5 أشخاص وهذا أمر غير مألوف لديهم، ولذلك تكون الظروف مختصرة.

 واستدرك محدثنا أن الأوضاع في سوريا في الوقت الحالي غير مشجعة على العودة والاستقرار في ظل انعدام أي حل سياسي، وهذا الأمر تراه أيضاً هذه الحكومات. وتابع هنداوي أن أوروبا وألمانيا بالذات بحاجة للاجئين يأتون إليها كي تحافظ على مكانتها الإقتصادية كواحدة من الدول الكبرى في العالم.

 ولفت المصدر إلى أن أحد تقارير الإعلام الألماني أشار إلى حاجة البلاد لـ 259 ألف عامل سنوياً، وأضاف أن هناك قرىً كاملة في ألمانيا تخلو من وجود أي شخص، ولذلك فتجربة اللاجئين بالنسبة لهم وبخاصة اللاجئين السوريين كانت تجربة مثمرة وغنية، فالسوريون افتتحوا محال ومصانع وشركات وورشات مهنية في مختلف الجوانب الاقتصادية، وعملوا باختصاصاتهم التي جاءوا بها كأطباء ومهندسين، وهذا شكل-حسب قوله- حافزاً للأوروبيين لطلب اللاجئين بسبب الوجه المشرق الذي لمسوه من السوريين.

ولفت هنداوي إلى أن ألمانيا وإن كانت دولة واحدة ولكن كل مقاطعة فيها تختلف عن غيرها في سياساتها ومن يحكمها وتوجهات الأحزاب، وبينما يتفقون في الخطوط العريضة يختلفون في التفاصيل، فمقاطعة "البايرن" مثلاً ترفض استقبال أي لاجىء واللاجئين الموجودين فيها يعانون من التعامل والإجراءات المتخذة بحقهم في حياتهم اليومية، وعلى العكس منها مقاطعة "برلين" التي باتت تسمح بلم الشمل حتى من الدرجة الثانية كالوالد والوالدة والأخ والأخت، والأمر –كما يقول- فضفاض فكل مقاطعة أو ولاية تتصرف بشكل منفرد وبما تمليه عليها مصلحتها العامة، وهناك بلديات بحاجة لعمالة وافدة وبشروط بسيطة وغير متطلبة.

وكانت 60 مدينة ألمانية بما فيها "هامبورغ "و"هانوفر" و"بريمن" والعاصمة "برلين"، قد انضمت إلى تحالف "مدن الملاذ الآمن" وذلك في المؤتمر الذي عقدته منظمة "سي بروكن" في بلدية برلين مؤخراً.

 وذكرت صحيفة "تاغس شبيغل"، أن جميع البلديات المشاركة من مدن ألمانية كبيرة وصغيرة أكدت من جديد، بالإضافة إلى حصتهم الأولية من مراكز استقبال اللاجئين، استعدادها لقبول لاجئين جدد يتم إنقاذهم من البحر المتوسط.

ووفقاً لمكتب الإحصاء الاتحادي في ألمانيا وصل عدد اللاجئين وطالبي اللجوء حتى نهاية عام 2018 إلى نحو 1.8 مليون شخص، منهم 1.3 مليون حاصلون على حق الإقامة، غالبيتهم سوريون وعراقيون وأفغان، ما يمثل زيادة قدرها 6% مقارنة بالعام الذي سبقه، أي ما يعادل 101 ألف شخص.

ترك تعليق

التعليق