مهنة "الدليفري" في تركيا.. إيجابياتها وسلبياتها


بمخالفة قدرها 2018 ليرة تركية استفتح ابراهيم بعاج "26 عاماً" ابن مدينة دير الزور، نهار عمله الثاني في مجال التوصيل "الدليفري"، في مدينة اسنيورت الواقعة في القسم الأوروبي من ولاية اسطنبول التركية.

ابراهيم تحدث في تصريح خاص لـ "اقتصاد" عن تفاصيل عمله في مجال التوصيل، فقال: "قد تبدو مهنة (الدليفري) سهلة بنظر البعض، إلا أن الظروف التي يعمل بها عامل التوصيل لا تختلف كثيراً عن الظروف التي يعمل بها العمال داخل المعامل والمنشآت الصناعية، بل إنها أحياناً قد تكون أصعب، فمثلاً تحتاج رخصة القيادة مدة شهرين وسطياً حتى يتم استصدارها في تركيا في حال اجتاز المتقدم الإختبارين، النظري والعملي، من المرة الأولى، ولا يستطيع المواطن هنا سواء كان تركياً أم سورياً البقاء شهرين دون عمل من أجل استصدار الرخصة كي يبدأ العمل بها".

ابراهيم أكمل: "بدأت العمل وفوراً قمت بالتقدم للحصول على الرخصة إلا أن تكاليف استصدارها المرتفعة نسبة إلى الراتب الذي يتقاضاه العامل في تركيا بشكل عام، أدت إلى تأخري في الحصول عليها".

"في اليوم الثاني من العمل، أوقفتني دورية تابعة لشرطة المرور في مدينة اسنيورت، وقاموا بتسجيل مخالفة أو ما يسمى باللغة التركية Ceza لقيادتي دون رخصة، المخالفة بلغت 2018 ليرة تركية خفضت إلى 1518 ليرة تركية لقيامي بدفعها في اليوم ذاته، الشركة التي أعمل بها تحملت قسماً من المخالفة والقسم الآخر قمت بتسديده على شكل أقساط انتهت الشهر الماضي لأفاجئ في الثامن والعشرين من الشهر الحالي بقيام أحدهم بسرقة دراجتي النارية من أمام منزلي في الساعة الرابعة صباحاً".

تنتشر مهنة "الدليفري" بشكل كبير داخل تركيا وخصوصاً في شوارع مدينة اسطنبول بسبب عدد المطاعم الكبير داخل المدينة، إضافة إلى وجود شركات متخصصة في مجال التوصيل ضمن المدينة كشركة Getir المعروفة، في حين يوجد تطبيقات متخصصة بالطلبات فقط، تنضم إليها المطاعم لزيادة عدد الطلبات لديها وأبرزها Yemek Sepeti.

أغيد الهبول "28 عاماً" ابن حي القابون، يعمل أيضاً في مجال التوصيل ضمن مدينة اسنيورت من ولاية اسطنبول، تحدث لـ "اقتصاد" عن تفاصيل عمله، فقال: "أعمل بالحد الأدنى من الأجور في تركيا وهو الراتب المتعارف عليه في مهنة التوصيل، إلا أن للمهنة إيجابيات، منها وجود المكافآت لمن يقوم بتوصيل أكبر عدد من الطلبات خلال الشهر الواحد، إضافة إلى إمكانية العمل لساعات إضافية مأجورة، وإمكانية العمل في أيام العطل لتحصيل أجر أعلى".

أما عن سلبيات المهنة فقد تابع أغيد حديثه قائلاً: "من أبرز سلبيات مهنة التوصيل في مدينة اسطنبول خصوصاً، هو الازدحام الكبير في شوارع المدينة، إضافة إلى انتشار شرطة المرور بشكل كبير، حيث باتت المخاطرة لمن يقود دراجته دون رخصة قيادة، أعلى خصوصاً بعدارتفاع تسعيرة المخالفات المرورية في المدينة، القيادة دون رخصة مثلاً باتت مخالفتها 2473 ليرة تركية".

إغلاق أحد أبرز شركات التوصيل أبوابها في تركيا

في 21 كانون الثاني/ يناير 2020، قامت شركة GLOVO بالانسحاب من 8 مدن من إجمالي 306 مدن تتواجد فيها حالياً، حيث أعلنت شركة جلوفو Glovo انسحابها من الأسواق المصرية، والتركية، ومن بورتوريكو ومن أوروغواي أيضاً. وقالت الشركة، في بيان لها، إن هذا القرار جاء في إطار استراتيجية الشركة نحو تدعيم مكانتها عالمياً وإعادة توزيع مواردها على المناطق الرئيسية التي تمكنها من الحفاظ على ريادتها.

تعتبر الشركة من أبرز الشركات العاملة في مجال التوصيل داخل تركيا وفي العديد من دول العالم.

الشركة كانت تدفع مبلغ 3.90 ليرة تركية مقابل الطلب الواحد كمبلغ ثابت ويضاف لها مبلغ 91 قرشاً لقاء الكيلو متر الواحد من مسافة الطلب كما قال حسن الخالدي أحد سائقي التوصيل السابقين لدى الشركة.

حسن أضاف: "لقاء عمل لـ 12 ساعة كان من الممكن للسائق الواحد أن يحصل على مبلغ 200 ليرة تركية كمبلغ صافي عدا عن تكاليف المحروقات والانترنت".

يذكر أن العديد من التطبيقات العربية التي تعمل في مجال التوصيل بدأت بالدخول إلى السوق التركية مستفيدة من عدد العرب الكبير الموجود داخل تركيا، إضافة إلى نجاح هذا المجال من العمل في المنطقة.

ترك تعليق

التعليق