هل يصبح قناع (كورونا) على البطاقة الذكية؟


كل منتج صالح للتهريب والاحتكار في "سوريا الأسد"، وكل أزمة يمكن أن تكون فرصة للصوص الذين يستغلون المصائب وحتى الأوبئة لزيادة أرباحهم، وآخر ما حرر حول ذلك تحذير أطلقه تاجر سوري يملك إحدى الشركات في الصين من أنه يتم سحب ملايين الأقنعة الواقية من سوريا وتهريبها.

وبحسب موقع "اقتصاد اليوم"، وتحت عنون (امنعوا تهريب الأقنعة من سورية.. الملايين منها يتم سحبها من الأسواق السورية)، فإن التاجر المذكور عزا توسع عمليات التهريب تلك إلى استغلال هؤلاء لعطلة السنة الصينية حيث تتوقف المصانع بالتزامن مع حاجة مئات الملايين من الصينين إلى هذه الأقنعة، وانتهاء صلاحية القناع كون عمره لا يتعدى 8 ساعات، وهذا ما أدى إلى حاجة الصين إلى كميات مضاعفة من الأقنعة التي باتت تستوردها من كل دول العالم.

ووفق الصحيفة فإن دولاً عدة منعت تصدير الأقنعة: "قامت مصر بمنع تصديرها وتبعتها الهند والأردن لأنهم يعرفون جيداً أن ما سيصدرونه اليوم بدولار فسيعيدون استيراده بدولارين غداً وقد لا يتوفر".

وأما كيف تتم عملية التهريب؟، فنقلت الصحيفة عن التاجر قوله: "هناك كميات كبيرة من الأقنعة يجري سحبها من الأسواق السورية بهدف تهريبها (لأن تصديرها غير ممكن كونها بضائع مستوردة) عبر بلد مجاور.. والمعلومات مؤكدة أن هناك كمية مليوني قناع يجري سحبها من السوق السورية".

الصحيفة تواصلت مع شركة محلية لصناعة الكمامات التي أكدت صحة الخبر: "كلام التاجر صحيح، وأن هناك طلباً هائلاً على الكمامات بفوق 40 مليون قطعة واغلب الطلب تصدير إلى لبنان وقبرص وكندا وهذا الأمر يؤدي إلى (تنشيف) السوق من المادة وبالتالي الاحتكار ورفع الأسعار".

أما كيف علق السوريون على هذا الخبر- الذي تم تداوله على أكثر من منصة إخبارية وعلى مواقع التواصل- فكانت التعليقات كالعادة مزيجاً من السخرية والألم لما آلت إليه أوضاعهم الاقتصادية، وأن الأمر ربما لا يعني الكثيرين لأنه لديهم ما يفوق (كورونا) وخطره.

تساءلت إحدى المعلقات ساخرة من واقع السوريين: "من كتر فرحة المواطن بالحياة كتير بيفكر بكورونا والحماية منه"، وأما قمة المرارة الساخرة فجاءت في تعليق آخر: "بكرا القناع عنا بيصير عالبطاقة الذكية وكل شهر بيطلعلك قناع طبعاً لكل فرد بالعيلة معو هوية واللي مامعو معلش يموت".

معلقون كذبوا الخبر برمته واعتبروه لا يعبر عن حقيقة ما يحصل: "انت بتتوقع الصين اللي بنت مشفى بأسبوع بحاجة كمامات من سوريا"، ورد عليه أحدهم بوجهة نظر تبدو صائبة من معرفة الناس بأخلاق تجارهم: "لو بيطلع بيدهم لقاموا بتهريب الهواء".

ترك تعليق

التعليق