ما حقيقة الأنباء عن اعتزام الخطوط الجوية السعودية العودة للعمل في دمشق؟


تضاربت الأنباء حول اعتزام الخطوط الجوية السعودية إعادة افتتاح مكاتبها في العاصمة السورية دمشق، ففي الوقت الذي تداولت فيه مصادر إعلامية موالية أنباء تؤكد البدء بصيانة مكاتب الخطوط الجوية السعودية في دمشق تمهيداً لافتتاحها، نفت وزارة النقل التابعة للنظام السوري أن تكون استلمت أي طلبات لتشغيل أو عبور جوي لأي شركة طيران سعودية.

شائعات

وبدا الباحث بالشأن الاقتصادي، يونس الكريم، أقرب إلى وصف هذه الأنباء بالشائعات التي يطلقها نظام الأسد من حين لآخر.

وأوضح في حديثه لـ"اقتصاد"، أن النظام يطلق هذا الشائعات لغرض طمأنة حاضنته الشعبية التي تعاني من تبعات التدهور الاقتصادي، الذي تعمق مؤخراً مع منع النظام السوري التداول بالعملات الأجنبية، واقتصارها على الليرة السورية التي هبطت قيمتها إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخ سوريا.

وأضاف الكريم، أن النظام يريد القول لحاضنته أن الأزمة الاقتصادية لن تطول، وها هي السعودية ستعيد افتتاح مكاتب طيرانها من جديد.

قانون قيصر

وجزم بأن "قانون قيصر" الأمريكي الذي سيدخل حيز التنفيذ، سيجبر كل الأطراف على إعادة حساباتها قبل إعادة العلاقات مع النظام السوري.

وقال إن "القانون (قيصر) واضح، فهناك محاذير أمريكية على كل من يتعامل تجارياً مع الأسد، وخصوصاً في حقل الطيران".

من جانب آخر، تساءل الكريم، عن العملات التي سيتم التعامل معها في حال تم افتتاح مكاتب الطيران السعودي في دمشق، وقال: "النظام حدد التعامل في مناطق سيطرته بالليرة السورية، ما يثير التساؤل عن قبول الشركات الأجنبية بالتعامل بالليرة السورية".

واستدرك: "لا يعدو كل ذلك كونه دعاية يطلقها النظام عبر قنوات غير رسمية، ومن ثم يقوم بنفيها للترويج لها أيضاً". وأردف بقوله: "النظام في حالة تخبط، وهو يناقض قراراته".

ومخالفاً الكريم في الرأي، لم يستبعد الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد، أن تقدم السعودية فعلاً على إعادة افتتاح مكاتب الطيران في دمشق.

تريث وحذر

ولفت في حديثه لـ"اقتصاد"، إلى مؤشرات عدة تدلل على احتمالية إعادة السعودية لعلاقاتها مع النظام السوري، منها دعوة مندوب السعودية في الأمم المتحدة لبشار الجعفري، لحضور حفل في نيويورك، في وقت سابق.

وقال أحمد السعيد، إن السعودية لا زالت تتريث وتتعامل بحذر مع خطوة إعادة العلاقات مع النظام السوري، وموقفها هذا يعود إلى عدم تشجيع الولايات المتحدة لهذه الخطوة، على الأقل في الوقت الحالي، أي إلى حين التوصل إلى حل سياسي للملف السوري.

يذكر أن السعودية بدأت منذ العام 2013 بإيقاف رحلات خطوطها الجوية إلى دمشق، وذلك بعد قطع العلاقات مع نظام الأسد، بسبب قمع النظام للثورة.


ترك تعليق

التعليق