مجاناً.. منظمة أوروبية تعرض ترميم المنازل المتضررة جزئياً في الرقة


ذكرت مصادر محلية من مدينة الرقة شرقي سوريا، أن إحدى المنظمات الأوروبية تبنت ترميم المنازل المتضررة جراء الحرب، ضمن مشروع إعادة تأهيل تلك المنازل وبشكل مجاني.

ونشرت "الإدارة الذاتية" التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، والتي تبسط سيطرتها على الرقة وما حولها، إعلاناً توضيحياً حول طبيعة المشروع وآلية التسجيل، وغيرها من الشروط اللازمة، مشيرة إلى بدء عملية التسجيل اعتباراً من يوم الثلاثاء 4 شباط/فبراير الجاري وحتى 13 من الشهر ذاته.

وجاء في الإعلان أن إحدى المنظمات بدأت بتلقي طلبات التسجيل في مشروع إعادة تأهيل المنازل المتضررة بشكل جزئي وذلك فقط في "حارة البدو" وسط المدينة.

وأشار الإعلان إلى أن المنطقة المستهدفة هي المنطقة الممتدة بين دوار التموين شمالاً ودوار الدلة جنوباً، ودوار النعيم غرباً، ومحددة بشارع المياه شرقاً وشارع النعيم جنوباً، وشارع حديقة الملاهي غرباً وشارع القطار شمالاً.

أما عن المنازل المستهدفة، فبيّن الإعلان أن المشروع سيشمل كل المنازل التي بها أضرار جزئية أو متوسطة فقط، بشرط ألا يوجد أضرار كبيرة في الأعمدة والأساسات والجسور، كما سيشمل المنازل المأهولة بالسكان حالياً، وسيتم التركيز وإعطاء الأولوية للحالات المستضعفة.

وتوجد عدة أوراق ثبوتية لا بد من إحضارها للتسجيل في هذا المشروع وهي صورة عن الهوية الشخصية وصورة عن سند ملكية المنزل (بالنسبة للمالكين)، أما فيما يتعلق بـ (المستأجرين) فيجب عليهم إحضار صورة عن الهوية الشخصية وصورة عن عقد الإيجار، إضافة لصورة عن هوية المالك الرئيسي وصورة عن وثيقة ملكية المنزل من قبل المالك الرئيس.

ويمكن للراغبين في التسجيل على المشروع التوجه صوب مجلس حي النهضة داخل مدينة الرقة، وذلك من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الساعة الثانية ظهراً، على أن يتم إحضار كافة الوثائق المعلن عنها واللازمة لعملية التسجيل.

وتعليقاً على ذلك، قال الناشط المدني والمهتم بالأمور المحلية والطبية، الدكتور "فراس الفهد"، في تصريحات خاصة لـ "اقتصاد"، إن "المنظمة الداعمة لهذا المشروع هي (people in need raqqa)"، مبيناً أنها تتلقى دعمها من جهات أوروبية.

وأضاف "الفهد" أن "هذا المشروع بدأ سابقاً بمدبنة الطبقة غربي الرقة عن طريق إحدى المنظمات النرويجية، وبدأ في مدينة الرقة منذ عدة شهور في مناطق أطراف الرقة كمنطقة شمالي سكة القطار في المدينة.

وتابع "الفهد" أنه "ومنذ أيام بدأ المشروع بقلب المدينة في حي النهضة الذي يضم عدة أحياء كحي البدو والذي هو من أكثر أحياء المدينة تضرراً، نظراً لكونه آخر حي بقي فيه تنظيم (الدولة الإسلامية) من مدينة الرقة"، مؤكداً أن المشروع سوف يتوسع لمناطق أخرى مستقبلاً.

وأشار "الفهد" إلى أنه "لا يمكن إحصاء عدد المنازل المستهدفة، كون شرط الترميم هو للضرر الجزئي للبيوت أو الضرر المتوسط أما التضرر الكامل، فللأسف لا يدخل في إطار عمل هذه المنظمة".

وقدّر "الفهد" نسبة الضرر العام في أحياء الرقة إثر الحرب ما بين 60 % إلى 80%، وأنه يوجد الكثير من المنازل ضررها جزئي.

وتشهد مدينة الرقة غلاءً في أسعار مواد البناء بشكل عام، الأمر الذي انعكس بشكل سلبي على قدرتهم على ترميم منازلهم بسبب الغلاء الحاصل في سعر الإسمنت إضافة لانخفاض قيمة الليرة السورية مقابل العملات الصعبة وخاصة الدولار.

وقال الناشط المدني "أحمد الشبلي" لـ "اقتصاد"، إن "سعر كيس الإسمنت السوري 4000 ليرة سورية، أما كيس الإسمنت العراقي فيصل سعره إلى 5000 ليرة سورية، في حين يصل سعر طن الحديد الأربيلي إلى 620 ألف ليرة سورية".

كما يعاني سكان الرقة من ضعف القدرة المادية بشكل كبير كونهم هجروا من بيوتهم لفترة طويلة وعانوا الكثير في السنوات السابقة، يضاف إلى ذلك مصروف الحياة اليومية كون العائلة الواحدة تحتاج 6000 ليرة سورية كمصروف يومي لها فضلاً عن المصاريف الأخرى المتعلقة بالدراسة والطبابة وغيرها من الأمور اليومية، حسب مصادر محلية.

وأشارت ذات المصادر في حديثها لـ "اقتصاد"، إلى أن كثير من الشباب ومن أجل إعالة أسرهم يعملون في عدد من المهن وأهمها الزراعة، إلا أن تعرض مساحات واسعة من المحاصيل والأراضي الزراعية للحرق أثر بشكل كبير على تلك المهنة ما دفع بهم للبحث عن فرص عمل أخرى ومنها العمل على "بسطات" بيع المحروقات على حافة الطرقات.

في حين أن نسبة لا بأس بها من الشباب يعملون لدى المنظمات الإغاثية والإنسانية الممولة من جهات غربية وأوروبية برواتب تصل إلى 400 دولار في الشهر الواحد، بينما البعض الآخر يضطر للالتحاق بصفوف قوات سوريا الديمقراطية براتب شهري قدره 250 أو 300  دولار تقريباً.

ترك تعليق

التعليق